قال مرصد الفتاوى التكفيرية و الآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء ،أن تنظيم "داعش" بغاة خوارج يجب قتالهم لتخليص الإسلام والبلاد والعباد من شره وخطره، فهو كغيره من التنظيمات التكفيرية الإرهابية ذو نشأة منحرفة هدفه السلطة منذ البداية، وقد تشابهت بدايته مع بداية معظم التنظيمات الإرهابية الأخرى الضالة ومسيرتها المضلة وانحرافاتها الفكرية عن ميزان الشرع فهو يشترك معها فى إتباع المتشابه من القرآن، وعدم فهم آياته وتحريف معانيه، وخروجهم عن السنة والطعن فى متونها، والتكفير واستحلال الدماء، واستخدام الترهيب وبث الرعب بين الناس.
كما أشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" يتشابه مع تلك الجماعات والتنظيمات فى طرق جذبها للأنصار والاتباع فهو يَعِد بجنة مزعومة ويستغل النساء ويعمل على تغييب العقل، كما يتفق معها فى نظرتهم للآخر، فهم يرون من لم ينضم إليهم كافرًا، سواء أكان فردا أو دولة أو مجتمعًا.
وقال المرصد فى تحليل لكل ما قامت بهد اعش منذ نشأتها حتى الآن ،أن جرائم "داعش" لم تستثنى أحدا: المرأة والطفل، البشر والحجر، ولم تستثنى زمان: الحاضر والماضى والمستقبل، وتفننت فى وحشيتها بين الذبح والحرق والإغراق. وفى وسائلها من عمليات انتحارية أو هدم للأثار والتماثيل،ولم يرد نص شرعى صحيح صريح يدل على جواز ذبح العدو حيًا، فضلاً عن أن يكون سنة نبوية متَّبعة! وأن النصوص وردت بالتفريق بين القتل والذبح، وجعلت الذبح خاصًا بالبهائم. ولو لم تصرح النصوص نصًّا على منع الذبح بالسكين؛ لما جاز فعله لما فيه من مفاسد كثيرة، من التنفير من الدين والصد عنه، وتكثير الأعداء وتأليبهم، قال الشاطبى فى "الموافقات": "النظر فى مآلات الأفعال معتبرٌ مقصودٌ شرعًا".
وتابع : وأما نشره فى وسائل الإعلام المختلفة – كما عهد بذلك تنظيم "داعش" - فهو أشد ضرراً، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يراعى فى تصرفاته (الناحية الإعلامية)، فامتنع عن قتل بعض المنافقين حتى (لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ)، فصورة الإسلام فى الأذهان أهم من "النكاية بالعدو"، فكيف إذا كان القتل بطريقةٍ تثير الاشمئزاز؟!
وما تتداوله الأخبار والمواقع من تصرفات هذا التنظيم الإرهابى فى كيفية قتل معارضيه، لا يمتُّ للإسلام بأدنى صلة. فقد وضع الإسلام قواعد للقتال، وأخرى لطريقة التعامل مع الأسير والجريح والمدنى والمحارب، كما نهى عن التمثيل بالقتلى. ومن هذا كله فإن جميع ما يفعله هذا التنظيم البغيض يقع تحت قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} فهم يجاهرون بالعداء لله ورسوله، من خلال عمليات القتل بغير حق، والتمثيل بالجثث، والإفساد فى الأرض، كما أن أفعالهم هذه تكشف عن نفوس مريضةٍ مجرمة، وقلوبٍ قاسيةٍ متحجرةٍ، اتخذت الغلو والوحشية مطية لها فى تنفيذ مآربها، وبلوغ مقاصدها.
أما النساء فهن الأكثر عرضة لانتهاكات "داعش" الإرهابية المتطرفة حيث يقابلن مصيرًا حافلاً بالاغتصاب والخطف والقتل والجلد والرجم، وخلال الفترة الأخيرة الماضية ازداد تنظيم "داعش" توحشاً وتبجحاً بإعادة إحياء عمليات السبى والزيجات القسرية بحق هؤلاء النساء وهو أمر ينهى عنه الإسلام الذى كرم المرأة وأرسى مبادئ سامية للتعامل معهن فى السلم والحرب والتنظيم الإرهابى أبعد ما يكون عن هذه المبادئ.
ولم يستثن تنظيم منشقى القاعدة "داعش" الأطفال من جرائمه فارتكب أعمال إعدام ومجازر ضدهم، حيث تعرّض الأطفال للقتل، جنباً إلى جنب مع النساء والشيوخ والأطفال. وبالإضافة إلى أعمال القتل التى يمارسها التنظيم نتيجة للقصف الجماعي، أو أعمال القتل المباشر عند السيطرة على المناطق التى تُحارب التنظيم، فإنّ عدداً من الأطفال تعرضوا للاغتصاب والقتل عقابا لهم على أخطاء بسيطة لا تستحق العقاب ناهيك عما وقع عليه من تنظيم "داعش" الإجرامي
ومن الأهمية بمكان بيان أن العمليات الانتحارية التى يرتكبها تنظيم منشقى القاعدة "داعش" فتقتل وتصيب أبرياء بلا تمييز لا أساس شرعى يبررها وهو ما استقر عليه علماء الأمة عبر مؤسساتها الدينية المعتبرة وما تسوقه "داعش" من شبهات مردود عليه وفندها علماء كثيرون