قبل نحو 3 أسابيع من السباق الرئاسى الفرنسى والذى يتربع على عرشه إيمانويل ماكرون المرشح المستقل، ومارين لوبان مرشحة الجبهة الوطنية اليمنى المتطرف، تسعى لوبان لجمع الأصوات واكتساب المزيد من الشعبية لتستطيع مواجهة نظيرها المستقل، فبعد أن استخدمت كروت الإرهاب والإسلاموفوبيا واستغلال رعب الفرنسيين من الهجمات الإرهابية التى تلحق بالبلاد، انتقلت لوبان للعب على وتر الأقلية المهمشة فى فرنسا، والتى لم يتابعها المرشحين أو حتى السياسيين الحاليين فى الحكومة، واعدة إياهم بمراعاة أحوالهم ومنحهم حكماً مستقلاً خاصة هؤلاء الذين يسكنون الأقاليم المدمجة مثل الإلزاس وموزيل وشامبان أردان وهوت سين.
وجاءت تلك المحاولات بعدما أثبتت مارين فشلها فى إقناع الناخبين ومواجهة منافسيها فى المناظرة الأكبر التى جرت يوم الثلاثاء الماضى وضمت الـ11 مرشحا، حيث قالت مرشحة تيار اليمين فى انتخابات الرئاسة الفرنسية، خلال تجمع لأنصارها مساء الأربعاء فى قرية صغيرة على حدود "الألزاس وموزيل"، إنها سوف تفصل إقليمى الإلزاس وشامبان أردان، عن بعضهما لضمان استقلال كل إقليم.
ووفقاً صحيفة "لور اكتويال" المحلية الفرنسية، إن المرشحة الفرنسية توجهت إلى تلك المنطقة الريفية لتوجيه النظر إليها كونها تتوجه إلى المدن والمناطق "المنسية"، والتى لم يتوجه إليها مسئولون من قبل، وإنها ترى مصالح الجميع دون تفرقة، وقالت الصحيفة المحلية إن محاولات لوبان ما هى إلا لكسب شعبية، خاصة أن حديثها لم يكن مقنع فى مناظرتها أمس الأول الثلاثاء وكانت فى المرتبة الثالثة بعد جون لوك ميلونشون وإيمانويل ماكرون الذين كانوا أكثر إقناعًا.
وخلال كلمتها أمام أنصارها قالت: "لقد عانيت كثيرًا فى هذه المسألة، تلك المناطق المدمجة تمثل لى قلق بالغ، فأنا تربيت وترعرعت فى منطقة هوت سين، الواقعة ضمن هاذان الإقليمان، وأقدر معاناتكم وعدم شعوركم بالاستقلال".
وأضافت لوبان: "أؤكد لكم هذه الليلة على أننى ملتزمة بإلغاء المجالس الإقليمية هنا، ووضع نهاية لهذه المناطق المدمجة، وسوف أعطى الألزاس لسكانها وموزيل لسكانها".
وفى نهاية حديثها قالت: "لدى اجتماعات كثيرة الفترة المقبلة فى قرى صغيرة، ومع فرنسيين لم يروا مرشحًا جاء لهم من قبل، وهذه القرى هى مكانى الأساسى، أنا هنا بين الفرنسيين الذين أريد الدفاع عنهم".
وفى تجمع آخر لأنصارها أمس الأول الثلاثاء بمنطقة "لا بازوش جويت" الريفية، قالت لوبان رابطة الإسلام بالإرهاب، "لا يجب أن تعتادوا على الإرهاب، فيما يتعلق بالأمن، سيكون التسامح "صفر"، ولن أطلب من الفرنسيين الاعتياد على الإرهاب، سأجعل الإسلاميين الأصوليين يخضعون على ركبهم"، فى إشارة إلى إنها الأجدر فى حفظ الأمن وأن برنامجها يضمن الأمن والسلام العام للبلاد، والأكثر فاعلية فى قضية مكافحة الإرهاب.
وأشارت اليمينة المتطرفة إلى أنها تعتزم محاربة الإسلام المتطرف، على حد تعبيرها، من خلال "إغلاق مساجد السلفيين" التى تقوم ببث خطب الكراهية وسط البلاد ونشر الفكر الراديكالى الذى يحلل العمليات الانتحارية، حسب قولها، وكذلك من خلال حظر "اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا" الذى وصفته بكونه تابع لحركة "الإخوان الإرهابية".
ويتضمن البرنامج نفسه انسحاب فرنسا من معاهدة "شنجن"، بالإضافة للقيام بإجراءات من شأنها الحد من الهجرة إلى الأراضى الفرنسية، عبر تشديد الرقابة على الحدود.
أظهر استطلاع للرأى نشرت نتائجه مساء الأربعاء أن الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيفوز بها الوسطى أيمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبن بنسبة أصوات متساوية (23,5%) يليهما فى المركز الثالث اليمينى فرنسوا فيون (19%) ثم اليسارى الراديكالى جان- لوك ميلانشون (17%).
وبحسب الاستطلاع الذى أجراه معهد إيلاب فان ماكرون خسر فى أسبوع 2% من نوايا التصويت فى حين خسرت لوبن نصف نقطة مئوية، بينما ربح فيون بالمقابل نقطة مئوية واحدة وميلانشون نقطتين، ليكمل بذلك مرشح اليسار الراديكالى صعوده القوى (ربح 7 نقاط فى شهرين).