حقق الجيش السورى نجاحات ملحوظة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولاسيما مع انطلاق جولة المفاوضات فى مدينة جنيف مع وفد المعارضة، الانتصارات المتتالية التى حققها الجيش السورى ضد جماعات المعارضة والعناصر المتطرفة قلب الموازين لصالح الحكومة السورية على الساحة السياسية الدولية، وعزز موقف الحكومة التى ذهبت لجنيف وهى فى مركز قوى.
وقد وضع وفد المعارضة السورية المنبثق عن اجتماعات مؤتمر الرياض شروطاً مسبقة قبل السفر لجنيف تتمثل فى وضع حل للأوضاع الإنسانية الصعبة فى البلاد من مطالبات برفع الحصار عن المدن وتأمين إرسال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين.
تأمين العاصمة دمشق من خطر الجماعات الإرهابية
ومع بدابة عام 2016 تمكن الجيش السورى من ابعاد الخطر من شمال العاصمة دمشق، ولاسيما جبهة القلمون، بحيث تقترب قوات الجيش السورى بالتعاون مع مقاتلى حزب الله من إنهاء وجود المعارضة وأى عناصر متطرفة كى يتم تأمين دمشق بشکل كامل من جهة الشمال.
وفى جنوب العاصمة دمشق توصلت الحكومة السورية لاتفاق ينزع فتيل الصراعات بشأن المناطق التى شهدت اشتباكات مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود ومنطقة القدم، بحيث ينتقل تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى إلى مدينة الرقة فى شمال سوريا، وفى مقابل ذلك، يعود السكان إلى منازلهم ويتم إعادة بناء ما دمره الإرهابيون فى السنوات الأخيرة.
أما فى الشرق من العاصمة دمشق، فقد حقق الجيش السورى انتصارات كبيرة فى القرى والبلدات الواقعة فى هذه المنطقة، وکان آخرها تطهير بلدة مرج السلطان أحد أكبر معاقل المعارضة فى الريف الشرقى والمطار العسكرى للمنطقة، حيث أجبر هذا النجاح على تراجع عناصر المعارضة إلي مدينة دوما، المعقل الرئيسى لجيش الاسلام الذى تلقى صفعةً قوية بعد مقتل زعيمها زهران علوش.
وفى الجنوب، قام الجيش السورى بتطهير مناطق واسعة فى محور مدينة داريا بالقرب من العاصمة، وقطع خطوط إمداد المعارضة والإرهابيين من جهة المعضمية، وهو النجاح الذى حطّم حلم هذه الجماعات فى الاقتراب من العاصمة دمشق.
ريف اللاذقية
وتمكن الجيش السورى من تحرير بلدة "سلمى" أكبر معقل الجماعات المدعومة من تركيا لتأمين ريف اللاذقية تماماً، وانتقل الجيش السورى بعد تحرير المدينة إلى "ربيعة"، وعلى وشك دخول مدينة ادلب أول حصن لجبهة النصرة الإرهابية فى سوريا.
جبهة حلب فى الشمال السورى
وفى شمال سوريا، بدأ الجيش السورى فى الثانى عشر من أكتوبر 2015 عمليات استطاع خلالها تحرير أجزاء كبيرة من الريف الجنوبى لحلب بمساحة 500 كيلومتر مربع، کما تمکّن الجيش السورى أيضاً وبعد تطهير التلال الهامة مثل جبل الأربعين والعيس التى تحظى بمواقع استراتيجية.
الجيش السورى وبالتزامن مع الانتصارات فى الريف الجنوبى لمدينة حلب، تقدّم فى الريف الشرقى أيضاً، واستطاع استعادة السيطرة علي مطار کويرس العسكرى بشکل کامل بعد حصار دام ثلاث سنوات، ليوسّع منطقة نفوذه إلى مدينة الرقة فى الشرق بوصفها أكبر معقل لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا.
إخراج المسلحين من حمص
الاتفاقات هى شکل آخر من المعارك التى أقدم عليها الجيش السورى فى حمص وسط سوريا، بحيث أنه خلال العامين الماضيين، استطاع تأمين مدينة حمص بعد إخراج كافة الجماعات المسلحة من المدينة إلى الشمال، وإعادة السكان إلى منازلهم وقراهم، وكان الاتفاق الأخير فى حى الوعر غربى حمص، لتنحصر الاشتباكات فى الجانب الشرقى من المدينة، حيث يحتلّ إرهابيو داعش التكفيريون مدينة تدمر الأثرية.
الجنوب السورى
فى جنوب سوريا، استطاع الجيش السورى تحرير بلدة الشيخ مسکين فى الريف الشمالى من مدينة درعا، الأمر الذى يعتبر علامةً فارقةً فى مسار الحرب، وتمتاز البلد بموقعها الاستراتيجى فهى حلقة الوصل بين ثلاث مدن رئيسية وهى دمشق ودرعا والسويداء وهى الآن تحت سيطرة الجيش السورى، فى حين کانت البلدة قبل عامين نقطة انطلاق أكثر الهجمات التى تشن ضد نظام بشار الأسد.
وحقق الجيش السورى إنجازا كبيرا بفك الحصار عن بلدتى نبل والزهراء بريف حلب الشمالى، وتمكن من فك الحصار الذى فرضته جبهة النصرة وأحرار الشام عن المدينتين والذى دام ثلاث سنوات ونصف السنة والبالغ عددهم 60 ألف نسمة.
فيما أفاد مصدر عسكرى سورى بأن وحدات من الجيش أعادت صباح الجمعة الأمن والاستقرار إلى بلدة عتمان بريف درعا الشمالى، وكانت قوات الجيش السورى قد دخلت الخميس الماضى إلى بعض أجزاء بلدة عتمان "وكبدت إرهاببى تنظيم جبهة النصرة" خسائر فى الأفراد والعتاد.