بالصور العائدون من جحيم ليبيا يكشفون تفاصيل رحلة "الرعب والذعر" حتى عودتهم للوطن هويدة: الجماعات المسلحة اختطفتنا ووضعتنا داخل معسكر هجرة غير شرعى والسؤال عن الهوية السياسة قبل التعذيب

- مساعد وزير الخارجية: لن ترك أى مصرى يرغب فى العودة إلى بلده من ليبيا أو أى دولة أخرى - مساعد وزير الخارجية:لن ترك اى مصرى يرغب فى العودة الى بلده من ليبيا وأى دولة اخري وصل مطار القاهرة الدولى اليوم، الخميس، 35 من المصريين على متن طائرة خاصة فى الرحلة رقم 813، بعدما نجحت وزارة الخارجية فى الإفراج عنهم فى ليبيا، حيث كان فى استقبالهم بصالة 3 بالمطار السفير الدكتور هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج فى المطار.

وقالت هويدة المرشيدى 31 عاما من محافظة الإسكندرية، وأم لثلاثة أطفال كانت تقيم فى ليبيا برفقة زوجها وأطفالها منذ أربعى أشهر فى مدينة مصراتة إن الجماعات المسلحة قامت باقتحام منزلهم ليلا عقب انفجار فى أحد المناطق، ولم نعلم سبب الاقتحام وتم القبض علينا مع مجموعة أشخاص من جنسيات مختلفة، وتم نقلهم من المنزل داخل شاحنة إلى معسكر الهجرة غير الشرعية، وتحججت المجموعة المسلحة بأنه سيتم أخذ بعض المعلومات منهم حول الانفجار وسيتم إطلاق سراحهم فيما بعد.

وأضافت أنه تم القبض عليهم واستحوذت على مجموعة من المال كانت فى حوزتهم، وتم وضعنا داخل المعسكر بقلب الصحراء، وتم فصل الرجال عن النساء، ثم تعذيبهم لمدة شهر داخل السجن وتعذيب الأطفال وكانوا يوجهون السباب لهم وتم منع الأكل، والشرب على جميع المصريين.

وشكرت هويدة الرئيس عبد الفتاح السيسى، على جهوده فى عودتهم إلى البلاد، وأكدت أنها لن تعود مرة أخرى إلى هناك بعد أن تعرضت لهذه الإساءات حيث أنها شهدت نوع من أنوع العذاب لم تشهده طيلة حياتها.

وقال زوج هويدة محمود 33 عاما من محافظة الإسكندرية يعمل عامل محارة بليبيا إنه تعرض للإهانة من جانب الجماعة المسلحة حيث قامت بالاستيلاء على مبلغ من المال كان بحوزته وكانوا يقومون باختيار ما يريدونه من حقائبهم ويأخذونه، مضيفا أنه تم توجيههم إلى معسكر للهجرة غير الشرعية وتم تعذيبهم وتوجيه الإهانة لهم ومعاملتهم أسوأ معاملة عند علمهم أنهم مصريين، لافتا أنهم كانوا يقومون بتدريب الجنسيات المختلفة على حمل السلاح داخل المعسكر.

وتابع محمود أن هناك عدد آخر من المصريين محتجزين فى هذا المعسكر منذ اكثر من 3 أشهر حيث قامت الجماعة المسلحة بتعذيب أحدهم بالكهرباء، مؤكدا أنه لن يترك مصر مرة أخرى بعد ما حدث له هو وأسرته.

وقالت جمالات صبحى مرشدى 21 عاما من محافظة الإسكندرية وأم لثلاثة أطفال إن الجماعات المسلحة قامت باقتحام منزلها ليلا وتم قيادتها هى ورضيعتها إلى معسكر الهجرة غير الشرعية علما بأنها لا تملك معلومات حول وضع زوجها وطفلتها البالغ عمرها 3 سنوات. وأكدت أنها تم احتجازها لمدة شهر حيث تعرضت للإهانة والضرب داخل المعسكر من قبل الجماعات المسلحة عندما كانت تطالب بطعام لرضيعتها حتى تمكنت الخارجية بالتواصل معم عن طريق أحد أقارب المصريين المحتجزيين بالقاهرة حتى تم الإفراج عنهم وعودتهم إلى القاهرة عن طريق عبر تونس.

ووجهت جمالات الشكر للرئيس السيسى، والحكومة المصرية على جهودها التى بذلتها لعودتهم إلى أرض الوطن.

وقال أحد العائدين وهو عبدالحليم خليفة إبراهيم من مركز أسطا محافظة الفيوم، أنه أثناء عودتنا من أشغالنا فى حافلة تم توقيفها، وكان ذلك يوم 5 نوفمبر، وأنزلونا منها، واستولوا على كل متعلقاتنا من أوراق وجوازات سفر ونقود وتليفونات محمولة، وضعونا فى سيارة نقل بعد أن كبلونا بالكلابشات البلاستيكية وأخذونا الى غرفة عمليات مصراتة، وقالوا لنا إننا هجرة غير شرعية رغم أن أوراقنا معهم ، وأمضينا ليلة هناك، وتأكدوا أننا عمال ولسنا هجرة غير شرعية، لكن كل هذا لم يشفع لنا وتم حجزنا فى مكان تابع لهم لمدة 15 يوما ذقنا خلالها العذاب ألوان لا أكل ولا ماء ولا مكان يحمينا من شدة البرد.

