قالت مجلة "تايم" الأمريكية أن هناك الكثير من العلماء الذين لا يزالوا لا يعرفون شيئا عن فيروس زيكا، وأشارت إلى أن هناك العديد من العوامل الخاصة بالفيروس التى تجعله مرضا مقلقا، منها حقيقة أن خبراء الصحة العامة حول العالم لا يزالوا يتسابقون لفهمه.
ولا يزال العلماء غير قادرين على القول بشكل مؤكد أن زيكا يسبب مرض صغر حجم الرأس لدى الأجنة على الرغم من أن العديد من الخبراء، ومن بينهم مسئولون فى مجال الصحة، يتفقون على أن الدليل الحالى مقنعا. وقال توم فريدين، مدير المراكز الأمريكية للتحكم بالأمراض والوقاية منها أن الدليل موحى لكننا لا نملك برهانا قاطعا بعد. وبعيدا عن التوصل إلى استنتاج نهائى بوجود صلة بين الفيروس ومرض صغر حجم الرأس، فإن العلماء يريدون أيضا أن يعرفوا كيف توجد صلة بينهما.
فعلى سبيل المثال، ما الذى يسمح لفيروس زيكا بالعبور إلى المشيمة التى يفترض أنها تتمتع بالوقاية بشكل طبيعى. ويقول فريدن إنهم وجدوا زيكا فى أنسجة المخ، لكن هذا لا يثبت أن هذا هو السبب أو السبب الوحيد.
وأضاف أنه على مدار أكثر من 50 عاما، لم يحددوا سببا فيروسيا آخرا لمرض صغر حجم الرأس، وهذا جديد وغير معروف ومخيف، وبالنسبة للمرأة الحامل وللأطفال فإنها مأساة رهيبة، مشير إلى أن الطبيعة تلقى علينا مرارا وتكرارا بأمور غريبة.
وتواجه العائلات فى دول مثل البرازيل العواقب. وقال مدير قسم مراقبة الأمراض المعدية فى وزارة الصحة البرازيلية، كلادوديو كايروفيتش، إنهم لا زالوا يتلقوا معلومات عن حالات جديدة لمرض صغر حجم الرأس كل يوم. وأضاف أن المختبرات تقوم بعملها ويعثرون على الفيروس فى الأنسجة التى لم يكن موجودا بها من قبل مثل الكبد والمشيمة، وهذا أمر جديد إلا أنه ليس كافيا، وتلك هى بداية عملية بناء المعرفة.
وتقول مجلة تايم أن العمل البحثى الذى يقدم إجابات لتلك العائلات يتطلب مزيدا من الوقت والتعاون. ووفقا لعدد من الباحثين والعلماء الذين قابلتهم وكالة أسوشيتدبرس، فإن العلماء لا يحصلون على عينة زيكا فى الوقت المناسب، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القوانين البرازيلية التى تجعل من الصعب جدا مشاركة المواد الجينية.
ويقول مسئولو الصحة فى البرازيل والولايات المتحدة أن الأمر لا يتعلق بأن البرازيل تحتفظ بكل العينيات لنفسها، ولكن هناك بيروقراطية تجعل نقل تلك العينات صعبة ويستغرق وقتا طويلا.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن باحثين برازيليين قالوا إنهم عثروا على وجود نشط لفيروس زيكا فى عينات من اللعاب والبول، مما يثير احتمال نقل العدوى بتبادل القبلات وأى اتصال آخر ينطوى على سوائل الجسد.
وحتى الآن كان الاعتقاد بأن زيكا ينتشر فى الأغلب عن طريق البعوض، على الرغم من أنه فى بعض الحالات يشتبه فى انتقاله من شخص إلى آخر عبر الاتصال الجنسى أو نقل الدم. وقال الباحثون أن الاكتشاف الأخير يعنى أن الرعاية مطلوبة، لاسيما فى الاتصال مع النساء الحوامل نظرا للصلة المحتملة بين الفيروس والزيادة الحادة فى مرض صغر حجم الرأس.