لعلك تتذكر حملات الهجوم التى شنتها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مؤسسة الأزهر الشريف والإمام أحمد الطيب، سواء عندما اعتلت الحكم ومحاولاتهم لتنصيب يوسف القرضاوى شيخا للأزهر، وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو على سلطة المرشد بعدما شارك ”الطيب” فى بيان خارطة الطريق 3 يوليو، الآن تحاول الجماعة خداع الجميع وتوظيف الأحداث لصالحها بدعوى الدفاع عن الأزهر الشريف، متوهمين أن هناك أزمة الآن بين المشيخة والدولة.
وأطلقت قيادات من الإخوان وأنصارهم حملة للدفاع عن الأزهر، وصفها مراقبين للتيارات الإسلامية بـ"المسمومة"، ونشر الداعية الإخوانى عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق مقالا فى إحدى المواقع الموالية لجماعة الإخوان زعم فيه أن البعض يحاول فى مصر التقليل من مكانة الأزهر وإضعاف دور الإمام أحمد الطيب، زاعما أن دعمهم للأزهر كمؤسسة من أجل الدفاع عنها وليس عن الأشخاص.
وشارك فى هذه الحملة أيضا طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، الذى أدعى أن هناك هجومًا على الأزهر من أجل توسيع ما سماه المشروع الصهيونى، مضيفًا :”الازهر خط أحمر".
الخرباوى: الجماعة تريد زراعة الفتنة بين الدولة والأزهر
بدوره انتقد ثروت الخرباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان دور الجماعة، مؤكدا أن دفاع جماعة الإخوان عن مؤسسة الأزهر والإمام أحمد الطيب هو محاولة لتأجيج الفتنة بين الدولة والمشيخة.
وأضاف ”الخرباوى” فى تصريحات لـ"انفراد": ”جماعة الإخوان تريد زرع الفتن بين الأزهر والنظام الحالى، فجماعة الإخوان قد وقفت ضد الأزهر الشريف وأهانوا شيخه بعد صعودهم للحكم عندما وضعوا مقعد للشيخ فى احتفالية فوز محمد مرسى بجامعة القاهرة فى أواخر الكراسى بينما وضعوا مقعد يوسف القرضاوى فى أول الصفوف ووقتها أعترض الدكتور أحمد الطيب على هذا الأمر ورفض حضور الاحتفالية".
وأشار ”الخرباوى” إلى أن جماعة الإخوان حاولت مهاجمة مكتب شيخ الأزهر مرارا وتكرارا، بل حاولوا اقتحام مكتبه عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر عقب عرضهم العسكرى عام 2006”مضيفًا :”تاريخ الإخوان فى مهاجمة الأزهر وشيخه حافل، فقد أسسوا جبهات كثيرة لسحب البساط من الأزهر، منها على سبيل المثال اتحاد علماء المسلمين فى قطر، وجبهة علماء الأزهر المستقلة".
وتساءل ”الخرباوى” لماذا يطلق الإخوان حملة دفاع عن الأزهر إلا من أجل إشعال الفتنة بين المشيخة والدولة، مضيفًا: ”جماعة الإخوان طول الخط تعتبر الأزهر الشريف عدوا لهم ويعتبرون أنفسهم هم الجماعة التى تمثل الدين الإسلامى وليس الأزهر".
باحث: حملة غير بريئة وخادعة والتنظيم لا يعرف سوى مصلحته
فيما فسر طارق البشبيشى الباحث الإسلامى دفاع الإخوان عن الأزهر قائلا :”حملة الدفاع عن الأزهر التى يتبناها التنظيم و إعلامه حملة غير بريئة وخادعة ، ونحن نؤكد دوما على أن التنظيم لا يعرف إلا مصلحته السياسية فقط ، ودفاعه عن الأزهر إحدى خططه المفضوحة فى اختراع معارك وهمية بين مؤسسات الدولة المصرية فى محاولات لا تهدأ من أجل الوقيعة وإثارة تلك المؤسسات بعضها على بعض".
وأضاف”البشبيشى":" فى هذه الحملة الخبيثة يحاول التنظيم دق اسفين بين الدولة والنظام السياسى من جهة وبين مؤسسة الازهر الشريف، والجميع يعلم مدى تآمر الاخوان على الأزهر بغرض السيطرة عليه وتحويله لأحد ابواقهم التى تخضع لأهدافهم السياسية".
وتابع :" فقد رأينا كيف عادوا الشيخ أحمد الطيب وجبهة كبار العلماء عندما كانوا فى السلطة وكيف سعوا إلى أخونة منصب شيخ الازهر وكيف خططوا لمجيء”القرضاوى”فى المنصب الدينى الأرفع فى العالم الاسلامى ، ونعلم ايضا أنه ما قام به تنظيمهم الدولى من تدشين ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين من أجل محاربة مكانة الازهر التاريخية فى العالم الإسلامى”مضيفًا :"معركة الاخوان ضد الازهر ممتدة ولا تهدأ و دفاعهم عنه الآن يأتى وفق مخطط مشبوه لإحداث حالة من البلبلة و عدم الاستقرار داخل المجتمع المصرى، ولا يجب أن نستجيب لخططهم الشيطانية و نسير و راء حملاتهم لنعطيها حجم اكبر من حجمها و يجب أن نرد عليها بالتجاهل".
أستاذ بالأزهر: محاولة للاصطياد بالماء عكر
فيما اعتبر الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، حملة الإخوان للدفاع عن الأزهر محاولة للاصطياد فى الماء العكر، مضيفًا :”علنيا أن نسأل الذين يهاجمون الأزهر ولا ينظرون إلى المصالح العليا للبلاد، فقد أعطيتم آلة لهؤلاء الذين كنتم بالأمس القريب ترون أنهم أعداء البلاد".
وأضاف "فؤاد" فى تصريحات لـ"انفراد”:”كان علينا أن نراعى هذا جيدا، فبالأمس القريب كان الإخوان يحاولون بشكل مستميت السيطرة على جماعة الأزهر والمشيخه ولكن تصدى لهم الأزهر، فاليوم تفعلون ما يفعلون فكان عليكم أن تتعقلوا، وتعلموا أن المتربصين ينتظروا أى فرصة لكى يثبتوا أنهم لهم أى مواقف".