ميركل فى ورطة المرأة الحديدة تعيش صراع نفسى بين الحفاظ على منصبها وتعاطفها مع اللاجئينتضارب تصريحاتها يكشف معاناتها بعد مطالب السياسيين لها بالاستقالة واليمين المتطرف يستغل ضعفها لتحقيق مكاسب

تعيش المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حالة نفسية سيئة حيث تعانى من صراع داخلى بسبب أزمة اللاجئين ،بين إنسانيتها والحفاظ على منصبها، ويدلل على ذلك تخبط قرارات المرأة الحديدة فى القارة عن اللاجئين السوريين والتى تتغير بمعدل كل 24 ساعة.

فكل فترة تظهر ميركل لتعلن قرار جديد إما لصالح اللاجئين السوريين وتعاطفها معهم ومحاولة إقناع الدول الأوروبية باستيعابهم، وإما قرار ضدهم بعد الضغط عليها سياسيا وانخفاض شعبيتها ومطالبة العديد لها بالاستقالة واستغلال اليمين المتطرف لتعاطفها مع القضية لتحقيق مكاسب سياسية.

أزمة اللاجئين وميركل وتنحنى ميركل أمام العاصفة التى تتعرض لها بسبب ازمة اللاجئين، فهى كزعيمة تاريخية فى ألمانيا وسياسية كبيرة لا يمكنها الإصرار على معاندة الرأى العام لشعبها ، وبعد أن صارت ثقافة الرفض ضد اللاجئين ، قبلت ميركل مرغمة تغيير سياسة الترحيب إلى الرفض.

وتعامل ميركل إنسانى مع أزمة اللاجئين ، ففى الوقت التى قالت فيه "نستطيع مساعدتهم ، وسننجح ، وسيكونون إضافة إلى ألمانيا"، واستقبلت مئات الالاف من اللاجئين معظمهم من السوريين، وإطلاق عدد كبير من اللاجئين السوريين على ميركل لقب "ماما اللاجئين السوريين"، لأنها الوحيدة التى ترغب فى مساعدتهم، تعرضت ميركل لسيل من الانتقادات الحادة وانخفضت شعبيتها وطالب العديد باستقالاتها ، بعد أن أصبح ملف اللاجئين اكبر تحد تواجهه المانيا منذ انتهاء تداعيات الحرب العالمية الثانية، لتعود مجددا لقرارات تحاول بها الحفاظ على منصبها فى الحكومة الألمانية.

المرأة الحديدة وعلى الجانب الآخر ميركل تفضل لقب المرأة الحديدة التى يحترمها العالم ، ويخشاها كبار المسئولين ، كما أنها لا ترغب فى فقدان منصبها فى الحكومة الألمانية"، وانقلبت ميركل على اللاجئين وتعهدت بإعادة اللاجئين إلى أوطانهم، وتحدثت ميركل بنبرة تشدد جديدة فى تصريحاتها بشأن اللاجئين، إذ نقلت وسائل إعلام غربية قولها: "لابد أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية بمجرد استعادة السلام وانتهاء الصراعات المسلحة، نحن بحاجة لنقول للناس إن وجودهم فى ألمانيا وضع مؤقت، ونتوقع أنه بمجرد تحقيق السلام فى سوريا مرة أخرى وبمجرد هزيمة تنظيم داعش فى العراق، فإنكم ستعودون إلى بلدانكم".

الانتقادات ضد ميركل وتحاول ميركل تهدئة سيل الانتقادات التى تعرضت لها بسبب سياسة الباب المفتوح التى اتبعتها العام الماضى تجاه المهاجرين، إذ وصل ألمانيا 1.1 مليون لاجئ، على الرغم من أنها تعتبر الأمل الوحيد والأخير لدى اللاجئين فى الهروب من الحروب فى بلدانهم، والآن أصبح وضع اللاجئين صعب للغاية بعد تخلى ميركل عن قضيتهم، وأصبح مستقبل اللاجئين غير واضح".

وما شجع ميركل على سياسة الباب المفتوح للاجئين هو اختيارها شخصية العام لدى مجلة التايم الأمريكية ، وذلك لإنسانياتها فى التعامل مع الأزمة على الرغم من رفض باقى دول الاتحاد الأوروبى لاستقبال اللاجئين، لكن هذه الأزمة أصبحت تتسبب فى خروج ميركل من الحياة السياسية هذا العام، بسبب انخفاض شعبيتها لدى الألمان، خاصة بعد أحداث كولونيا، ولهذا فوجدت نفسها مضطرة إلى الحد من سياسة الانفتاح التى تتبناها إزاء اللاجئين، للحد من ردود الأفعال المستهجنة ضدها التى أرفقت الاعتداءات التى حدثت فى كولونيا، والتى تورط فيها عدد من اللاجئين، خوفًا على منصبها، وخوفًا على تراجع شعبيتها قبيل الانتخابات التشريعية المقررة عام 2017. اليمين المتطرف وتسعى ميركل لمنع صعود اليمين المتطرف المستفيد من أحداث كولونيا، ولذلك فإن ميركل حاولت بسرعة الحفاظ على التوازن بين سياستها المُعْلَنَة إزاء المهاجرين، وبين المواطنيين الألمان.

وما يجعل الأمر صعبا للغاية عو أن ألمانيا تستعد لإنتخابات محلية ابتدءا من مارس المقبل ، ولذلك فإن الأحزاب الألمانية تسعى لاستغلال أزمة اللاجئين، وتوظيفها سياسيا للوصول إلى المناصب العليا فى ألمانيا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;