وزير الأوقاف: سنواجه الفكر المتطرف بإعادة نشر الكتاتيب نحتاج وسطية ثقافية وفكرية مثل احتياجنا إلى الوسطية الدينية ولابد من حوار بين المثقفين وعلماء الدين بدلا من الصراع الفكرى

نقلا عن اليومى..

-نحتاج إلى دور فكرى عربى وأممى موحد لمواجهة الإرهاب ولن نقضى عليه إلا إذا قضينا على التسيب -المواجهة الفكرية يجب أن تسير بالتوازى مع المواجهة الأمنية للتطرف -جامعة الدول العربية لا يوجد لها دور فى التنسيق بين المؤسسات الدينية -سندرب خطباء فى النمسا والأردن وتونس.. واتفقنا مع "الاتصالات" على تصميم "تابلت" لتحفيظ القرآن للأطفال أكد وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أن الثقافة الدينية والثقافة العامة تكملان بعضهما، مطالبًا المثقفين وعلماء الدين بالانفتاح على معارضيهم، بدلًا من الصراع الذى يصب فى مصلحة الإرهاب الذى يستهدف الجميع.

واعتبر «جمعة» أن دوره التوفيق بين علماء الدين والمثقفين، نافيًا تعمده إفشال العلاقة بين الطرفين، كما تطرق فى حواره مع «انفراد» إلى كيفية القيام بدور أممى وإقليمى فكرى فى مواجهة الإرهاب من خلال جامعة الدول العربية، والمنظمات الإسلامية فى حوار نصه الآتى.. كيف ترى معرض الكتاب هذا العام؟ وهل أسهمت الأوقاف بشكل مناسب فى الجانب التثقيفى من خلال المعرض؟ - المعرض هذا العام يمثل تظاهرة ثقافية وحضارية، وأنا فسرت إقبال القارئ على كتب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بارتفاع مستوى الوعى وتغيره، وبأن الناس تلفظ التشدد والمتشددين، وتلفظ الإرهاب والإرهابيين.

ذهاب الناس إلى معرض «الأوقاف» يجعلنا نتوقع أن يحقق المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أعلى نسبة مبيعات فى تاريخه، ويعكس إقبال القارئ على معرض الكتاب صورة حقيقية لحالة محسوسة من الأمن والأمان دفعت الأسر لزيارة المعرض.

وقد وصلت مبيعات معرض المجلس فى النصف الأخير من العام الماضى وقبل بدء المعرض 500 ألف جنيه، وإذا أضيفت إلى الكتب مبيعات مجلة «منبر الإسلام» ومجلة الأطفال تصل المبيعات إلى 700 ألف جنيه، وفى أول 3 أيام من عمل المعرض حققنا مبيعات بـ100 ألف جنيه، ونتوقع أن نحقق مبيعات بنصف مليون جنيه، بجملة مبيعات 20 ألف كتاب، ويتم تزويد المعرض بسيارة نقل كبيرة يوميًا من كتب الوزارة التى تتحدث عن تصحيح الفكر المتطرف، والمفاهيم الخاطئة.

لكن كتب المعرض لا تصل إلى غالبية المواطنين، ما يجعل بعضهم يلجأون إلى كتب غير موثوقة، فما رأيك؟ - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يعزز نشر الفكر الوسطى من خلال مطبوعتين ثابتتين ودوريتين، هما مجلة «منبر الإسلام» التى تطبع ما بين 10 و15 ألف نسخة، ومجلة الأطفال التى تطبع 5 آلاف نسخة، والمجلتان تمثلان أعلى نسبة توزيع فى الوطن العربى، حسب تقرير مؤسسة التوزيع، ووظيفتهما معالجة القضايا العصرية، كما نطبع فى المتوسط كتابين فى الشهر لمواجهة الفكر المتطرف، وقد وصل عدد متابعى موقع الأوقاف عبر الإنترنت إلى 7 ملايين و700 ألف متابع، و8 ملايين و600 ألف متابع لصفحة الوزارة عبر «فيس بوك».

ما استراتيجية «الأوقاف» لمواجهة الفكر المتطرف من خلال مطبوعاتها؟ - نواجه من خلال الكتيبات والمجلات، كما نواجه ونناقش القضايا الكبرى من خلال المجلدات والموسوعات، حيث قمنا بطبع 5 آلاف نسخة من 3 موسوعات مهمة، وقمنا بتوزيع الـ15 ألف موسوعة بالكامل، ولم يتبقَ منها شىء، حيث بيعت بالكامل خلال الـ6 أشهر الماضية. لكن هل الإصدارات تناسب متطلبات الفئات العمرية، خاصة الشباب وكبار السن والعامة؟ - هناك نوعان من المطبوعات، نوع يتم توجيهه لطلاب العلم، ونوع آخر يتم طبعه للعامة، وهو ما يُراعى فيه اللغة السهلة والمعنى المباشر، حتى نتمكن من الوصول بها إلى كل شرائح المجتمع، ونتناول فيها جوانب تجديد الخطاب الدينى، وتفكيك الفكر المتطرف، ومفاهيم يجب أن تصحح، للإجابة والرد على كل القضايا التى تشغل ذهن الجمهور، لمناقشة قضايا التكفير، ونظام الحكم، والحاكمية والجهاد، والجزية، وذلك لمواكبة العصر وقضاياه الملحة.

