مع احتفال شركة فيس بوك اليوم بمرور 12 عاما على إطلاق موقع التواصل الأشهر فى العالم، لا يمكن إنكار الدور الكبير الذى لعبه فيس بوك فى حياتنا، وكيف سهل من التواصل وقرب المسافات بين الناس، وفتح نافذة على عالم مختلف وثقافات متعددو لم يكن بوسع الناس رؤيتها بدونه، لكن كما كان لفيس بوك العديد من الإيجابيات، شوه فيس بوك العديد من الملامح الإنسانية وطغت سلبياته على هذه المميزات، لدرجة دفعت عدد من الدول وعلى رأسها الصين لحجبه ومنعه من البلاد.
تشويه العلاقات الإنسانية
كما ساعد فيس بوك المستخدمين على التواصل وساهم فى الربط بين الناس فى جميع أنحاء العالم، فلم تعد الحواجز والمسافات مهمة بفضل ميزة الدردشة و"اللايك" و"الكومنت"، إلا إنه أيضا شوه حياتنا ودمر الكثير من العلاقات، فلم يعد الناس بحاجة لرؤية بعضهم ولم تعد للمقابلات أثر يذكر، بعد أن أصبحت "اللايك" كافية، وسادت حالة من الفتور بين الناس، فتشوهت العلاقات وانشغل الناس، فلم يعد يفكر شخص فى الاتصال بأصدقائه ومعارفه وأقاربه.
التجسس على المستخدمين
ويعد التجسس أكثر ما يهدد بقاء موقع فيس بوك، حيث أكدت العديد من التقارير أن موقع فيس بوك يجمع المعلومات عن مستخدميه ويحتفظ بجميع البيانات الشخصية الحساسة، كما يمكنه تتبعهم بكل سهولة بفضل المزايا التى أضافها الموقع مؤخرا، ليرسلها إلى الحكومات وأجهزة الاستخبارات حول العالم، ورغم نفى فيس بوك دائما هذه الاتهامات وتأكيده الحفاظ على خصوصية المستخدمين وعدم المساس بسرية البيانات، إلا أن توغله فى جميع تفاصيل حياة مستخدميه يثير مخاوف الكثير من الدول التى تفضل دائما حجبه ومنع المستخدمين من الوصول من أهم الصين التى نجحت فى توفير بدائل لمواطنيها تغنيهم عن الاستعانة بهذا الموقع الأمريكي، ورغم محاولات "مارك زوكربيرج" المستميتة للتوصل إلى حل لإعادة فيس بوك إلى الصين، إلا أن هذه المحاولات تبوء دائما بالفشل.
تسهيل التواصل بين أعضاء داعش
ولا يمكن إنكار الدور الذى يلعبه موقع فيس بوك فى تسهيل التواصل بين أعضاء تنظيم داعش، وفشل الموقع فى التصدى للتنظيم الإرهابى الذى ينتشر أكثر وأكثر مع مرور الوقت، مع وجود عدد من التقارير التى تزعم وجود مئات الحسابات التابعة للمتطرفين والإرهابيين على الموقع، واستعانتهم بالجروبات السرية التى لا يمكن الانضمام إليها إلا بنظام الدعوات للتخطيط للهجمات الإرهابية المختلفة، بالإضافة إلى الاعتماد على تطبيق واتس أب التابع أيضا للموقع للدردشة والتواصل بشكل سرى واعتبار الموقع وسيلة للنشر الأفكار المتطرفة واللعب على مشاعر المستخدمين لتجنيد المزيد من المقاتلين.
