أثارت القمة الأمريكية الخليجية التى تستضيفها المملكة العربية السعودية بمشاركة الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب وعبدالفتاح السيسي حالة من الغيرة والحقد داخل العديد من دوائر قطر الإعلامية التى طالما تبنت نهجا تحريضيا ضد دول الجوار، ودعمت ولا تزال تنظيم الإخوان والكيانات الإرهابية فى المنطقة.
وفى الوقت الذى تفتح فيه الرياض وواشنطن صفحة جديدة من العلاقات عنوانها الحرب بقوة ضد الإرهاب فى شتى بلدان المنطقة، وفى الوقت الذى حرص فيه الرئيس الأمريكى على عقد مباحثات منفردة مع الرئيس السيسي لمناقشة ملفات وقضايا المنطقة وفى مقدمتها إيجاد استراتيجية فعالة لقطع مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية، كانت الدوحة تواصل عبر مواقعها وفضائياتها المشبوهة بث السموم للسخرية من زيارة الرئيس الأمريكى للمملكة تارة، ولدعم الكيانات الإرهابية تارة أخرى.
وأمام فضح المؤامرات القطرية يوما تلو الآخر، وفى الوقت الذى تؤكد فيه دوائر إعلامية ومراكز أبحاث داخل الولايات المتحدة الأمريكية بخلاف الكونجرس الأمريكى، ضرورة إجراء مراجعة دقيقة للعلاقات بين واشنطن والدوحة والتدخل بقوة لوقف تمويل الأخيرة للكيانات الإرهابية، زعمت الحكومة القطرية فى بيان لها أنها "ضحية حملة إعلامية منظمة تتهمها بالتعاطف مع الإرهاب".
وفى إنكار لافت لما تمارسه الحكومة القطرية على الأرض وعبر وسائل إعلامها من تحريض وتمويل للإرهاب فى المنطقة، قالت إمارة قطر فى بيانها الصادر عن مكتب الاتصال الحكومى إنها تم استهدافها عمدا قبل زيارة الرئيس الأمريكى للمنطقة من قبل كيانات لم تسمها.
جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت مصادر إعلامية خليجية عدة أن وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس حمل عدة رسائل صارمة إلى الحكومة القطرية بضرورة التوقف عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها القاعدة وجماعة الإخوان.
وتنوعت تعليقات المسئولين والمثقفين فى دول الخليج على الدور القطرى فى دعم الإرهاب، وفى سلسلة تغريدات على موقع التدوين المصغر تويتر، قال الدكتور على النعيمى مدير عام مجلس أبوظبى للتعليم: "لمن يدافع عن قطر بحسن نية أو لأنه مخدوع.. اعمل عقلك لماذا ترتضى القاعدة وضع يدها بيد قطر بل ويقيم قياداتها فى قطر!" مستطردا" سياحة مثلا!".
وأوضح أيضا أن كلمة قطر فى القمة العربية فى مارس بالأردن جاءت دفاعا عن الجماعات الإرهابية وتبرير أن خلافنا معها هو خلاف سياسى يؤكد الدور القطرى فى رعاية الإرهاب.
وتواجه إمارة قطر انتقادات من أوساط سياسية عدة بسبب دعمها لجماعات مسلحة تقاتل نظام الرئيس السورى بشار الأسد، كما تم إدراج بعض المواطنين القطريين على قائمة وزارة الخزانة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب. وفى الأسابيع الأخيرة اتهم الإعلام الأمريكى قطر بتمويل الإرهاب، كما واجهت انتقادات لإيوائها الرئيس السابق للمكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل. ويشار إلى أن حركة طالبان الأفغانية افتتحت مكتبا فى الدوحة منذ عام 2013.