فوانيس رمضان للأغنياء فقط.. ارتفاع الأسعار يؤثر على عادات شهر الصيام.. قماش الخيامية والفانوس الخشب يعود للمنافسة.. التجار: الأسعار ارتفعت للضعف بسبب التعويم.. والصناعة المحلية حافظت على ارتفاع بسيط

مع اقتراب شهر رمضان، تستعد المدن لاستقباله بالتزين والإنارة بالفوانيس والمأكولات الخاصة، ويحرص المصريون على شراء الفانوس كتقليد قديم للاحتفال بشهر الصوم، ولكن أسعار الفوانيس أثرت على هذه العادة. زياد شاب فى العشرينيات من عمره وقف أمام محل كبير لبيع فوانيس رمضان بحى الشيخ زايد بمدينة الإسماعيلية، ليسأل عن أسعار الفانوس لهذا العام، وقال: "الأسعار تبدو معقولة برغم الارتفاع عن العام الماضى". وأضاف لـ"انفراد": أفضل شىء هو عودة الشكل القديم للفانوس الصاج والخشب أمام الفوانيس الصينى". وقف زياد أمام محل الحاج مصطفى أشهر بائع فوانيس بحى الشيخ زايد، وصاحب أكبر عرض لتقليد شهر رمضان، ويقول الحاج مصطفى، "أسعار الفوانيس ارتفعت عن العام الماضى، صحيح أن الصناعة المحلية للفانوس حافظت على السعر، ولكن المستورد أرتفع للضعف بسبب الدولار، وهذا أثر على الإقبال خاصة مع الحالة الاقتصادية التى نعيش فيها، ومن كان يشترى خمسة فوانيس لأطفاله أصبح يشترى فانوسا واحدا". وأضاف، "قالوا أنهم مش هيدخلوا فوانيس مستوردة لكن للأسف استوردوا جديد، وده أثر على الصناعة المحلية وكمان سعره زاد بسبب الدولار، ولو ما دخلش المستورد كنا اشتغلنا كويس، لأن ماكانش فى داعى للاستيراد ومصانعنا كويسة وتنتج انواع جيدة". وكانت وزارة التجارة والصناعة قد قررت عام 2015، وقف استيراد فوانيس رمضان والاعتماد على الصناعة المحلية، للتخفيف من إنفاق الدولار وتشجيع الصناعة المحلية؛ وعن أشكال الفانوس المنتشرة هذا العام قال" الفوانيس الخيامية منتشرة جدا السنة دى وشكلها لطيف، وأيضا الفوانيس الخشب تطورت وأضيف إليها اغانى وإضاءات وأصبحت منافسة جيدة". فى حى المحطة الجديدة بالإسماعيلية يقع شارعى مكة والمدينة المنورة، أشهر شارعى لتجارة الأدوات المكتبية والفوانيس خلال شهر رمضان. والشارع بدا خاليا من الزبائن، وعدد قليل وقف أمام فروشات الفوانيس ولكنه سريعا ما يتراجع بعدما يسمع الأسعار، يقول إبراهيم شكوكو، (بائع)" أن الأسعار زادت إلى الضعف بسبب سعر العملات الأجنبية وحتى الفوانيس المصرية أرتفعت، وكثير من الزبائن " بيتفرج بس" ولكن عندهم حق. ويلتمس شكوكو العذر للزبائن التى تحجم عن الشراء بقوله" كيف لرجل أن يشترى فوانيس إذا كان لديه 3 أطفال وسعر الفانوس الواحد 80 جنيها، وفى المقابل الرواتب لم تزيد بنفس القدر. ويضيف شكوكو، "أصحاب المحال يواجهون زيادة فى المصاريف بسبب مصاريف تصاريح الفروششات خلال رمضان ويضطر لدفع 600 جنيه للحى لترخيص الفرش خارج المحل ومثلهم لشركة الكهرباء و1200 جنيه للفراشة. على الرصيف المواجه لمحل إبراهيم شكوكو، وقف نميرى عادل امام فرش كبير للفوانيس الخشبية، يقول" أسعار هذا العام تجعل الفانوس متاحا للأغنياء فقط، صحيح أن الفانوس الخشب المحلى الصنع سعره يبدأ من 20 جنيها ولكنه صغير، ولكن المستورد الذى اعتاد الأطفال عليه خلال السنوات الماضية وتضاعف سعره بشكلغير مسبوق". ويشير نميرى إلى فانوس بلاستيكى له شكل سمكة كرتونية تحمل فانوسا صغيرا ويخرج منه صوتا بأغنيات شهر الرمضان، ويقول، هذا الفانوس مثلا كنت أبيعه العام الماضى بسعر 45 جنيها، هذا العام وصل سعره إلى 90 جنيها، من يستطيع الشراء بهذا السعر.