يوماً بعد يوم يزداد الإهمال الطبى تجاه المرضى فى المستشفيات العامة، من الأطباء الذين باعوا ضميرهم من أجل حفنة جنيهات، حمدى محمود على عبده أحد هؤلاء الضحايا الذى فقد قدمه نتيجة غياب ضمير الطبيب بمستشفى العجوزة، وإهماله فى علاجه حتى تفاقم الألم لديه وأصبح عاجزاً.
وتسرد مروة حمدى أبنة المريض رحلته مع الإهمال لـ"انفراد"، قائلة "والدى كان يشكو من جرح فى إصبع القدم الكبير، وذهب إلى عيادة الدكتور "ح. ك" فى باب اللوق، وبعد الكشف عليه طلب منه الذهاب إلى مستشفى العجوزة لإجراء عملية بتر مشط القدم لأنه كان يعانى من ارتفاع السكر وضغط الدم، وتم حجزه فى المستشفى حتى فوجئنا باختفاء الطبيب المعالج ولكنه ظهر بعد فترة وحضر للمستشفى وطلب تأجيل عملية البتر بحجة ارتفاع نسبة سيولة الدم وعدم تمكنه من إجراءها".
وتستكمل أبنة المريض المأساة قائلة: "فوجئنا من إحدى الممرضات بالمستشفى أن السيولة ليست مرتفعة، وعندما واجهنا الطبيب قال لنا فعلاً السيولة مضبوطة لكن لا يوجد غرف عناية مركزة، فى حين أنه كان لا يحتاج إلى بنج كلى، وعندما طالبناه بالحل قال لنا اسألوا دولتكم".
وتابعت: "جرح والدى كان عبارة عن غرغرينة أخذت تسرح فى قدمه لأنه ظل على هذه الحالة لمدة 17 يوم، وقام بإجراء الجراحة طبيب آخر لم نره بعد ذلك بعد اكتشافنا بأن العملية غير سليمة ومازال هناك غرغرينة فى القدم، فقام الأطباء بالمستشفى بإزالة هذه الغرغرينة فى الحجرة وبدون بنج وظل والدى يصرخ من شدة الألم كاد أن يفقد فيها حياته، خاصة أنه مصاب بالقلب أيضا وظل فى المستشفى لمدة شهر آخر دون تحسن فى حالته".
وأكملت أبنة المريض: "اتصلت بالطبيب الذى قام بإجراء الجراحة، فرد عليا بطريقة سيئة، قائلاً: انتى بتتصلى بيا فى يوم أجازتى.. دى قلة أدب، هذا الطبيب لم يرى والدى بعد الجراحة سوى مرة واحدة وطلب منا الخروج من المستشفى وكتب فى تقريره أنه تم بتر مشط القدم وأن حالته تحسنت حتى يجبرنا على الخروج، كما أنه أعطى أوامر للممرضات ألا يصرف له أى أدوية، وبالفعل خرجنا وتوجهنا به إلى المستشفى الإيطالى وصدمنا من تشخيص الأطباء بزيادة الغرغرينة فى القدم ولا بد من البتر حتى أسفل الركبة، ولأول مرة نرى القدم بدون شاش فأدركنا أن العذاب الذى يراه يستحق الصراخ".
واختتمت مروة قائلة: "المعاملة السيئة من الممرضات والأطباء فى مستشفى العجوزة تؤكد أن تطوير العلاج فى مصر ليس فى المبانى والأجهزة ولكن مطلوب الرقابة الشديدة على الأطباء وعلى عملهم حتى لا يقع المزيد من الضحايا، مضيفة "نحن ميسورين الحال فما بال الفقراء".