رئيس وزراء الكونغو مشيدا بمكانة مصر فى القارة السمراء: اسم إفريقيا يقترن بعظمة القاهرة وشبابها والقارة فى منافسة مع العالم ويجب تشجيع الاستثمار وعطاء القادة الحقيقى يتجلى بمنح فرص للشباب

بدأ "ماتاتا بونيو مابون"، رئيس وزراء الكونغو، محاضرته بجامعة القاهرة اليوم السبت، بتحية الإسلام، قائلا: "السلام عليكم" ما أدى لتفاعل طلاب وأساتذة جامعة القاهرة وكذلك جميع الحاضرين معه.

وأكد ماتاتا بونيو مابون، رئيس وزراء الكونغو، أنه درس فى القاهرة، قائلا "تعود دراستى لمصر، إلى سبعينيات القرن الماضى منذ أن كنت طالبا شابا يدرس التاريخ، وأنتم تعلمون يقينا أن اسم إفريقيا يقترن بعظمة مصر وحضارتها وشعبها وشبابها".

وقال إن جامعة القاهرة العظيمة، هى الجامعة الأعرق والأكبر والأشهر بجمهورية مصر العربية، مستشهدا بقول برنار دى شارتر فى عبارته المأثورة: "إنكم أقزام تجلسون على أكتاف العمالقة حتى يتسنى لكم أن تروا أبعد منهم، ليس بفضل قوة نظركم أو طول قامتكم ولكن لأنكم مرفوعون فوق قامات هؤلاء العلماء".

واستشهد ماتاتا بكلمته تحت عنوان: "القيادة، الحوكمة، والتنمية فى إفريقيا"، بمقولة شارلى شابلن: "علينا أن نتوجه صوب المستحيل فإن الإنجازات العظيمة عبر التاريخ تحققت بعد قهر ما كان يبدو مستحيلا، وكذلك بمقولة ألبير كامى: "أن السخاء الحقيقى نحو المستقبل يعنى أن نقدم كل شىء للحاضر" (ألبير كامى)، وذلك فى بداية محاضرته التى يلقيها بجامعة القاهرة اليوم السبت، مشيرا إلى أن الإنسان والعقل فى قلب الاقتصاد والتنمية، قائلا "أنتم، أيها الشباب، من أهم محركيها، لذلك فإننا ننتظر منكم أن تحولوا إفريقيا من قارة واعدة إلى قارة ثرية ومزدهرة".

وقال رئيس وزراء الكونغو، إننا معنيون بنقطتين أساسيتين، أولهما صحوة الشباب الضرورية لدعم صحوة إفريقيا، والثانية القيادة القوية والمتجددة من أجل إفريقيا المتطورة والتى لابد أن تتبنى مسار التنمية الدائمة، مؤكدا أن الشباب هم مهد الإنسانية فى قارة المستقبل، وإن إفريقيا هى قارة الشباب، وهى بالفعل القارة الأكثر شباباً، حيث إن نصف الأفارقة يبلغون ثمانية عشر عاما أو أقل، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة حتى عام 2050 بحيث يتجاوز مليارى نسمة، مشيرا إلى أن حينها ستصبح خمس سكان العالم، كما كان الحال حتى عام 1500ميلادية، قبل أن يتسبب الرق والأوبئة ثم الاستعمار فى تقليل عدد سكانها.

وتابع "إننى مازلت أذكر هذه العبارة التى تجد صدى فى أذهان العديد من الناس ومفادها أن إفريقيا أصبحت قارة الفرص، إفريقيا التى بعثت على يد الشيخ "أنتا ديوب، نعم، إن إفريقيا تطرح فرصاً كبيرة ولدينا سببان لتصديق ذلك ولنجعل منه موضوعًا فى غاية الأهمية خلال السنوات القادمة، ويعود السبب الأول للتاريخ، فإفريقيا التى كانت مهد الإنسانية، هذه القارة الأساسية للإنسان، التى نشأ فيها المؤسسون الأوائل والتى شهدت تطور وازدهار الحضارات والممالك والإمبراطوريات، كما شهدت تطور الفنون والعلوم والثقافات الشفهية والكتابية، وللأسف، فقدنا اليوم السيطرة عليها فى العديد من المجالات".

وأكد رئيس وزراء الكونغو، أنه لا يمنع ذلك أن يصف "ريزار كابوشيسكى" الصحفى البولندى الشهير إفريقيا فى تقاريره عن هذه القارة بتلك العبارة: «إن هذه القارة كبيرة لدرجة أنه يصعب وصفها، فهى بمثابة محيط وكوكب مستقل وعالم مختلط وفى غاية الثراء»، وأن ثراء إفريقيا متعدد الأبعاد؛ نظراً لأن أكثر من عشرين دولة ذات تنوع عرقى موجودة فى إفريقيا، فلا قارة تحتوى على ديانات ولغات عديدة كإفريقيا، ويعيش السكان فى المدن أكثر فأكثر. وأشار رئيس وزراء الكونغو، إلى أن إفريقيا لم تكن أبداً حضرية كما هى الآن، حيث يتزايد سكان المدن مرتين أسرع من سكان القرى، وتشمل قائمة المدن التى يسكنها أكثر من مليون نسمة فى أوروبا اثنين وثلاثين مدينة، أما فى إفريقيا فتصل إلى ست وأربعين مدينة.

