وجهت القوات الجوية المصرية 6 ضربات جوية مركزة داخل العمق الليبى فى مدينة "درنة" الليبية المطلة على البحر المتوسط، حيث استهدفت هذه الضربات تنظيمات ارهابية مدعومة من داعش لتنفيذ عمليات ارهابية ضخمة داخل الأراضى المصرية.
وتم تنفيذ 6 طلعات لاستهداف 6 تمركزات، وتم ذلك بالمنطقة الشرقية بالقرب من مدينة درنة، وفى حى الساحل الشمالى بمدينة درنة، ومواقع ومخازن مجلس شورى ثوار درنة فى مرتفعات الفتايح المقابلة للساحل الشمالى للمدينة ومواقع للإرهابيين فى ميناء درنة البحرى ومواقع فى حجاج الفتايح وحى الجبيلة.
أين تتواجد مدينة درنه وكيف سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية؟
تعد درنة مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط فى شمال شرق ليبيا، وهو موقع استراتيجى للغاية بالنسبة للإهابيين والجماعات المسلحة لطبيعتها الجبلية وسهولة التنقل بالنسبة لمرور الأسلحة والإختباء، حيث يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر.
ويخدم الإرهابيين أيضا تواجد وادى درنة الذى يعد أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، حيث تشتهر هذه المدينة بموقعها وبأحراشها الجبلية بالإضافة إلى ظروفها التى تساعد على المعيشة من مياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور.
كما ترتبط درنة مع مدينة شحات بطريقين، الأول هو الطريق الرئيسي الداخلي المار بالقبة (وهو جزء من الطريق الساحلي الليبي)، والثانى هو الطريق الساحلي المار بسوسة، ورأس الهلال، حيث تقع المدينة حالياً خارج سلطة الدولة الليبية وتحت سيطرة جماعات موالية لتنظيم "داعش" الإرهابى.
وتسيطر الجماعات الإرهابية المسلحة على مدينة درنة، وهي معقل هذه التنظيمات، وأبرزها أنصار الشريعة وتنظيم داعش، كما تسيطر على سرت ومصراتة وطرابلس وصبراتة.
ويعد مجلس شورى مجاهدى درنة وضواحيها هو التحالف الإرهابى المسيطر على المدينة، وهو عبارة عن ميليشيات إسلاموية تعلن أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في درنة، إضافةً إلى السعي لتنفيذ أعراف اجتماعية صارمة فى المدينة الساحلية، وتعرف بأنها تناصب العداء المطلق للمشير خليفة حفتر وولائها الشديد لتنظيم "داعش" الإرهابى.
والمجلس يضم كل من: ميليشيا أنصار الشريعة فى درنة والمصنفة على لائحة الإرهاب من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ 20 نوفمبر 2014 وميليشيا جيش الإسلام وميليشيا شهداء بوسليم.
وتشكلَ مجلس شورى مجاهدى درنة من قبل عضو الجماعة الليبية المقاتلة سالم دربي في 12 ديسمبر 2014، وخلال سيطرة المجلس على مدينة درنة الليبية، التى عرفت بعاصمة المتطرفين والإرهابيين، شددت المدينة على الأهالى وفرضت تعاليم صارمة، وبدأت فى تنفيذ حدود الجلد على المدخنين، والمتخلفين عن صلاة الجماعة، ومنع خروج النساء من البيوت، قبل أن يحدث انشقاق فى داخلها، إذ بايع عدد منهم تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما أدى لاندلاع حرب داخلية بين المبايعين لداعش والمبايعين لتنظيم القاعدة انتهت بمقتل دربى فى يونيو 2015.