وتابع عبد الحليم أن يوم 20 نوفمبر سلمونا إلى شخص بلطجى أخذنا إلى البحر وطلب من كل واحد 2000 ألفى دينار أو أن يسلمونا لمعسكرات الهجرة غير الشرعية، فتفاوضنا معه وقبل أن يأخذ مبلغ 1500 دينار، وأعطانا هاتفا اتصلنا على زملائنا وأحضروا لنا الفلوس لكن تم تسليمنا إلى جماعة أخرى، فاحتجزتنا من يوم 25 نوفمبر إلى نهاية يناير لكن خلال هذه المدة نجحنا فى الاتصال بالسفارة المصرية بعد أن سمعنا أن الرئيس السيسى بيرسل طائرات لإجلاء المصريين المقبوض عليهم، وبالفعل تم تحريرنا وإجلائنا إلى الحدود التونسية ووفرت لنا السفارة المصرية تذاكر سفر وعدنا الى أرض الوطن.

فيما قال حسن مصطفى من محافظة المنيا، إننا ذهبنا إلى مرسى مطروح، بناء على اتصالات من طرف مصريين وليبيين بتوفير فرص عمل لنا، مقابل مبالغ تتراوح ما بين 4 و5 آلاف دينار، يتم تحصيلها بعد دخولنا ليبيا واستلامنا العمل، ودخلنا عبر منفذ السلوم وبعد دخولنا استقبلتنا مجموعة مصرية وليبية، لكن فوجئنا أنهم يسلمونا للجماعات المسلحة تسليم أهالى، فبدأوا يسألوننا أسئلة عما إذا كنّا تبع الإخوان أم تبع الرئيس السيسى، وحاولوا تجنيد عدد منا للانضمام للميلشيات المسلحة، لكن فى العموم يتم معاملة المصريين أسوأ معاملة، فمنذ القبض علينا لقينا شتى ألوان العذاب، خاصة الذين يرفضون الانضمام للجماعات المسلحة.

وأضاف أن المصريين دون غيرهم يتم تعذيبهم بالكهرباء والتكدير بأن نقف طوال الليل فى مناطق مكشوفة، بدون أكل أو ماء لدرجة أنهم كانوا يعطوا كل شخص نصف رغيف فى اليوم، وأوقات كثيرة يتم إلقاء الأكل لنا على الأرض والأسفلت ويجبرونا على أن نأكله، لذا أطالب أى مصرى بعدم السفر إلى ليبيا فى الوقت الراهن. وأشار السفير الدكتور هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج، إلى أن لم تدخر جهدا لحماية أبنائها بالخارج وعملت على مدار عدة اشهر بالتنسيق مع الجانب الليبى لعودة المصريين المحررين من هناك .

وأكد السفير فى تصريحات صحفية بمطار القاهرة أثناء استقباله المصريين العائدين من ليبيا أن الوزارة تقدم كل العون لأبنائها المصريين لضمان عودتهم سالمين، وقرر السفير دعوته للمصرين بعدم التوجه إلى الأماكن التى تشهد اضطرابات سياسية وعدم استقرار أمنى وذلك فى إطار الخوف على حياتهم وليس تحديدا أو حجر على حرية تنقل المواطن المصرى.

وأضاف السفير أن المصريين العائدين من ليبيا والبالغ عددهم 35 كانوا متواجدين فى غرب ليبيا تحديدا فى منطقة مصراتة وبذلنا جهد مكثف مع الجانب الليبى لاسترجاع هؤلاء المصريين مشددا على أهمية الدم المصرى ووصفه بالثمين.

وكشف السفير أن منظومة رعاية المواطن يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى وأن أمن المواطن يعد جزء لا يتجزأ من أمن مصر وليس هناك تنازلا فى ذلك، ودعا السفير المواطنين المصريين الذين يرغبون فى تحسين مستوى معيشتهم بالخارج عليهم التوجه إلى وزارة الخارجية المصرية ووزارات أخرى متخصصة مثل وزارة القوى العاملة للتأكد من صحة عقود العمل.

وأكد السفير أن وزارة الخارجية على تواصل مع الحكومة الليبية الشرعية لمساعدتنا فى استرجاع المواطنين المصريين العالقين على أرضيها ويرغبون فى العودة إلى مصر.

وأوضح السفير أن هناك عدد آخر من المصريين المتواجدين على الأراضى الليبية فى انتظار إنهاء إجراءات عودتهم، لافتا أن المصريين العائدين تم نقلهم من المنطقة التى كانوا يتواجدون فيها عبر الحدود إلى تونس وتم استخراج وسائق سفر لمن لا يحمل جواز سفر وذلك بالتعاون مع سفارة مصر لدى تونس وتم حجز لهم تذاكر سفر على أول طائرة متجهة من تونس إلى القاهرة، مؤكدا على عدم ترك مواطن مصرى يرغب فى العودة إلى بلده فى ليبيا أو غيرها.