وأكد رئيس وزراء الكونغو، أنه أثناء القمة العالمية الخاصة بالجاليات الإفريقية التى عقدت فى مايو 2012 بجوهانسبرج، كان هدف اللقاء يتبلور حول فكرة "العمل معا"، فاتحا بذلك المجال للتعاون الفعال بين العديد من مجالات الاهتمام المشترك.

وشدد ماتات على أنه بالعمل الجاد والمثمر يمكننا أن نقدم للشباب قارة لها احترامها وعزتها، قائلا "هكذا يمكن أن تتحول كلمات الشاعر "هينسلى" إلى واقع حينما قال "أنا سيد مصيرى وقائد روحى"، اسمحوا لى أن أختم كلمتى بالتأكيد أن عطاء القادة الأفارقة الحقيقى سيتجلى إن منحوا فرصة للشباب الآن، الآن وليس غدا".

وأشار إلى أن البلاد الإفريقية فى منافسة علمية واقتصادية وتكنولوجيا ومالية ومؤسسية وقضائية واجتماعية وسياسية مع باقى دول العالم، قائلا "يجب علينا أن نُوجد مستويات عالية من الادخار لإفريقيا، ونسب فوائد منخفضة من أجل تشجيع الاستثمار، مؤكدا أن تقدم ونجاح البلاد ينتجان أولاً من أعمال قادتها التى تتمثل فى مواجهة التحديات بشكل صحيح وبكفاءة، ومن ثم يمكن وصف فشلها وتأخيرها باعتباره نقصًا أو نقاط ضعف فى القيادة.

وأضاف ماتاتا، إننا كإفريقيين أصحاب المستوى التنموى الأقل فى العالم على الرغم من سبقنا، ولا يمكن أن تظل التمنية هى التى تدفعنا، فنحن القادة يجب علينا أن نتخطاها ونعطى أفضل ما عندنا لدفع إفريقيا نحو أفضل مكانة بين الأمم المتحضرة، قائلا: "حين يتحدث الإعلام عن إفريقيا، يتبادر إلى أذهان البعض فى كثير من الأحيان وفى البداية كلمات مثل: أزمات، صراعات، كوارث، فساد، دون أن ننسى الحروب والأمراض، ولحسن الحظ، منذ عدة سنوات، يحتل تعبير "قارة الفرص" الفضاء السياسى والإعلامى ويدفع إلى نسيان طمس الصورة السلبية لقارة الأزمات".

وتابع ماتاتا بونيو، أنه ليس من الخطأ إطلاقاً أن نتحدث اليوم عن إفريقيا بصفتها المنطقة الجديدة فى مجال التنمية فى العالم، وسرد تاريخ قارة الفرص، والحديث عن الأفيال الأفريقية والمعجزة الافريقية، قائلا: "انتهت إفريقيا التى كانت على حافة العالم" فبعد إفريقيا التى تحررت من الاستعمار، واستراتيجيات التنمية، وخمسة أجيال منذ بداية الحروب والأزمات، فها هى إفريقيا التغير وانطلاق البلاد الإفريقية، وبصفة خاصة بلاد الصحراء الغربية، على المدى الطويل، وتبنى البلاد للاستراتيجيات فهذه هى إفريقيا التغير، إفريقيا الثورة، إفريقيا التى يجب أن تستبدل الآن الضوابط الاقتصادية المجردة بضوابط سياسية أكثر طموحاً تهاجم كل أبعاد الفقر".

ومن جانبه، أهدى الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة درع الجامعة لرئيس وزراء الكونغو بعد أن ألقى الثانى خطاب حول القيادة والحوكمة والتنمية فى إفريقيا.

وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن إمكانيات القارة الإفريقية تؤكد بما تملك من موروث حضارى وإمكانيات بشرية وطبيعية هائلة قدرتها التى تسعى بها إلى التقدم والازدهار ومستقبل مشرق، قائلا: "إن هذه القاعة التاريخية شهدت فعاليات من قادة ورؤساء دول عظام تأتى مساهماتهم التاريخية اليوم امتدادا لهذا التاريخ ونحن فى الجامعة نعتز بالزيارة والرسالة التاريخية منها تعظم مقدرات هذه القارة وتؤدى لإشاعة الثقة بين جنبات القارة وشبابها ومواطنيها".

وأضاف نصار، بكلمته خلال لقاء رئيس وزراء الكونغو اليوم بجامعة القاهرة، أن التحديات التى تواجهها إفريقيا صعبة وكبيرة لا يمكن التغلب عليها إلا بالاتحاد والعمل سويا لمصلحة شعوب القارة، مؤكدا أن المصريين جميعا يقدرون إسهام الكونغو فى نمو القارة الإفريقية وتقدمها، ويوقنون أن الماء الذى نحيا به ونشربه سويا وهو ماء النيل يجعل الروابط بين شعبينا أكثر قوة وأكثر متانة وأكثر سعيا إلى مستقبل مشرق.

وتابع رئيس جامعة القاهرة، "نهتم بالتعاون بين جامعة القاهرة وبلدكم الصديقة نحو الخير والنماء.أهلا بكم فى جامعة القاهرة".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;