بيع الأسلحة
وكما انتشر موقع فيس بوك وأصبح حلقة الوصل بين جميع المستخدمين، إلا إنه أيضا سهل من ارتكاب الجرائم والحصول على الأسلحة، فأصبحت هناك الكثير من الصفحات والجروبات المختلفة التى تروج لبيع الأسلحة بعيدا عن أعين أجهزة الشرطة المختلفة، ورغم محاولات فيس بوك للحد من الأمر إلا أن هذه الأفعال غير القانونية مازالت قائمة، والتى اعترفت بها الشركة مؤخرا بالإعلان عن حظر بيع وتداول الأسلحة على الموقع وتطبيق ماسنجر للدردشة، خاصة بعد أن أصبح الموقع الوسيلة الأسهل والأمن للتحايل على مخاطر الوقوع فى أيادى الشرطة.
المحتوى الاباحى ونشر الدعارة
ساهم الإنترنت بشكل عام وفيس بوك بشكل خاص فى نشر المحتوى الإباحى وتسهيل العلاقات المحرمة، فأصبح من المعتاد رؤية الكثير من الصور الخارجة لفتيات يعرضن أنفسهن لراغبى المتعة، حيث انتقلت هذه الأفعال المخلة بالآداب إلى الموقع الأكثر استخداما فى العالم، مواكبة للتطور التكنولوجى الذى نشهده، وتنوعت أشكال الدعارة بفضل فيس بوك، خاصة مع وجود خاصيتى المكالمات الصوتية والفيديو التى سهلت فى ابتعاد مثل هذه الممارسات عن أعين الأجهزة الأمنية.
الخيانة الزوجية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية العام الماضى تقريرا صادما يتعلق بالخيانة الزوجية، والذى كشف أن واحدة من كل 7 حالات طلاق تحدث بسبب فيس بوك وتويتر، حيث سهل الموقع من الخيانة الزوجية، فبات من السهل أن يتعرف الزوج أو الزوجة على شخص جديد عبر موقع فيس بوك، كما يشوه نشاط أحد الزوجين على موقع فيس بوك العلاقات ويساهم فى إثارة الشكوك بين الزوجين وتبادل الاتهامات المختلفة، ليصبح فيس بوك سبب مؤثر يدفع الطرفين إلى الانفصال.
تعرض الأطفال لمحتوى غير لائق
أثر فيس بوك أيضا على الأجيال الجديدة أيضا، فقبل أن يتعلم الطفل القراءة والكتابة أصبح يملك حسابا على فيس بوك، ورغم التقارير التى تؤكد دوره فى توسيع مدارك الأطفال إلا أن له تأثير سلبى يتمثل فى تعريضهم لمحتوى غير لائق، يظهر لهم فى شكل إعلانات أو صور مخلة تثير فضول الأطفال وقد تدفعهم للبحث بشكل أعمق والتعرض لمحتوى لا يتناسب مع أعمارهم، وهو ما يؤثر عليهم فيما بعد.
نشر أخبار مضللة
كما أصبح موقع فيس بوك بديل للمواقع الإخبارية المختلفة، يتناقل من خلاله أى شخص ما يرغب فيه من صور مفبركة وأخبار مضللة، ليشاركها الملايين من المستخدمين دون التأكد من صحتها، مما يساهم فى نشر الفتن بين الناس والتسبب فى مشكلات كبرى تهدد بلاد وحكومات، وتؤثر على الاقتصاد.
تشويه الأشخاص
ومن الممكن أيضا استخدام فيس بوك لتشويه شخص ما والضغط عليه، من خلال عدد من الصور والمنشورات المفبركة التى يتناقلها المستخدمون بكل سهولة دون التفكير فى مدى صحتها أو تأثيرها على حياة هذا الشخص الاجتماعية، فتحول الموقع إلى أداة ضغط مؤثرة تساعد فى الابتزاز.
استغلال الفتيات وتهديدهن
وأصبح من المعتاد سماع الكثير من الأخبار عن القبض على شخص لتهديده لفتاة على موقع فيس بوك وسرقة صورها وبياناتها وتشويه سمعتها، لذا ظهرت أدوات مكافحة مختلفة للحد من هذا الأمر وتوعية الفتيات مثل "مكافحة جرائم الإنترنت" التى يمكن الرجوع إليها للإبلاغ عن مثل هذه الحالات.