تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى الأراضى المحتلة والتى يستهلها بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى فندق الملك داوود بالقدس وغدا بلقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى بيت لحم، بدأ الفلسطينيون أولى خطواتهم التصعيدية رفضا لسياسات الاحتلال بإعلان إضراب شامل فى كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة فى الضفة الغربية والداخل والشتات الفلسطينى لأول مرة منذ الانتفاضة الأولى.
وأعلنت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى أن اليوم الاثنين، يوم إضراب شامل ويشمل الإضراب كافة الأراضى المحتلة فى الضفة الغربية وغزة والقدس، ومناطق الـ48 والشتات مع التوجه لخيم الاعتصام والتجمع هناك بدءا من الساعة 11 للانطلاق فى مسيرات غضب حاشدة وتنفيذ إضراب عن الطعام ليوم واحد من الساعة 10 صباحا حتى 10 مساءً سيضم إلى جانب الشعب قيادات سياسية وأعضاء بالمجلس التشريعى والوطنى وكوادر وقادة الفصائل الميدانية.
وأعلنت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية فى اجتماعها الطارئ الذى عقد، السبت الماضى، فى بلدية الطيبة، عن إضراب عام الاثنين يشمل جميع مرافق العمل، باستثناء المدارس وخدمات الطوارئ الصحية دعما للأسرى المضربين عن الطعام.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر التزام كافة المواطنين بالإضراب الشامل حيث تم إغلاق المحال التجارية وتعطلت المواصلات العامة وامتنع الموظفون عن التوجه لعملهم فى القطاعين الحكومى والخاص، وأغلق عدد من الشبان الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مدينة رام الله.
ويواصل أكثر من 2000 أسير فلسطينى بقيادة الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ 36 على التوالى وسط تدهور كبير طرأ على صحتهم ونقل أغلبهم للمستشفيات الميدانية التى أقامتها مصلحة السجون فى المعتقلات.
بدورها أكدت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة أن الوضع الصحى للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لليوم 36 على التوالى بات خطيرا ويتطلب تحركا فعليا لإنقاذ حياتهم، لاسيما بعد الأنباء المتكررة والمتسارعة حول نقل أعداد كبيرة منهم فى الساعات الأخيرة إلى المستشفيات المدنية بعد تدهور أوضاعهم الصحية.
ولفتت اللجنة إلى أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال تمارس سياسة عزل الأسرى المضربين عن العالم الخارجى، وتضع العراقيل أمام حق أهالى المضربين والمؤسسات الحقوقية فى الإطلاع على أوضاعهم الصحية.
وأوضحت اللجنة أن إدارة السجون الإسرائيلية كانت قد أقامت عيادات ميدانية داخل السجون قبل بدء الإضراب، تفتقر لأدنى المعدات الطبية الأساسية التى تتناسب وحالة الخطورة الطارئة على حالات الأسرى المضربين عن الطعام، ويتم فيها مساومة الأسرى على تقديم العلاج لهم مقابل إنهائهم الإضراب، ويضع الأطباء فى تلك العيادات أصنافا متعددة من الأطعمة وتعرض عليهم لابتزازهم، وذلك حسب شهادات موثقة وردت عن عدد من الأسرى فى عدد من السجون الإسرائيلية.
وأضافت اللجنة أن إدارة السجون الإسرائيلية قامت مؤخرا، وبعد تفاقم الوضع الصحى للأسرى المضربين وسياسة الإهمال الطبى الطويلة التى مارستها بحقهم؛ بنقل جميع المضربين إلى سجون قريبة من المستشفيات، كما أن سيارات الإسعاف تلازم أبواب السجون وتنقل عشرات الأسرى الذين تتدهور صحتهم إلى المستشفيات.
وطالبت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطينى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلى للحفاظ على حياة الأسرى المضربين ومنع كارثة حقيقية، ومطالبتها بالكشف عن تطورات أوضاعهم الصحية، محملة أطباء السجون وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وكافة من تدخلوا فى انتهاج سياسة الإهمال الطبى ضد الأسرى المضربين، المسئولية الكاملة عن حياتهم.