إذا كنت مستخدما دائما للإنترنت خاصة من متصفح "كروم" وتستخدم محرك بحث جوجل، فعليك أن تعلم أن الشركة الأمريكية العملاقة تعرف عنك تفاصيل حياتك واهتماماتك وما تقوم به ويجذبك على الإنترنت، وهذا من خلال خوارزميات وبرامج تعمل على تحليل كل تصرفاتك وأنت داخل خدماتها، ولا تحتفظ جوجل بتلك البيانات بلا فائدة، بل أنها تقوم بجمع أطنان من البيانات عنك يوميا، بما فى ذلك عمليات البحث، والمكان، والأوامر الصوتية، من أجل تحسين خدمات Google وتقديم الإعلانات ذات الصلة.
جوجل و أجهزة "كروم بوك"
خلال السنوات الماضية بدأت جوجل بتصنيع أجهزة لاب توب تعمل مع نظام تشغيل خاصة بها تحمل اسم "كروم بوك"، وهى بأسعار منخفضة ومناسبة للفئات العمرية الصغيرة مقارنة بالأجهزة الأخرى، ووزعت الشركة ملايين من تلك الأجهزة على طلاب المدارس داخل الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من الدول الأخرى، وهذا الأمر آثار شكوك البعض وجعل هناك تقارير ودعاوى قضائية تشك فى نية جوجل وتدعى أنها تستخدم تلك الأجهزة للتجسس.
تجسس جوجل على الطلاب
حديثا كشف تقرير من موقع appleinsider الأمريكى أن دعاة الخصوصية فى مؤسسة "إلكترونيك فرونتيه" أوضحوا كيف نجحت جوجل فى نشر أجهزة لاب توب Chromebooks منخفضة التكلفة الخاصة بها فى المدارس بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل جمع المعلومات وتخزينها عن الأطفال دون موافقة والديهم أو مديرى تلك المدارس، ويأتى هذا التقرير بعض عامين من تقديم تلك المؤسسة شكوى اتحادية ضد جوجل، تتهمها فيه أنها قوم بجمع المعلومات الشخصية عن أطفال المدارس، بما فى ذلك عمليات البحث على الإنترنت.
وأصدرت EFF تقريرا جديدا عن الحالة يوضح بالتفصيل كيف تعدت جوجل على خصوصية الطلاب الصغار فى كثير من الأحيان دون إخطار والديهم أو الحصول على الموافقة.
وقال المسئولين عن المؤسسة إن الطريقة التى يعامل بها النظام التعليمى خصوصية الطلاب تشهد تغيرات عميقة، وذلك بسبب الانتشار الهائل لأجهزة Chromebooks المتاحة بأسعار منخفضة والتى تقدمها جوجل مجانا للطلاب فى كثير من الأحيان، وهذا ليس لمساعدتهم على التعليم بقدر رغبتها فى جمع المعلومات عنهم.
بيانات تجمعها جوجل من الطلاب
وقد تبين من تحقيقات مجموعات الخصوصية أن خدمات التكنولوجيا التعليمية غالبا ما تجمع معلومات أكثر عن الأطفال ما هو ضرورى وتعمل على تخزين هذه المعلومات إلى أجل غير مسمى، بالإضافة إلى ربط المعلومات الشخصية (بما فى ذلك الأسماء وأعياد الميلاد) مع سجل التصفح للأطفال، ومصطلحات البحث، وبيانات الموقع، وقوائم الاتصال، والمعلومات السلوكية.
وأوضح التقرير أن البرامج التى تجمع تلك البيانات تقوم بتحميلها إلى سحابة تلقائيا وبشكل افتراضى، وكل هذا يحدث فى كثير من دون وعى أو موافقة الطلاب وأسرهم.
جذب الطلاب بالأسعار المنخفضة
خلال العام الماضى، قال "بوب أودونيل" المحلل المستقل الذى يدير شركة أبحاث تكناليسيس، إن الناس يشترون لأطفالهم أجهزة كروم بوك لأنهم يبحثون عن أرخص جهاز، وتعمدت جوجل أن تطرح أجهزة رخيصة بما فيه الكفاية لجذب المشترين، كما أنها متاحة فى المدارس كالجهاز الأول، وأصبح الطلاب ينشئون حسابات البريد الإلكترونى على خدمات جوجل باستخدام أسمائهم الكاملة، ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى والتسجيل فى الخدمات الأخرى المختلفة، التى تجمع بيانات دون إخطار.
اتهامات لجوجل بالتجسس
لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يتم اتهام فيها شركة جوجل بالتجسس على المستخدمين، بل أن هناك عبارة شهيرة تقول "جوجل تعرف أين أنت وأين كنت وما الذى تفكر فيه"، وهناك العديد من الدعاوى القضائية التى لاحقت الشركة الأمريكية وتتهمها بمساعدة الحكومة فى التجسس، من بينها قضية رفعتها جمعيتان للدفاع عن حقوق الإنسان فى باريس عدة شركات مثل جوجل وياهو وآبل، بسبب دورها فى الكشف عن بيانات المستخدمين.