تعانى ليبيا من ظاهرة انتشار الأسلحة بشكل كبير بين التنظيمات الإرهابية المتطرفة، لاسيما فى الغرب الليبى وهو ما أدى لتأجيج الصراع فى البلاد وخلق كيانات موازية للدولة الليبية ومحاولة وأد أى محاولة لبناء جيش وطنى ليبى أو شرطة ليبية.
وأدى التدخل الإقليمى والدولى فى ليبيا لانتشار الأسلحة بين المتطرفين، خاصة الأسلحة التى ألقاها حلف الناتو لـ"الثوار" خلال فترة 17 فبراير، إضافة لرفض قطر حل الكتائب المسلحة عقب الاطاحة بمعمر القذافى والتى كان يقدر عددها بـ 18 ميليشيا مسلحة فى البلاد.
وعقب تشكيل المجلس الانتقالى فى ليبيا، سعت قطر لفتح خطوط إمداد بالمال والسلاح والأفراد للميليشيات والكتائب التى تتبعها فى ليبيا وذلك عقب إرسال عسكريين قطريين خلال الاحتجاجات التى اندلعت فى 17 فبراير 2011 ، وبدأت قطر تمول عددا من الشخصيات الموالية لها أبرزهم المتشدد عبد الحكيم بلحاج أحد قيادات الجماعة الليبية المقاتلة "تنظيم القاعدة"، وأحد تجار الحروب فى طرابلس، وذلك عبر إقراضه ما يقرب من 750 مليون يورو لتأسيس شركة "الأجنحة الليبية".
ويمتلك عبد الحكيم بلحاج أسطول طيران يستخدم فى نقل المقاتلين والمرتزقة من وإلى ليبيا عبر مطارات معيتيقة والجفرة ومصراتة، ويلعب دورا كبير فى دعم الميليشيات والكتائب المسلحة التى تسعى لإسقاط مؤسسات الدولة الليبية.
ونجح بلحاج خلال تولى حكومة الإخوان للحكم فى ليبيا برئاسة عمر الحاسى، فى الحصول على التراخيص اللازمة من مصلحة الطيران المدنى لتشغيل الشركة، وبالرغم من الدور الخفى الذى يعلبه عبد الحكيم بلحاج والثروة الطائلة التى جناها فى تجارة الحروب تتغافل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة عن دوره فى دعم الارهابيين المتمركزين فى المدن الليبية.
ويوجد فى ليبيا عدة مسارات لنقل الأسلحة للإرهابيين فى البلاد منها ما يتم نقلها عبر الجو من خلال شركة عبد الحكيم بلحاج وحلفاء له، والتهريب عبر الموانئ البحرية ومن الحدود البرية لاسيما من الجنوب الليبى.
المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسمارى، أكد وجود عدة مسارات لتهريب الأسلحة إلى المتطرفين والإرهابيين المتمركزين فى ليبيا، مشيرا إلى أن الأسلحة الثقيلة يتم ارسالها من ميناء جيهان التركى إلى ميناء مصراتة غرب البلاد.
وقال المسمارى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من ليبيا، اليوم الجمعة، إن مسار تهريب السلاح إلى الإرهابيين فى ليبيا عبر الحدود البرية يكون من العاصمة السودانية الخرطوم ومن ثم يتم نقلها إلى مدينة الجفرة فى الجنوب الليبى ومنها إلى معيتيقة فى العاصمة طرابلس، كاشفا عن وجود ميناء صغير يستخدم فى عمليات تهريب السلاح إلى الإرهابيين فى زوارة.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، تورط القيادى المتشدد عبد الحكيم بلحاج فى عمليات نقل مقاتلين وأسلحة من ليبيا إلى تركيا ومن تركيا إلى داخل سوريا والعكس.
بدوره قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس النواب الليبى، طارق الميهوب، انه عقب احتجاجات 17 فبراير تغلغل تيار الاسلام السياسى الذى عمل على جلب المتطرفين من كل دول العالم إلى ليبيا بهدف ضرب أمن واستقرار مصر، مؤكدا أن برقة تعد أمنا وعمقا استراتيجيا للدولة المصرية.
واتهم رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس النواب الليبى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، الجمعة، تركيا وقطر بتهريب الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، واستخدامهم مطار معيتيقة فى طرابلس وميناء مصراتة البحرى والجوى لتهريب تلك الأسلحة، موضحا أن ما يحدث فى سيناء مدعوم من تنظيمات إرهابية تقاتل فى ليبيا.
وأكد الميهوب، أن التنظيمات الإرهابية فى ليبيا تمتلك أسلحة ثقيلة متطورة تم تهريبها بواسطة قطر، موضحا أن الهجوم الأخير للميليشيات على منطقة الهلال النفطى كشف العتاد والسلاح المتطور فى قبضة تلك الميليشيات.
وأكد أن مجلس النواب الليبى، أصدر عدة قرارات حول وجود منظمات إرهابية فى غرب البلاد، مطالبا المجتمع الدولى بمنع تهريب السلاح لها، حيث عدد من الدول الغربية تدعم الإرهاب والتطرف فى ليبيا.