رمضان فى حلايب وشلاتين.. "أو ترق هوى شبوبنا" تهنئتهم بالشهر الكريم بلغة البجا.. تجهيز مشروب الجبة فى العصارى أهم من الإفطار.. السلات وجبتهم المفضلة.. و"الأوتم" سحورهم الذى لا يعطى شعورا بالعطش والجوع

تختلف العادات والتقاليد من مكان إلى آخر حسب بيئته وسكان تلك الأماكن وخاصة فى شهررمضان، وفىحلايبوشلاتينجنوب البحر الأحمر ربما يكون الاختلاف ظاهراً، نسبة لطبيعة المكان البدوية فى قلب الصحراء الشرقية. ويرصد "انفراد" أهم عادات وتقاليد أهالىحلايبوشلاتينفى شهررمضانالعظيم، ومن أهمها تهنأة أهالى المنطقة لبعضهم البعض بمناسبة شهررمضان، حيث يتعامل سكان المثلث وتحديدا قبيلة البشارية فيما بينهم بلغة البجا أو البداويت كما يطلقون عليها. من جانبه قال أبو عبيدة عيسى أن تهنئة أهالى المنطقة لبعضهم البعض بشهررمضانتكون بلغة البجا حيث تنطق حملة " أو ترق هوى شبوبنا " وهى تعنى بالعربية مبارك عليكم الشهر، حيث فى جميع شوارعرمضانمنذ قبل حلول الشهر تبدأ هذه الحملة تتردد بشكل دائم فى شوارع المثلث. أضاف أبو عبيدة فى وصف عادات وتقاليد المنطقة فى شهررمضان أن يومرمضانيبدأ بهدوء شديد منذ الصباح حيث تتلاشى الناس من الشوارع حتى العصارى ولا يوحد مارا بها سوى من يعمل بسوق الجمال أو الموظفين وفى الإودية الراعى الذى يسرح وراء أبله وأغنامهم التى أجبره طعامها على الخروج فى نهاررمضانفى شدة الحرارة فى المنطقة. وتابع أبو عبيدة: أن فى الجانب الآخر تمتلئ فى وقت الظهيرة المساجد ممن حريصين على تلاوة القرآن الكريم والآخرين الذين يبحثون عن النوم بداخلها. وأشار أبو عبيدة فى حديثه لـ"انفراد" لأنه عندما تأتى عصارىرمضانتبدأ الحياة تعود لطبيعتها من جديد تزج شوارعالشلاتينوحلايببسكانها لإحضار والتجهيز لوجبة الإفطار. تجهيز لمشروب الجبنة "المشروب المقدس" وكشف أبو عبيدة أن فى عصارىرمضانيحرص الجميع وخاصة الرجال فى تجهيز المشروب المقدس لأهالى حلايروشلاتين"الجبنة" بدق البن والحبهان لتجهيزة للإفطار. وأكد أبو عبيدة أن مشروب الجبنة، هو المشروب الرسمى لقبائل الجنوب حيث فى أيام غير شهررمضانيوجد فى العمل وفى المنزل وفى جلسات الأصدقاء ومن الممكن أن يشرب منه 40 أو اكثر من كوب على مدار اليوم. من جانبه قال ناصر أدم منالشلاتين، أن ما بين فترة الفطار والسحور يشرب أهالىحلايبوشلاتينأكبر كمية من الجبنة حتى لا يصابوا بالصداع أو العطش خلال الصيام فى اليوم التالى. وأضاف ناصر لـ"انفراد" أن فى العصارى يتم إحضار البن الأخضر، وتحميضه ودقة جيدا، داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص ٣ دقائق، وأثناءها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة المطلوبة وطحن ودق تلك المواد جيدا. وأكد "ناصر" أن الأدوات التى تستخدم فى الجبنة متواجدة فى كل بيت من بيوت أهالى الجنوب وكأنها شىء أساسى، وتلازمهم تلك الأدوات فى كل مكان عند رعى الجمال والأغنام فى الأودية الجبلية بالنسبة لراعايا الجمال وكذلك مع صيادى الأسماك يصطحبونها فى مراكبهم التى تستمر الرحلة بها ما يقرب من 10 أيام فى عرض البحر. وتابع "ناصر آدم" أن فى ليلرمضان، إلى أن يحين وقت السحور ومع طول الليل وجلسات السمر مع الأهل والجيران وأبناء القبيلة لا تطفئ نار موقد "الجبنة" كلما فرغ امتلأ من جديد إلى أن تنتهى السهرة، وفيها قد يتناول الفرد الواحد من الجبن أكثر من 40 فنجاناً. "السلات " وجبة الفطار فىرمضانلأهالى حلايبوشلاتين تبدأ أيضا فى عصارىرمضانتجهيز أكوام أحجار الكوارتز لتجهيز وجبة الإفطار المقدسة أيضا " السلات " والتى لا تدوم لطوال شهررمضانلارتفاع أسعار اللحوم حيث دائما ما تكون فى المناسبات وأولرمضانوفى ولائم الإفطار. وقال الحسن عثمان أن "السلات" هى عبارة عن لحم الضأن أى لحوم الأغنام والتى يتم طهيها عن طريق وضعها على أحجار الكوارتز بعد وضعها فى وسط الأخشاب والأعشاب المشتعلة بالنيران ويتم تقليبها لمدة ساعة ووضع البهرات المختلفة عليها وسميت سلات لأن حجر الكوارتز يعمل على سلت الدهون من اللحوم.يجهز أهالىحلايبوشلاتينوأجميع قبائل البجا بالمنطقة" الأوتم " كوجبة سحور دائمة فى شهررمضانوالتى تعد عبارة عن دقيق مغموس في الماء يوضع على النار مع تقليبه باستمرار، وبعد الاستواء يضاف إليه لبن الإبل. وقال حامد عيسى إن الأوتم هى الوجبة الأساسية للسحور وهى تساعد فى الصيام على عدم الشعور بالعطش والجوع معاً.