أعلنت كل من واشنطن وإنجلترا فرض حظر على مستخدمى 8 دول فى الشرق الأوسط عند السفر إليهما فيما يتعلق باصطحاب الأجهزة الإلكترونية، خاصة أجهزة التابلت واللابتوب، وهو الأمر الذى يمثل مشكلة كبيرة للكثيرين، حيث شمل هذا الحظر تسع شركات طيران من 8 دول فى الشرق الأوسط، منها مصر والأردن والسعودية والإمارات، وذلك نتيجة بعض المخاوف الاحتمالية من استفادة بعض التنظيمات الإرهابية من هذه الأجهزة.
حدث بالفعل
ورغم عدم صحة الأسطورة المتعلقة بضرورة إغلاق الهواتف المحمولة خلال الرحلات الجوية، خاصة خلال عمليات الإقلاع والهبوط حفاظا على سلامة الطائرة، خاصة أنه لم يتم إثبات أن هناك أى هاتف محمول تسبب فى مشكلة كبيرة أو صغيرة فى آلاف الرحلات، إلا أن المخاوف تتعلق من بعض الارتدادات فى القنوات اللاسلكية التى تعتمد عليها الأجهزة الإلكترونية، والتى يرون أنها ستمثل خطرا على اتصالات الطائرة، مما يعرض حياة الركاب للخطر، ورغم أن غالبية الطائرات الحديثة يمكنها تجنب هذا الاعتراض ويمكنها مقاومة تشويش الموجات اللاسلكية، إلا أن شركات الطيران تفضل الإبقاء على قواعد السلامة هذه قيد العمل.
حادث مقديشيو
أما السبب الذى يبدو وكأنه الدافع الواضح لذلك هو ما ذكرته بعض التقارير عن انفجار لابتوب داخل طائرة تابعة لشركة (دبى) فى فبراير العام الماضى، والتى كانت قد أقلعت من العاصمة مقديشيو، مما أحدث ثقبا بجانب الطائرة، بينما سقط رجل إلى خارج الطائرة من شدة الانفجار، وهو الأمر الذى يبدو وأنه أثار حفيظة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا للتحذير من استخدام هذه الأجهزة.
أحصنة طروادة
فيما قال أندرو توماس، وهو أستاذ مشارك فى جامعة أكرون رئيس تحرير مجلة أمن النقل الأمريكية: إن عملية وضع المتفجرات فى الأجهزة الإلكترونية المختلفة ليست شيئا جديدا، وذلك بعدما انفجرت قنبلة فى وقت سابق تم وضعها فى "مسجل كاست" فى رحلة 103 لشركة Pan Am flight والتى حدثت فى 1988.
وأضاف أندرو توماس: "فكرة استخدام الأجهزة الإلكترونية تشبه فيروسات خيول طروادة التى تستخدم داخل أجهزة الكمبيوتر، حيث يتم وضعها فى الكثير من الأماكن على متن الطائرة، ثم يمكن تخصيصها لتنفجر فى وقت معين.
الأجهزة الممنوعة
وكشفت التقارير أنه سيطلب من المسافرين تسليم أى أجهزة إلكترونية يكون حجمها أكبر من حجم الهواتف الذكية العادية، وهو ما سيشمل كل من أجهزة الفابلت وأجهزة التابلت والآى باد، واللابتوب والكاميرات وأجهزة ألعاب الفيديو، وغيرها، لكن سيتم استثناء الأجهزة الطبية وذلك بعد خضوعها لإجراءات المسح الأمنى ضمن التفتيش، خاصة أنه يمكن زرع قنبلة فى أجهزة اللاب توب والأجهزة اللوحية وذلك على حد وصف بعض التقارير.
كيف يمكن التغلب على المشكلة
أشارت تقارير إلى أنه سيكون على الراكب شحن هذه الأجهزة فى بعض الحقائب التى سيتم فحصها بشكل دقيق للغاية، وذلك قبل أن يتم وضعها بمخزن الطائرة، ولا يمكن للمسافرين اصطحابها معهم إلى كابينة الركاب، مثلما كان يحدث فى الماضى.
حالات منع مماثلة
ولعل أبرز حالات المنع للأجهزة الإلكترونية حدثت خلال العام الماضى بعد مشكلة انفجار هاتف سامسونج نوت 7، حيث واجهت شركة سامسونج مشاكل تتعلق بحظر الطيران فيما يخص هواتفها القابلة للانفجار جلاكسى Note 7، وذلك بعدما أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية بيانا حذرت فيه تشغيل أو شحن هذه الأجهزة على متن الطائرات، وعدم إخفائهم عند أى عملية فحص للأمتعة، وهو الأمر الذى قامت به العديد من شركات الطيران فى عدد من دول العالم.