بعد سلسلة من الهجوم على الدولة المصرية وإنجازاتها على مدار سنوات طويلة، وبعدما فشلت محاولاتها فى النيل من صورة مصر فى المحافل الإقليمية والدولية عبر تقاريرها المشبوهة التى تنحاز فى مجملها لوجهة نظر جماعة الإخوان الإرهابية، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية حملتها من الهجوم ضد الدولة، إلى النيل من المجتمع المصرى، واختارت من "الشذوذ الجنسى" بوابة لهذا الهجوم.
وفى تقرير مشبوه، دافعت الصحيفة البريطانية عن ظاهرة الشذوذ الجنسى، زاعمة أن الشباب المصرى أكثر تقبلا عما سواه لتنوع الميول الجنسية.
ونقلت الصحيفة شهادات عن شبان زعمت أنهم مصريين مثليى الجنس، وأدعت أنها غيرت أسمائهم لحمايتهم، ومن بينهم من أسمته بـ"شادى رجب"، والذى نقلت عنه قوله إنه حاول زيارة صديق آخر يدعى "أندرو مدحت" فى السجن العام الماضى لتهنئته بعيد الفصح، ولكن السلطات لم تسمح له. وكان الاثنان ـ بحسب رواية الجارديان ـ قد تعرفا فى الجامعة ومعهما شابين آخرين وتقربوا بالشكل الكافى ليتناقشوا فى ميولهم المثلية.
وأضافت فى تقريرها "فى مارس 2016، تم الحكم على أندرو بـ3 سنوات فى السجن بتهمة الدعارة والفجور، فكان قد أرسل صورا عارية له لرجل آخر على موقع التواعد "جريندر" واتفقا على اللقاء فى ميدان التحرير، ولكن ألقى القبض على أندرو فى الطريق".
ونقلت الصحيفة عن داليا عبد الحميد، رئيسة برنامج النوع الاجتماعى فى منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن أفراد الشرطة يستخدمون وسائل تكنولوجية للإيقاع بالمثليين، مثل التعرف عليهم على مواقع الإنترنت للقبض عليهم لاحقا.
وقال عمرو عبد الرحمن، أستاذ قانون فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس برنامج الحريات المدنية المنظمة، إن العائلات تمتنع عن الاستعانة بالمحامين الحقوقيين لإيمانهم بأن هذا يجعل موقف الابن أضعف، لأن توكيل محامى حقوقى قد يعنى موافقتهم على سلوك ابنهم المثلى، ويوافقون على المحامى الذى تقترحه عليهم الشرطة.
وفى حالة أندرو، طلب المحامى ألفين جنيه لينظر فى القضية فقط، ونصحهم باعتراف أندرو بالعمل بالدعارة، ولم يظهر المحامى فى المحكمة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز العام الماضى، قوله إنه هناك على الأقل 250 شخص مسجون فى مصر بتهم تتعلق بالمثلية الجنسية، وأشارت إلى أن تهمة الفسق وخدش الحياء العام فضفاضة ويمكن الحكم فيها بما يصل إلى 8 سنوات.
وقالت ريم شوقى، متخصصة برمجيات ومصورةفى رسالة إلكترونية للجارديان: "إن جيل الألفية فى مصر لهم قابلية أعلى بكثير لقبول الأشخاص المثليين مقارنة بآبائهم. وإلى جانب، هذا ومع صعود قضايا مثل تشريع الزواج من نفس الجنس... يتقبل العديدون الجنسيات البديلة بالرغم من أنهم يحكمون على هؤلاء فى صمت. لا أعلم إن كان هناك أمل فى تغير الناس الآن، ولكن هناك أمل فى الأجيال القادمة".
أما داليا عبد الحميد فقالت: "لست من النوع المتفائل بشكل عام، ولكن بالتأكيد، فى حياتى القصيرة كناشطة... لاحظت تغييرا، تغييرا ضخما".
ومن جانبه، قال عمرو عبد الرحمن: "نعم، المثلية الجنسية تعتبر أمر غير أخلاقى هنا ولكن ليس بشكل ثابت وليس كما كان الأمر قبل 10 سنوات".
أما شادى فقال إنه يتطلع إلى الإقامة مع صديقه الحميم، مضيفا: "أنا فى انتظار اليوم الذى أستطيع فيه أن أعلن للعالم أجمع أننا هنا. نحن أصدقائكم وأشقائكم وشقيقاتكم ونحن داخل عائلاتكم. وأنا على ثقة أننى سأفعل هذا يوما ما. أنا لا أشعر بالعار من مثليتى ولن أشعر بذلك أبدا".