تراجع الدعم الشعبى للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بسرعة بين المواطنين الألمان بسبب أزمة اللاجئين ، يجعلها فى خطر كبير مع اقتراب الانتخابات الألمانية المقبلة المقررة فى 2017، والتى ستتأثر كثيرا بعد توتر المشهد السياسى بسبب أزمة اللاجئين.
وعلى الرغم من أن ميركل حصلت فى البداية على مديح من العالم لسياسة الباب المفتوح التى تتبعها تجاه اللاجئين السورين، إلا أنها الآن تتعرض لخطر كبير فى الانتخابات الألمانية المقررة 2017، خاصة وأن هناك الكثير من المسئولين فى حزب ميركل المسيحى الديمقراطى يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التى وقعت فى صيف 2015 ، وهذا ما طالب به حزبا البديل من أجل ألمانيا والحزب الليبرالى الديمقراطى ، وهم سيتمكنان من دخول البرلمان فى الانتخابات القادمة.
وأصبحت أوروبا فى أزمة فى الوقت الحالى بسبب ميركل ، على الرغم من أنها كانت السبب فى دفع أوروبا إلى الأمام فى السنوات الماضية ، إلا أنها الآن تعانى كثيرا بسبب سياسة الباب المفتوح التى تتبعها ميركل، و70% من الألمان يشعرون الآن بالقلق من تدفق اللاجئين ، وهذا يعكس مدى سوء شعبية ميركل فى الوقت الحالى والذى ينذر بأنها ستكون خارج الحكومة المقبلة فى الانتخابات المقررة 2017، مما ينذر بأن ميركل تبتعد عن ألمانيا.
ميركل تخوض معركة صعبة
كما أن أزمة اللاجئين جعلت ميركل تخوض معركة صعبة داخل صفوف حزبها فى المقام الأول، ثم مع اليمين المتطرف ، والذى يعتبر المستفيد الأول من انخفاض شعبية ميركل ومن أزمتها الحالية مع اللاجئين، ويحقق اليمين مكاسب سياسية مستثمرا الخوف والقلق فى ألمانيا من موجات لاجئين اجتاحت البلاد فى 2015، حيث أنه تدفق 1.1 مليون من طالبى اللجوء على ألمانيا فى العام الماضى ما آثار القلق وحفز دعوات من مختلف الاتجاهات السياسية فى البلاد لتغيير فى تعامل ألمانيا مع عدد اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا فرارا من الحرب فى سوريا وأفغانستان وأماكن أخرى.
ويؤثر القلق المتزايد إزاء قدرة ألمانيا على التعامل مع تدفق اللاجئين والقلق إزاء الجريمة والأوضاع الأمنية بعد الاعتداءات التى تعرضت لها نساء فى رأس السنة فى كولونيا على التأييد لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى وشريكه فى الائتلاف حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى، وبدأ الحزب الاشتراكى الديمقراطى الشريك فى الائتلاف الحاكم فى ألمانيا الضغط على المستشارة الألمانية فى أزمة اللاجئين، واتهم ساسة اشتراكيون بارزون كل من حزب ميركل المسيحى الديمقراطى والحزب المسيحى الاجتماعى بولاية بافارى، المكونان لاتحاد ميركل، الذى يشكل الائتلاف الحاكم مع الحزب الاشتراكى، بأنهما يعرضان قدرة الائتلاف على الحكم للخطر، من خلال نزاعهما على النهج الصحيح فى أزمة اللجوء، وطالب الاشتراكيون بقيادة واضحة، كما أن هناك خلافا داخل اتحاد ميركل المسيحى منذ شهور حول سبل الحد من أعداد اللاجئين، ويطالب الحزب البافارى بتحديد حد أقصى للاجئين.
إطلاق النار
ووصلت أزمة اللاجئين إلى أن زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكة بيترى، التى هددت بإطلاق النار على اللاجئين لمنعهم من دخول البلاد إذا اقتضى الأمر، وشكلت تصريحات بيترى صدمة فى ألمانيا وأثارت ردود أفعال غير مسبوقة، واستطاع حزب اليمين أن يحقق ارتفاعا ملحوظا فى شعبيته فى استطلاعات الرأى على خلفية أزمة اللاجئين، والنقاش الذى يدور حولها فى ألمانيا، ما دفع هذا الأمر زعيمة الحزب إلى التمسك بموقفها المعادى للمهاجرين، وقالت بيترى "لابد من منع دخول مزيد من اللاجئين غير المسجلين عبر الحدود النمساوية، فلا يوجد أى شرطى يسعى لإطلاق النار على اللاجئين، لكن يجب عليه أن يمنع عبور الحدود بطريقة غير شرعية، وإن اقتضى الأمر باستعمال سلاحه، فهذا ما ينص عليه القانون".
وما يثير القلق أن نتائج استطلاع للرأى أجريت فى ألمانيا أكدت أن 29% من الألمان يرون أن منع اللاجئين العزل من اجتياز الحدود بقوة السلاح عمل مبرر.
كما أن حركة باجييدا المناهضة للإسلام والمسلمين ،استغلت تلك الظروف السياسية للإعراب عن رفضها للمسلمين ، وكانت من بين الاحتجاجات التى اجتاحت أوروبا فى 14 مدينة وخرج الالاف من المتظاهرين مع لافتات وشعارات إلى الشوراع يطالبون بتنظيف أوروبا من المهاجرين ، كما طالبوا باستقالة ميركل.