فى إطار التحركات الدولية التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة فى الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب، لإعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتوحيد الجهود لمكافحة الفكر الإرهابى والمتطرف الذى بات يشكل تهديدا مباشرا على أمن الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بدأ الرئيس الأمريكى زيارة إلى المملكة العربية السعودية فى أول زيارة خارجية له لبحث أزمات المنطقة وعلى رأسها الحرب على الإرهاب.
وتحظى زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باهتمام عالمى كبير لما تمثله تلك الزيارة من أهمية كبيرة فى الاجتماع مع قادة الدول العربية والإسلامية المؤثرة فى الإقليم لبحث سبل حل أزمات منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الأوضاع فى سوريا وليبيا والعراق واليمن ووضع حد للنفوذ الإيرانى الذى بات يهدد مصالح عدد كبير من الدول.
ووصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مطار الملك خالد الدولى بالرياض، اليوم السبت، وكان فى استقباله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتم عقد جلسة مباحثات مصغرة مشتركة بين الرئيس الأمريكى والملك سلمان.
ومن المقرر أن يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وستركز القمة بين الزعيمين على إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والأمنية الوثيقة بين البلدين، وملف مكافحة الإرهاب، ومواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
وستحتضن الرياض ثلاث قمم برؤية واحدة، وهى: "سوياً نحقق النجاح"، لتأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمى والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسى والثقافى البناء تحت شعار العزم يجمعنا.
ويرى مراقبون أن القمم الثلاث ستفتح صفحة جديدة من الحوار والتعاون بين الولايات المتحدة والمنطقة برمتها عبر التعاون مما سيشكل دعما لواشنطن ودول المنطقة فى حل القضايا الشائكة وتحقيق مصالح شعوبهم.
وعلى الصعيد الاقتصادى والتجارى بين الولايات المتحدة والسعودية، قال أمين الناصر الرئيس التنفيذى لشركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية، اليوم السبت، إن الشركة تتوقع توقيع صفقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أمريكية، فى إطار مسعى لتنويع موارد اقتصاد المملكة المعتمد على صادرات النفط.
وأضاف الناصر فى مقابلة تليفزيونية أن الاتفاقيات ستوقع مساء اليوم، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وأوضح الناصر أن مجموع هذه الاتفاقيات 50 مليار دولار أو 185 مليار ريال سعودى، وستحدث هذه الاتفاقيات فرص عمل كبيرة فى السعودية وأمريكا أيضا، وفرص العمل ستكون من خلال المنشآت التى سيتم افتتاحها فى المملكة، والتى ستوفر عددا كبيرا من الفرص النوعية المميزة للمواطن السعودى.
ويترقب العالم خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى من المقرر أن يلقيه يوم غد الأحد أمام قادة الدول العربية والإسلامية وتوقع عدد من المراقبين أن يدعو ترامب خلال كلمته للوحدة فى مواجهة التطرف فى العالم الإسلامى وطرد العناصر الإرهابية من المنطقة وملاحقتها.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسيتناول الغداء مع قادة أكثر من 50 دولة إسلامية.
وسيجتمع المنتدى السعودى - الأمريكى للرؤساء التنفيذيين الذى يتزامن مع الزيارة التاريخية للرئيس دونالد ترامب للمملكة ويعقد تحت شعار "شراكة للأجيال"، ويهدف الحدث إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من خلال توفير منصة لتعزيز التجارة البينية، وتذليل الصعوبات التى تعتريها.
وأكد أكثر من 90 قيادياً فى أهم الشركات فى البلدين حضورهم المنتدى الذى يهدف إلى تطوير شراكات فاعلة، وتعزيز التعاون والفرص الاستثمارية التى ستحفزها خطوات المملكة لتفعيل رؤية 2030 لخلق فرص عمل، ودفع عجلة التنويع الاقتصادى، وجذب الاستثمارات، وخلق شراكات دائمة.
وسيحضر المنتدى أكثر من 50 شركة أمريكية، وأكثر من 40 شركة سعودية، وتسع شركات من أسواق عالمية. كما سيشهد جلسة محادثات وزارية، تديرها فرانسين لاكوا، من بلومبيرج، حيث سيتم الإعلان عن تأسيس منتدى دائم للرؤساء التنفيذيين من الجانبين السعودى والأمريكى.