وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إسرائيل، المحطة الثانية فى جولته الخارجية الأولى بعدما أمضى يومين فى السعودية، وقع خلالهما اتفاقيات تسليح وعقود تجارية تقدر بما يقرب من 400 مليار دولار.
وفى تقرير لها اليوم، قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن ترامب يصل لإسرائيل بحثا عما يسميه "الاتفاق النهائى"، فى إشارة إلى القضية الفلسطينية، موضحة أنه عندما استضاف ترامب الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى وقت سابق هذا الشهر بالبيت الأبيض، قال: "سنتمم هذا" مع مناقشة الرئيسين لاتفاق لإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط.
وأضافت الشبكة، أنه مثل كثير من الرؤساء الأمريكيين الذين اعتقدوا أنه من واجبهم أن يحققوا السلام فى المنطقة، سيواجه ترامب مجموعة من التحديات التى تصبح من غير الممكن تخطيها بشكل متزايد.
وبعد مرور سبع سنوات على آخر محادثات بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتياهو، لا تزال نفس القضايا عالقة؛ الخلاف حول الحدود والأمن والقدس وحق العودة للاجئين والاعتراف المتبادل دون أى اقتراب لحلها، وقال السيناتور جورج ميتشيل، الذى عمل على محادثات السلام فى عام 2010، إن الجميع يريد السلام، لكنهم يريدونه بشروطهم.
ورصدت شبكة "سىى إن إن" أبرز سبع قضايا ستواجه ترامب خلال توقفه فى إسرائيل ولقائه بالمسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين.
1- الثقة:
تقول "سى إن إن" إن واحدا من أكثر التحديات صعوبة التى يواجهها ترامب هى الثقة بين الطرفيين المعنيين، بحسب ما يقول مبعوث السلام الأمريكى السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس.
وأشار روس، إلى أن مستوى عدم الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليس فقط على مستوى القيادة ولكن أيضا على مستوى الرأى العام لم يكن أكثر اتساعا من قبل، ويجب أن يعاد خلق نوع من الإحساس باحتمال التوصل إلى حل، وهو الأمر الذى كان مفقودا تماما خلال الفترة الماضية.
2- حل الدولة الواحدة فى مواجهة حل الدولتين
استندت السياسة الخارجية الأمريكية لعقود على أن الحل الوحيد للصراع الأقدم فى الشرق الأوسط هو حل الدولتين، دولة إسرائيلية تعيش جنبا على جنبا فى سلام وأمن مع دولة فلسطينية.
لكن ترامب هدد بتغيير هذا الإطار فى أول مؤتمر صحفى له مع نتنياهو فى منتصف فبراير الماضى، عندما قال إنه لا يعارض حل الدولة أو الدولتين، لكن منذ هذا الوقت، يبدو أن ترامب قد التزم بالسياسة الأمريكية التقليدية، وتابع دينيس روس: "ما أعرفه أن نتيجة الدولة الواحدة، ليس حل، بل إنها وصفة لحرب مستمرة".
3- القدس:
تعد القدس واحدة من أكثر القضايا حساسية فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينيى، وقالت حنان عشراوى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن معالجة مشكلة القدس الشرقية، يعنى معالجة قضية الأراضى المحتلة.
وأضافت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لو أردت أن تغير وضع القدس يجب التعامل مع كلا من القدس الشرقية والقدس الغربية، ولا يمكن القبول بواقع غير قانون فرضته قوة محتلة، إلا أن موقف إسرائيل مختلف وترى أنه لا تمييز بين القدس الشرقية والغربية.
4- الشكوك الفلسطينية:
وتقول "سى إن إن" إنه على الرغم من أن التوقعات قبيل زيارة ترامب لم تكن كبيرة، إلا أن هناك قدرًا من التفاؤل الحذر، أعرب الرئيس الفلسطينى خلال لقائه بترامب هذا الشهر عن أمله فى الرئيس الامريكى الجديد، لكن فى الضفة الغربية وغزة، ينظر كثير من القادة الفلسطينيين لترامب بتشكك، لاسيما بعد تعيين سفير جديد لإسرائيل يعتبر من اليمين المتطرف بالمعايير الإسرائيلية.
5- إيران:
يظل التهديد النووى الإيرانى مطروحًا على جدول لقاء ترامب ونتنياهو، وكان فى فى مقدمة الأجندة عندما التقى وزير الدفاع الأمريكى والإسرائيلى جيمس ماتيس وافيجدور ليبرمان فى واشنطن وتل أبيب.
6- نفوذ ترامب:
لو أراد الرئيس الأمريكى أن يضغط على الإسرائيليين أو الفلسطينيين لتقديم تنازلات، فلديه أساليب مختلفة لفعل هذا مع كل طرف.
فلو أن ترامب عرض الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، كما تقول سى إن إن، أو إطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد، سيكون هذا انتصار سياسى لنتنياهو قد يمنحه مساحة للمناورة داخل السياسات الإسرائيلية، إلى جانب إمكانية زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وفى ظل علاقاته الجيدة مع مصر والسعودية والأردن، يمكن للدول الثلاث أن تضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات فى قضايا محددة.
7- ضعف التوقعات
بالنسبة لمن حاولوا وفشلوا فى الماضى فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، تمثل زيارة ترامب الفصل القادم، ويقول أحد فريق التفاوض الأمريكى فى عام 2013-2014، إن الاحتمال الأكبر لزيارة ترامب سيتعلق برؤية لإمكانية تجديد المحادثات، وهو أمر هام بعد سبع سنوات من التوقف.