هل تسعى الجماعة الإسلامية لفك ارتباطها مع الإخوان، والقفز من سفينة التحالف المسمى بـ"دعم الشرعية" الذى تقوده جماعة الإخوان؟ وهل إذا ابتعدت الجماعة الإسلامية عن الإخوان مع من ستتحالف؟ هل ستتواصل مع التيار المدنى أو الليبرالى أو العلمانى؟.. فى السطور التالية نكشف تحركات الجماعة الإسلامية ومع أيا من الكيانات فى المشهد السياسى تتواصل.
كشفت مصادر داخل حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية عن وجود تواصل بينهم وبين عدد من الأحزاب والحركات السياسية، وعلى رأسهم حزب الإصلاح والتنمية الذى يترأسه محمد أنور السادات الذي تم إسقاط عضويته، وحركتى الاشتراكيين والثوريين، مؤكدة أن هناك رؤى فى مواقفهم.
وعن فك الارتباط بين الجماعة الإسلامية وبين الإخوان بعد انتهاء انتخابات حزب البناء والتنمية التى أسفرت عن فوز طارق الزمر، قال جمال سمك أمين عام حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: تحالفنا مع الإخوان فى شبه تجميد منذ 3 سنوات، لكن وجودنا فى التحالف من عدمه ليس مرتبطاً بسياسة أو فلسفة معينة، لكن الفكرة كلها أن استمررنا فى التحالف بسبب أصوات الأغلبية فى المؤتمر العام".
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": أنا أرى الموقف من التحالف شبه متجمد، والوضع يتطلب للإجابة على تساؤلات هل يمكن توسيع التحالف أو تجميد نشاطه أو حله نهائيا؟ وخاصة أن التحالف اسم فقط لا غير، ونحن كبناء وتنمية نحاول نتواصل مع كل الأطراف، سواء فى الدولة المصرية أو جماعة الإخوان، التيارات الإسلامية والتيارات العلمانية، ونحاول بقدر المستطاع أن نكون نموذج إيجابيا، ونسعى مع غيرنا مع الرموز الوطنية المشهود لها، لنخرج من الأزمات التى تواجه مصر والأمة سواء الأزمة الاقتصادية أو الاجتماعية والأخلاقية".
وبالنسبة للشخصيات التى يتواصل معها حزب الجماعة الإسلامية مع القوى العلمانية والليبرالية، قال: "نحن نقوم بورش عمل ونتواصل مع كل الأحزاب، وعلى سبيل المثال دعينا الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع للحضور فى ورشة لم تعقد حتى الآن، وقد قمنا بورشة عمل للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية كان فيها أسئلة وإجابات جريئة جدا".
وأضاف: "أتواصل مع الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، فى أغلب المناسبات، ونتواصل مع حزب الإصلاح والتنمية الذى يترأسه محمد أنور السادات، كما نتواصل مع الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل، وقيادات قبطية نتواصل معهم بشكل دائم مثل حنا جريس، ويوجد التقاء فى الرؤى كبير جدًا، كما نتواصل مع رموز كبرى مثل المستشار طارق البشرى والدكتور محمد سليم العوا، وفهمى هويدى وعماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن، والمهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط".
وفى هذا السياق وجه خلف علام، القيادى بالجماعة الإسلامية، رسالة لقيادات الجماعة الإسلامية، حول تجميد تحالفها مع الإخوان، قائلا: إذا أردت كسر جمود الموقف من حولك فابدأ أولا بكسر القالب الذى طبعت نفسك بداخله، فربما تكون أنت جزء من هذا الجمود وأنت لا تدرى".
وأضاف القيادى بالجماعة الإسلامية: رأب الصدع والتوصل لصيغة جامعة أمر في غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلا، قد يستغرق سنوات من العمل الجاد، والأمر يحتاج إلى خطوات جادة في البداية تعبر عن حسن النية والرغبة في لم الشمل وليس وضع بالونات اختبار للآخرين أو العمل على سبيل التجربة.
خبراء: الجماعة الإسلامية تطرح نفسها بديلا عن الإخوان
وعن تفسير تحركات الجماعة الإسلامية، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة الإسلامية تبحث عن خطاب هوية جديد، وتطرح نفسها بديلا سياسيا إسلاميا بعد فشل حزب النور في أن يملئ الفراغ السياسي الحزبي بدلا من الإخوان.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد" أن الجماعة الإسلامية لن تتمكن من طرح نفسها بديلا في ظل الجماعة الأم وما تتعرض لهمن انشقاقات، فتقسيمة الأدوار التاريخية القديمة تقول إن السياسة للإخوانوالخطب والهدي الظاهر للسلفيين والعمل الجهادي المسلح للجماعة إسلامية ولتنظيم الجهاد، فهذه الصورة صعب تغييرها جدا.
وتابع: صحيح أن هذه الصورة تم تغييرها من قبل الإخوان بان تبنت العمل العنيف لكن يصعب أن تقنع الشارع بأن الجماعة الإسلامية التي تبنت العمل العنيف بشكل واضح وصريح أن تخاطب الناس بأنها من دعاة السياسية والتعيير التربوي والإصلاحي.
واستطرد: عموما ما تحاول أن تقوم به الجماعة الإسلامية ليس إلا محاولات لإنقاذ المشروع الإسلام السياسى من التهاوي، وهي محاولات مكتوب عليها الفشل، كما أن هذه المحاولات دليل على الأزمة التي يمر بها الإسلاميون ككل والجماعة الإسلامية خاصة.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى، الباحث فى الحركات الإسلامية، إن تحركات الجماعة الإسلامية، ونتائج انتخاباتها الداخلية تؤكد عدم تطور فكر الجماعة الإسلامية ولا تعاملها ببراجماتية مع الظروف المحيطة بها.
وأضاف المنشاوى لـ"انفراد" أن بقاء طارق الزمر، على رئاسة حزب البناء والتنمية، يجعل محاولات الجماعة الإسلامية تفشل، ورفض الجميع الاستجابة لهذه التحركات.