مساعد وزير الداخلية: السجون خط أحمر.. و"مفيش محتجزين بدون سند قانونى".. اللواء محمد الخليصى: نقلنا مهدى عاكف و"الكتاتنى" إلى مستشفيات خارجية للعلاج.. ومنع الزيارة عن الإخوان "كلام مش مظبوط"

قال اللواء محمد الخليصى، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، إن السجون خط أحمر، واصفًا منع الزيارة عن الإخوان بأنه «كلام مش مظبوط»، موضحًا أن أحمد الخطيب أصيب بمرض «الليشمانيا» أثناء انضمامه لـ«داعش» بسوريا. وأضاف فى حواره لـ«انفراد» أنه تم تنفيذ جميع أحكام الإعدام النهائية، وأن السفارات الأجنبية تشيد بالتزام السجون بمعايير حقوق الإنسان بمصر، متابعًا: «تم سداد ديون الغارمات من أموال الوزارة»..وإلى نص الحوار: بداية.. ما آخر التطورات التى شهدها قطاع السجون مؤخرًا؟ - السجون لم تعد أماكن للحبس فقط، وإنما هى أماكن للتأهيل والإصلاح والتهذيب، حيث تتبنى السجون فلسفة عقابية جديدة ترتكز على احترام قيم حقوق الإنسان، وتحويل السجين إلى شخص منتج، حيث يتم تعليم السجناء حرفًا تدر عليهم أموالًا، وهناك سجناء ينفقون على أسرهم بالخارج من هذه الأموال التى يكسبونها. البعض يزعم احتجاز مواطنين بالسجون دون سند قانونى.. كيف ترد على ذلك؟ - لا يوجد لدينا شخص واحد داخل السجن دون سند قانونى، فالموجودون هنا إما صادرة ضدهم أحكام، أو محبوسون احتياطيًا، وأبواب السجون مفتوحة للجهات الرقابية لزيارتها والتأكد من ذلك. كيف تتعامل مصلحة السجون مع السجناء المرضى؟ - إذا كان المرض فى بدايته ويمكن علاجه بمستشفيات السجون، يتم ذلك على الفور، بينما إذا كانت حالة السجين حرجة يتم نقله لمستشفيات بالخارج مثل قصر العينى، وغيره من المستشفيات، وفى بعض الأحيان يتم السماح للسجناء بنقلهم لمستشفيات خاصة، بناءً على طلب ذويهم للعلاج هناك. وماذا عن مستشفيات السجون ومدى جاهزيتها لاستقبال المرضى؟ - مستشفيات السجون شهدت عملية تطوير بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث تم دعمها بأجهزة حديثة ومتطورة، وتمت زيادة وحدات الغسيل الكلوى، ومراكز علاج العيون، وتم التعاقد مع عدد كبير من الاستشاريين والأطباء الكبار للحضور للمستشفيات، وإجراء الفحوصات الطبية للسجناء المرضى، وإجراء العمليات الجراحية لهم. وكيف يتم التعامل مع السجناء المصابين بأمراض مزمنة، خاصة مرض الدرن؟ - هناك فحوصات طبية تجرى للسجناء باستمرار، وفى حالة اكتشاف سجين مصاب بمرض مزمن يتم عزله عن باقى السجناء لمنع العدوى، ويتم عمل مسح للمنطقة الموجود بها، وأخذ عينات من المخالطين له، ولدينا مصحة خاصة بمرضى الدرن، لعلاج المصابين من هذا المرض. يلجأ بعض المواطنين لتهريب مواد مخدرة وممنوعات لذويهم أثناء الزيارة، كيف يتم التصدى لذلك؟ - لجأ بعض المواطنين لحيل غريبة مؤخرًا لتهريب مواد مخدرة وممنوعات لذويهم، سواء أثناء الزيارة أو عقب حضورهم جلسات المحاكمات، أبرزها تهريب المواد المخدرة فى المأكولات، وضبطنا مؤخرًا سجناء أخفوا هواتف محمولة بجسدهم، وتقابل هذه الحيل يقظة للخدمات الأمنية بالسجون، وتقنيات حديثة دعمتنا بها وزارة الداخلية للتصدى لجميع وسائل التهريب ومنعها، والقبض على القائمين عليها. ما الفارق بين السجون الحديثة التى تم إنشاؤها مؤخرًا، مثل سجنى جمصة والمنيا، وباقى السجون القديمة؟ - السجون الحديثة متطورة، وراعينا فيها وجود وسائل للتهوية، وأماكن واسعة للتريض، فضلًا عن وجود عدد أكبر من الورش وأماكن الإنتاج، وهناك أماكن مخصصة للزيارات، فالشىء الحديث دائمًًا متطور عما قبله. هل السجون المنتشرة على مستوى الجمهورية مؤمّنة بشكل كبير لا يسمح باقتحامها؟ - السجون خط أحمر، وهذا كلام منتهٍ، وجميع مبانى السجون مؤمّنة بشكل كبير ومتطور، ومن يفكر فى الاقتراب منها أو مهاجمتها يفقد حياته، وهذا قانون. هناك توجه من وزارة الداخلية لسداد ديون الغارمات من أموال الضباط..هل أنتم مستمرون فى هذا المسار؟ - وزارة الداخلية تراعى البعد الإنسانى، فطالما شدد وزير الداخلية على الاهتمام بالبعد الإنسانى، وفى هذا الصدد تسعى وزارة الداخلية لتفريج كرب الغارمات من خلال سداد ديونهن من أموال ضباط رجال الشرطة تارة، ومن أموال شركة «أمان» التابعة لوزارة الداخلية تارة أخرى، فالهدف فى النهاية خروج الغارمات اللاتى دخلن السجن. فى تقليد لأول مرة يحدث فى السجون المصرية سمحتم للسيدات المحبوسات باستقبال أزواجهن المحبوسين فى سجون أخرى، ليلتقى الطرفان بعد سنوات طويلة لم يجمعهما لقاء.. لماذا؟ - هدفنا فى هذا الأمر إنسانى بحت، حيث هناك سيدات محكوم عليهن بسنوات طويلة، وأزواجهن الأمر نفسه، وكل طرف منهما فى سجن، ومن ثم قررنا الجمع بين الطرفين فى مكان واحد أثناء الاحتفالات بعيد الأم، حتى نسمح للطرفين بالبقاء مع بعضهما وقتًا طويلًا، وسمحنا لهم باستقبال أطفالهم، وقدمنا لهم الهدايا والمساعدات، وهدفنا أن يقضوا العقوبة ويخرجوا من هنا وألا يعودوا مرة أخرى. كيف تتعاملون مع السجناء الأجانب؟ - لا فرق هنا بين سجين مصرى أو أجنبى، فالجميع سواسية، وهناك عنابر تجمع بين الطرفين، ونستقبل مسؤولين من سفارات أجنبية يزورون السجناء من دولهم، ويشيدون بالسجون المصرية فى احترام قيم حقوق الإنسان والعمل بها، وكان أبرز هذه الزيارات زيارة وفد سودانى للسجون المصرية، والاطمئنان على السجناء السوادنيين، وأعربوا عن خالص تقديرهم لوزارة الداخلية لالتزامها بمعايير حقوق الإنسان الدولية. أبناء القيادات الإخوانية مثل الشاطر ومرسى يرددون باستمرار عبر السوشيال ميديا منعهم من زيارة ذويهم بالسجون.. ما مدى صحة ذلك؟ - جماعة الإخوان والمنتمون لها دأبوا على ترويج الشائعات، و«طول عمرهم ما قالوا حاجة إيجابية عن البلد». ماذا عن الحالة الصحية لمرشد الإخوان السابق محمد مهدى عاكف؟ - مهدى عاكف كان يعانى من بعض الأمراض مؤخرًا، وتم نقله لمستشفى قصر العينى لتلقى العلاج، وشأنه مثل باقى السجناء، يتم تقديم جميع أوجه الرعاية الصحية له. رددت جماعة الإخوان أن الكتاتنى يعانى من حالة صحية حرجة وسقط على الأرض مؤخرًا.. ما صحة ذلك؟ - الكتاتنى كان يعانى من حالة مرضية مزمنة وتم علاجه، وسقوطه على الأرض شائعات، وتتم معاملته مثل باقى السجناء، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة له. نحن فى انتظار القائمة الثالثة للعفو الرئاسى.. ما دوركم فى هذا الأمر؟ - نسهم فى قوائم العفو الرئاسى، سواء عن طريق ترشيح بعض الأسماء، أو فحص الأسماء التى ترد إلينا من خلال لجان فنية وقانونية يتم تشكيلها داخل قطاع مصلحة السجون. كيف يستطيع المواطن تسجيل اسم أحد أقاربه المحبوسين، فى قوائم العفو الرئاسى؟ - يمكن للمواطن الحضور لقطاع مصلحة السجون بوسط البلد لتسجيل اسم أحد أقاربه المحبوسين ضمن قوائم العفو الرئاسى، ونجمع أسماء عديدة، وبعدها تتم عمليات الفحص، وصولًا لمستحقى العفو. هل يمكن للسجين أحمد الخطيب الخروج من السجن بموجب إفراج صحى؟ - هذا الأمر يتوقف على قرار من النائب العام، من خلال لجان طبية بمعرفة الطب الشرعى لحسم هذا الأمر، ونحن ندرس الحالة الصحية له. متى تنتهى عقوبة أحمد الخطيب قانونيًا؟ - أحمد عبدالوهاب محمد الخطيب طالب بكلية البايوتكنولوجى بجامعة مصر، ومودع بليمان طرة، ومحكوم عليه بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات فى القضية رقم 6357 لسنة 2014 ج، الشيخ زايد، بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، حيث سبق له مغادرة البلاد عام 2014 للانضمام إلى صفوف «داعش» فى سوريا، وعقب عودته للبلاد تم ضبطه، وصدر ضده حكم بالسجن، وبدأ حبسه تنفيذًا للحكم فى أول نوفمير 2014، وينتهى حبسه فى أول نوفمبر 2024. ما المرض الذى يعانى منه أحمد الخطيب؟ وكيف تحرك قطاع السجون لعلاجه؟ - السجين عانى مؤخرًا من نقصان فى الوزن، مع شحوب بالوجه، وتراجع فى مستوى المجهود، وبإجراء تحليل دم تبين وجود نقص ملموس بالهيموجلوبين، وعدد خلايا الدم البيضاء، ووجود ارتفاع فى نسبة الحديد وسرعة الترسيب، وتم ترحيل النزيل من محبسه الأصلى بليمان 430 إلى مستشفى ليمان طرة، الذى بادر بعرضه على مستشفى المنيل الجامعى ومعهد الأورام لفحصه، وأثبتت الفحوص الطبية وجود طفيل «الليشمانيا الحشوية»، وهو مرض ينتقل عن طريق التعرض للدغ من حشرة «الساندى فلالى» أو «ذبابة الرمل»، وهى حشرة غير موجودة بالبلاد، وموطنها العراق وسوريا، ومن خصائص المرض الذى تسببه لدغتها الكمون لمدة تتراوح بين شهرين وعام قبل ظهور الأعراض، وتم حجزه بمستشفى «حميات العباسية» تحت الملاحظة الطبية، وتقديم العلاج اللازم لحالته باعتبارها الوحيدة المتخصصة فى علاج مثل هذه الأمراض، ومصلحة السجون تحركت لعلاج المريض قبل أن يتناول الإعلام قصته. لكن هناك مخاوف من انتقال مرض «الخطيب» للسجناء الذين كانوا مخالطين له.. ما الإجراءات التى تم اتخاذها فى هذا الصدد؟ - تم توقيع الكشف الطبى على جميع النزلاء المخالطين له، وأظهرت نتائج الكشف سلبية العينات، وعدم إصابة أى نزيل بهذا المرض، ما يؤكد أنه مصاب بذلك من الخارج. ماذا عن مصير تعديلات قانون السجون والغرف المؤثثة وتوفير وسائل اتصالات للسجناء بذويهم بالخارج؟ - مازلنا نعمل فى هذا الأمر، وتركيب تليفونات أرضية بالسجون للاتصال بذويهم تحتاج لبعض الوقت، ويتم التنسيق فى هذا الأمر مع وزارة الاتصالات. هل يوجد بالسجون أطباء نفسيون؟ - نعم.. لدينا بالسجون أطباء نفسيون واستشاريون تتم الاستعانة بهم للجلوس مع السجناء وتأهليهم، والعمل على الإصلاح والتهذيب، وهذا أمر ضرورى.