رصد تقرير إسرائيلى لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الصراعات المذهبية الدائرة حاليا بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أنها ستحدد شكل ومستقبل الشرق الأوسط فى الوقت القريب.
وقال التقرير الذى أعده المحلل العسكرى بالصحيفة العبرية عاموس جلبوع، إن معركة كبيرة ستنشب قريبا ستؤدى لتقسيم العالم الإسلامى فى الشرق الأوسط بسبب الصراع السياسى والثقافى بين السنة والشيعة فى المنطقة وأن نتائج تلك المعارك ستتحدد وفق الطابع السياسى والثقافى لكل منطقة.
الحرب بين الحلفين فى المنطقة
وأضاف التقرير الإسرائيلى، أن الصراع بين المذهبين يحدث على أرض الواقع، من خلال أذرع كل منهما فى المنطقة لكن ساحات المعركة الرئيسية تدور فى كل من سوريا واليمن، مشيرا إلى أن الحلف الشيعى متمثل فى إيران ونظام الرئيس السورى بشار الأسد وذراعهما تنظيم حزب الله، فيما يقود الحلف المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن المعارك بين الحلفين لا تزال قائمة فى اليمن بالإضافة لمشاهد القتال الثانوية فى لبنان والبحرين والعراق.
وأوضح المحلل الإسرائيلى، أن ما يميز هذه الساحات هو أن عمليات القتال التى تشنها "إيران الشيعية" وتواجهها المملكة العربية السعودية، بجانب كل من مصر والأردن وليبيا وشمال أفريقيا "الدول السنية"، مما يشكل عقبة كبيرة أمام تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
الإمبراطورية الإيرانية
وحذر التقرير من تنامى الإمبراطورية الإيرانية وحصولها على الأسلحة النووية فى المستقبل، مشيرا إلى أن إيران تستغل الأقليات الشيعية ضد الأغلبية السنية فى العالم العربى، لافتا إلى أن أكبر تجمع شيعى يوجد فى كل من لبنان بنسبة 41% والعراق الذى وصل لـ50 % واليمن بـ40% بعد تدفق الشيعة على هذا البلد، بالإضافة لوجود أغلبية شيعية بين سكان البحرين رغم أن العائلة الحاكمة من الأقلية السنية، كما أن سوريا يحكمها أقلية علوية - واحدة من التيارات الشيعية - وتسيطر حتى الآن على السلطة هناك.
وقال التقرير الإسرائيلى إن هناك تحديات كبيرة أمام الحلف السنى منها أن الولايات المتحدة التى تساند المملكة العربية السعودية منذ 80 عاما بدأت فى فتح علاقات مع إيران، بالإضافة إلى أن روسيا تؤيد طهران بشكل واضح، وكذلك بعكس إيران التى تعتبر الممثل الرئيسى للشيعة فأن السعودية لا تعتبر الممثل الوحيد للقوة السنية فى المنطقة حيث تنافسها تركيا التى تسعى أن يكون لها موقع قدم فى الشرق الأوسط.
صراع سنى شيعى وصراع سنى سنى
وأوضح التقرير أن العالم الإسلامى فى الشرق الأوسط ينقسم إلى قسمين، صراع سنى شيعى، وصراع سنى – سنى، وأن هذا الانقسام الداخلى بين العالم السنى المعتدل والمتطرفين من الجماعات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" وغيرها يضعفان الحلف، مما يصب لصالح الحلف الشيعى المتماسك، كما أن الصراع الداخلى الذى يضعف السنة يصب لصالح المعسكر الشيعى فى علاقته مع الغرب، وهو الأمر الذى ظهر بصورة كبيرة فيما يتعلق باجتماعات جنيف لحل الأزمة السورية والتباين فى الآراء داخل الحلف السنى.
وأنهى التقرير بأن كل ما يقلق إسرائيل هو تعاظم قوة أى من هذين الحلفين فى المستقبل، حيث أن تعزيز الإمبراطورية الإيرانية لا يصب فى صالح الأمن القومى الإسرائيلى وكذلك تعزيز قوة الجماعات السنية.