عبد الوهاب البدر المدير العام للصندوق الكويتى للتنمية لـ "انفراد".. مصر أكبر مستفيد من نشاط الصندوق .. وملتزمون بتوفير 1.5 مليار دولار خلال 5 سنوات.. سيناء أرض "بكر" ولم تستغل اقتصادياً

- نركز على تمويل مشروعات تحلية المياه وتوصيل الكهرباء - إمكانيات الصندوق متاحة حسبما تطلب مصر .. وليس لدينا شروط للتمويل - مصر مرت بمرحلة لا تحسد عليها.. ومتفائلون بمستقبل الاقتصاد المصرى قال عبد الوهاب البدر المدير العام للصندوق الكويتى للتنمية، إن مصر أكبر مستفيد من نشاط الصندوق، حيث تبلغ نسبة التمويلات المخصصة لمصر 30-35% من إجمالى التمويلات السنوية للصندوق، مؤكداً التزام الصندوق بتوفير 1.5 مليار دولار خلال 5 سنوات لدعم خطط التنمية بمصر. وأضاف البدر، فى حواره مع "انفراد"، أن برنامج تمويل الصندوق لمصر سيركز خلال الثلاث سنوات الأولى على تمويل مشروعات تنموية بسيناء، تتعلق بتحلية المياه وتوصيل الكهرباء، وإلى نص الحوار .. * كم يبلغ إجمالى حجم التمويلات المقدمة من الصندوق الكويتى للتنمية لمصر ؟ - فى البداية .. تواجد الصندوق الكويتى ومشاركته بمشروعات التنمية بمصر ليس بجديد، ومنذ تأسيس الصندوق عام 1961 كانت مصر من أوائل الدول المستفيدة منه، ومقبلون على السنة الـ 53 من التعاون بين الطرفين.. كما أن مصر أكبر مستفيد من نشاط الصندوق، وتبلغ نسبة التمويلات المخصصة لمصر 30-35% من إجمالى التمويلات السنوية للصندوق. وخلال الفترة الأخيرة، ونظراً للظروف التى مرت بها مصر، كان الاتفاق على تكثيف هذا التعاون، وتم تحديد بعض المشروعات التى يتولى الصندوق تمويلها، والتى تخدم أكبر عدد من المواطنين خاصة فى التجمعات والمناطق الجديدة، وكان ذلك بعد الاجتماع الذى عقد فى ديسمبر 2015 فى الكويت، والذى تمت دعوة كافة مؤسسات التمويل العربية له بهدف دعم الخطة المستقبلية لمصر، خاصة بعد الظروف التى مرت بها. وخلال المؤتمر التزم الصندوق بدعم مصر بقيمة 1.5 مليار دولار خلال 5 سنوات، توزع بين 300 مليون دولار كل عام، ومنذ أسبوعين تم توقيع آخر اتفاقية تمول من شريحة العام الأول. * ما هى المشروعات التى تولى الصندوق الكويتى تمويلها فى العام الأول ؟ - يمول الصندوق مشروعات توصيل المياه ونقل الكهرباء، وذلك فى إطار برنامج لتوفير التمويل لمشروعات البنية التحتية للتجمعات السكنية لرفع مستوى معيشتها. * هل هناك برنامج لتمويل مشروعات جديدة فى العام الجديد ؟ - بالفعل نحن بصدد الاتفاق على برنامج للعام الجديد ، حيث أن السنة المالية للصندوق تبدأ فى إبريل وتنتهى فى مارس، ويركز البرنامج على تمويل مشروعات تنموية بسيناء، منها تمويل إنشاء المرحلة الثانية من نفق بشرم الشيخ بطول 160 كيلو متر، ومشروع لتحلية المياه، والتى تستحوذ على نصيب الأسد من التمويلات خلال الفترة المقبلة، ومشروع لتوصيل المياه إلى مدينة العريش، ومن المخطط أن تزور مصر بعثة فنية تعمل على الاعداد لأحد هذه المشاريع لتمكيننا من عرضها على مجلس إدارة الصندوق قبل الصيف القادم. * هل هناك تركيز من قبل الصندوق على تمويل المشروعات التنموية بسيناء ؟ - سيناء لم تحظى بأى حصة من التنمية خلال السنوات الماضية، ونظراً للظروف الأخيرة التى مرت بها مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص، فإن الخطة المصرية لبناء سيناء وتنميتها يدعمها الصندوق، خاصة وأنها أرض بكر وغير مستغلة اقتصادياً مقارنة بالإمكانيات التى المتوفرة فيها. * هل يركز الصندوق على مشروعات بعينها ؟ - الصندوق يعتمد المشروعات المعروضة من الجانب المصرى ويحرص على اكتمال خطة التمويل لها سواء من الجانب المصرى أو من مؤسسات عربية أخرى . * كم تبلغ حجم محفظة سيناء من إجمالى تمويلات الصندوق ؟ - العام الحالى كلها لسيناء، وهذا أيضاً متوقع للعام المقبل . * كم وصلت نسبة السحب من التمويلات المخصصة لمصر ؟ - هناك إجراءات تتم بعد التوقيع على الاتفاقيات سواء طرح المناقصات أو ما شابه ذلك، والسحوبات لدينا لاتفاقيات سابقة للعام الحالى، إلا أن السحوبات متواصلة لكافة الاتفاقيات. * هل ممكن يوفر الصندوق تمويلات لدعم الاحتياطى النقدى ؟ - لا .. الصندوق لا يمول عجز موازنات أو دعم احتياطى .. هدفنا تمويل مشروعات تنموية تخدم المجتمع. * هل يوفر الصندوق خلال الفترة المقبلة التمويل للمشروعات القومية ؟ - يتم تمويل المشروعات فى إطار التعاون بين الصندوق ومصر، ولكن الخطة التى قدمت لنا بشكل عام على الثلاث سنوات الأولى تركز على تنمية سيناء .. إضافة أو تعديل شيء عليها هذا راجع للحكومة .. والقرار فى النهاية فى يد مصر لتحديد المشروعات التى تراه ذات أولوية. * ما مدى تعاون وزارة التعاون الدولى مع الصندوق فى التفاوض على الاتفاقيات ؟ - تتعاون الوزارة معنا بشكل ممتاز .. وهناك اتصال دائم مع مسئولين بالوزارة لتحديد الأولويات للمشروعات، ومتابعة تنفيذها. * هل هناك تأخير فى تنفيذ أى مشروعات من الجهات الحكومية بمصر ؟ - لا .. بالعكس هناك تعاون من الجانبين فى تنفيذ المشروعات. * هل هناك تنسيق بين الصندوق الكويتى ونظيره بالدول العربية لمساعدة مصر ؟ - نعم هناك دائماً تنسيق وتعاون، ولكن فى مصر التنسيق غير مباشر .. ويكون فى بعض المشروعات التى يمولها الصندوق وجهات التمويل العربية، مثلاً هناك مشروعين نمولهما مع الصندوق السعودى. - وبدأ هذا التعاون منذ لقائنا مع وزيرة التعاون الدولى فى ديسمبر لعام 2015 ، واتفقنا على ألا نبدأ فى تقديم الدعم لخطة مصر للتنمية لوحدنا، ولكن يكون هناك تعاون مع كافة جهات التمويل العربية، ولذا تم دعوة كافة جهات التمويل العربية لمؤتمر بالكويت لتقديم الدعم لمصر، والذى أبدى الجميع استعداده للتمويل . * هل هناك فارق بين الحكومة الحالية والحكومات السابقة فى التعاون مع الصندوق ؟ - هناك تعاون أفضل مع الصندوق حاليا ، حيث أدت الظروف السابقة إلى تأخير العمل فى بعض المشروعات.. وكما تعلمون أن أى تأخير فى المشروعات يؤدى إلى إعادة دراسة تكاليف تلك المشروعات. * هل الصندوق كانت لديه شروط محددة بشأن الاتفاقية مع مصر ؟ - اتفاقيتنا الاعتيادية النمطية ، ونحن لا نتدخل بالاختيار أو أى شيء من هذا القبيل . * ما هى الفائدة على القروض الممنوحة من الصندوق الكويتى لمصر ؟ - القرض الأخير بلغت فترة السداد 25 عاماً ، وفترة سماح 5 سنوات .. وفائدة 2% . * هل تولى الرئيس السيسى إدارة الدولة ساهم فى دعم الصندوق ؟ - الهدف الأكبر والأسمى لنا هو مصر ، وأكيد طبعاً مع تولى الرئيس السيسى مع حكومته ، كانت هناك خطة واضحة للعمل بالمستقبل خاصة فى المجالات التنموية ، والإسراع فى تنفيذ خطط التنمية. * هل تشجع القيادة السياسية بالكويت الصندوق لدعم مشروعات التنمية بمصر ؟ - ليس هناك شك أن هناك توجهاً عاماً لدعم مصر.. بدأ بزيارة سمو الأمير شرم الشيخ خلال المؤتمر الاقتصادى، وأعلنها بوضوح.. ومؤكد بالنسبة للصندوق، أننى لم أكن استطيع أن أعمل بزيادة التمويلات بدون وجود دعم. * هل التقيتم بالرئيس عبد الفتاح السيسي ؟ - لم نلتق بالرئيس السيسي، ولكن نأمل لقائه. * ماذا تمثل مصر بالنسبة للصندوق الكويتى للتنمية ؟ - مصر أكبر دولة عربية ، ومن أوائل الدول التى عملنا بها ، وأكبر مستفيد من نشاط الصندوق فى تمويل المشروعات الإنمائية . والعلاقات القوية التى تربط مصر بالكويت وبشعبيهما نحرص على تعزيزها دائماً . * وبالنسبة لك .. ماذا تمثل لك مصر ؟ - والدى رحمة الله عليه ، كان عاشقاً لمصر ، وتوفى فيها وابنى ولد بمصر. * ما رأيك بالأوضاع الاقتصادية بمصر .. وقرارات الإصلاح الأخيرة ؟ - مصر مرت بمرحلة لا تحسد عليها ، والظروف الأمنية أثرت على الأوضاع الاقتصادية وأزعجت مثلاً السياحة .. وهى جانب أساسى من الاقتصاد المصرى ليست فقط من ناحية توفير العملة ، وهذا مهم ، ولكن الأهم تخلق فرص عمل سواء للقطاع الخاص أو الحكومى ، وقطاع السياحة فقد الكثير من العمالة والفرص خلال السنوات الماضية . المشكلة أن الهدم بيوم وإعادة البناء يأخذ فترة.. والحمد لله هناك تطور كبير ، ومن يشاهد الوضع حالياً يختلف كثيراً عن الوضع منذ عامين . والاقتصاد المصرى تأثر بشكل عام بما حدث بسبب الاضطرابات خلال السنوات الماضية ، مما أدى مثلاً إلى تدهور احتياطيات النقد الأجنبى ، فكان ما حدث بالنسبة للعملة .. وأعتقد أن الخطوات التى تمت مؤلمة وتعويم الجنيه خطوة "مؤلمة" على المواطن المصرى والحكومة ، ولكن يبقى ما كان فيه خيار آخر وهو الخيار الأمثل . كان يجب أن يحدث "التعويم" منذ سنوات سابقة حتى تكون آثاره أقل حدة ، ولكن كان هناك تمسك على سعر للدولار مما جعل المشكلة الآن كبيرة لا يمكن تأجيلها ، ولو كانت الحكومة اجلتها لسنة أو سنتين كانت ستكون أكبر ولن تختفى .. وسيسعد من عاش اليوم ويشكو منها من يأتى لاحقاً .. ولكن أن تكون جرئ مع نفسك ومع الشعب ، ويجب أن يتحملوا لصالح مصر ولصالحهم. * ما هى رؤية الصندوق للوضع الاقتصادى بمصر خلال الفترة المقبلة ؟ - ما دامت تعمل الحكومة على علاج المشاكل الجذرية للاقتصاد ، لابد أن تكون متفائلاً .. ولكن ليس أنا أو أنت نعلم ماذا سيكون العام القادم أو بعده .. فلم يكن أحد يتوقع مثلاً الربيع العربى أو الأمور المزعجة التى حدثت ، لكن نتمنى الأفضل إن شاء الله . * تحدثت عن أهمية السياحة .. هل هناك خطط من الصندوق لدعم السياحة العربية لزيارة مصر ؟ - كصندوق لا نتدخل فى الترويج للسياحة .. ولكن السياحة تحتاج إلى استقرار الأوضاع الأمنية الحالية ، وستبدأ عودة السياحة مرة أخرى . * هل يمكن أن يساهم الصندوق فى تشجيع زيادة استثمارات القطاع الخاص الكويتى بمصر؟ - لا .. الصندوق لا يتدخل فى الأمر .. إلا أنه كانت هناك محفظة لجهات كويتية موجودة ، نأمل أن تعود مرة أخرى . - المستثمر والاستثمار جبان .. ما لم يرى أنه يستطيع أن يعمل ويستثمر ويسترجع أمواله ، لأن المستثمر عندما يريد أن يستثمر ليس فقط يريد خدمة الدولة والعمل معها ، ولكن يريد تحقيق عائد يريد تحويله للخارج.