قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن الجبهة القادمة فى الحرب على داعش ستكون فى ليبيا بعدما أدت الحرب الأهلية فى البلاد إلى إتاحة فرص جديدة للتنظيم، ورجحت المجلة أن التدخل العسكرى الغربى سيكون مطلوب عاجلا فى ليبيا .
تراجع داعش فى سوريا والعراق وتقدم فى ليبيا
وأشارت المجلة فى تقرير لها بعددها الأخير الصادر، الجمعة، إنه بعد 5 سنوات على الحملة الجوية الغربية التى ساعدت على الإطاحة بالرئيس معمر القذافى، فإن فرص تدخل عسكرى آخر فى ليبيا تزداد بشكل ثابت، فتنظيم داعش ربما يتراجع فى العراق ويواجه ضغوطا فى سوريا، لكنه فى ليبيا يمثل تهديدا متناميا.
قوات أمريكية وبريطانية على الأرض
وخلال اجتماع عقد فى روما فى الثانى من الشهر الجارى للتحالف الدولى المناهض لداعش، كانت ليبيا فى صدارة جدول الأعمال، وأعقب هذا محادثات أجريت فى باريس فى الثانى والعشرين من يناير الماضى واتفق فيه رئيس هيئة الأركان الأمريكى مع نظيره الفرنسى على البحث فى القيام بإجراء عسكرى حاسم ضد داعش فى ليبيا، وتأكد أن هناك قوات أمريكية وبريطانية خاصة موجودة بالفعل على الأرض فى ليبيا بأعداد صغيرة، وتقوم بإجراء اتصالات مع القوات المحلية.
وترى الصحيفة أن نفس الظروف التى جعلت ليبيا أرضا خصبة لداعش، هى التى تجعل من الصعب وضع خطة للتدخل يكون لها فرص نجاح جيدة، وقد ساعد على انتشار داعش الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهرا كان فيها التنظيم سعيدا بمهاجمة كلا الطرفين. ولم تكن الظروف مواتية تماما لداعش فى ليبيا برغم ذلك، فقد عانى من انتكاسة فى منتصف العام الماضى عندما حاول الاستيلاء على مدينة درنة وواجه مقاومة من القبائل المحلية.
حكومة الوفاق
وقد أدت المخاوف المتزايدة من داعش إلى زيادة الجهود الدولية لإنهاء الحرب الأهلية من خلال تأليف حكومة وفاق وطنى.
وتحدثت المجلة عن الخلافات بين الفصائل المتناحرة فى ليبيا، وخطة السلام برعاية الأمم المتحدة، وتساءلت عما إذا كان التدخل الغربى سيحدث فى ظل الوضع الراهن.
وقالت إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أشار إلى أنه بمجرد تشكيل حكومة الوحدة، فإن القوى الخارجية ستستجيب لأى طلب بالمساعدة العسكرية، لأنها تريد هزيمة داعش.
إلا أن كلوديا جرازينى، الخبيرة بمجموعة الأزمات الدولية، تقول إن المادة الثامنة من الاتفاق تمثل حجر الزاوية له، وهى المادة التى تمنح المجلس الرئاسى الحق فى تعيين رؤساء القنوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وهى المادة التى تهدد اللواء خليفة حفتر الذى يطمح أن يكون رئيس ليبيا القادم.
وتشير "جرزانى" إلى أن الضربات الجوية الغربية يمكن أن تساعد بشكل أكبر فى احتواء داعش، إلا أن مشاركة قوات أجنبية برية لن يكون حكيما وسينطوى على مخاطر، والجهود الرامية لاختيار ميليشيات ربما يعنى تعزيز قبضتها فى محاربة الجماعات الأخرى.