تحدثت عن كتاب «فى فضاء الثقافة»، وهو يناسب مرحلة صدام حالية بين علماء الدين والمثقفين.. فهل يعالج هذه القضية؟ - أرى أن العراك القائم هو صراع خاطئ بين المثقفين وعلماء الدين، وقد أصدرنا كتاب «فى فضاء الثقافة» لكسر الصراع الخاطئ بين علماء الدين والمثقفين، فالأصل فى عالم الدين أن يكون مثقفًا، لأن الحكم على الشىء فرع عن تصوره، والأصل فى المثقف ألا يكون مثقفًا إلا إذا ألمّ بالقضايا الكبرى للأديان، ووضع مصر الآن والأمة العربية والإنسانية ككل يدعو إلى الحوار والتفاهم، لا إلى التراشق.

وماذا عن المشادات المتعلقة بالقضايا الفكرية والدينية التى تشهدها الساحة الإعلامية والثقافية؟ - الخطر يكون فى الشطط فى النقاش، فى التشدد أو فى التسيب، فلا إفراط ولا تفريط، والموضوعية هى الأساس، ونحن نحتاج إلى الوسطية الدينية، كما أننا أيضًا بحاجة إلى الوسطية الثقافية الفكرية، والوسطية فى كل شىء، ولا مانع مع ذلك من طرح الرؤى.

هل هناك حدود للتداخل ومناقشة القضايا الدينية من جانب غير المتخصصين؟ - الأصل أن يلتزم كل إنسان بعمله وتخصصه، وألا يعمل عمل غيره، أو يدخل فى مهنة أخرى، وأن يهتم كل إنسان بعمله حتى يتقدم المجتمع، لأن أى إنسان لو انشغل بما لا يعنيه لضيع ما يعنيه، وهناك أطر عامة يمكن الكلام فيها، أما فنيات العلم والتخصص فليس لأحد أن يتكلم فيها إلا من تخصصوا فى ذلك، فلا يصح أن يعمل المهندس طبيبًا أو العكس، وكذلك لا يصح أن ينشغل أو يدخل فى فنيات العمل الدينى والعكس، فعندما يقتحم الإنسان غير فنه وغير عمله يورده طرق غير سوية، وغير حميدة.

ونحن نحتاج إلى القراءة الأصولية، وقواعد الفقه الكلية والأصولية، وفقه الأولويات، وفقه المقاصد قبل الحديث فى القضايا الدينية، وفقه المتاح، وفقه الموازنات، فالحديث فى القضايا الدينية يحتاج إلى إنسان مؤهل تأهيلًا كاملًا، خاصة أن الشأن العام والفكر العام يحتاجان إلى رؤى خاصة تخصص، أما قضايا المواطنة والشأن العام فهى قضايا متاحة لهم، وليس من المعقول أن تقول إن الطب ليس اختصاصًا والهندسة ليست اختصاصًا، فسيأتى من يفتح عيادة طبية وهو غير متخصص وتنقلب إلى فوضى، فالقضايا العامة من حق الجميع، وتفاصيل الأحكام يتحدث فيها المتخصصون.

«الأوقاف» بدأت فى تحديد مصطلح تجديد الخطاب الدينى بإصدارات متخصصة، فما مفهوم التجديد لديكم؟ - تجديد الخطاب الدينى يعنى مواكبة قضايا العصر بألا ننغلق عنها، فمثلًا القضية الأساسية التى تؤرق العالم العربى هى قضية الإرهاب، إذن يجب ألا ننغلق، وعلينا الدفع بقضية الإرهاب كقضية أساسية فى المناقشات، وبعض الخطب والدروس والأحاديث الإعلامية والكتب والدراسات التى تحذر من خطورة الإرهاب، وهناك بُعد نهتم به وبقوة، هو المعاملات والأخلاقيات، ففى الفترة السابقة لـ25 يناير كان هناك حراك سياسى، فكانت تناسبه خطب عن القضايا الوطنية والأمن والاستقرار ومواجهة الدعوات الهدامة.

المعركة طويلة، ولابد أن نكون متيقظين طوال الوقت، لأن التطرف كما يحتاج إلى مواجهة أمنية فإنه أيضًا يحتاج إلى مواجهة فكرية من قبل العلماء، بحيث يجب أن تسير المواجهة الفكرية بالتوازى مع المواجهة الأمنية للتطرف، والتجديد نابع من الفكر، حيث نطلق مؤتمرات وتدريبًا لا ينقطع لحوار فكرى للتجديد لتطبيقه فى المساجد، ونهتم بالمسجد ونعيد له مكانه، بأن يكون فيه كتاب عصرى، وفصل محو أمية، بحيث يكون مؤسسة، ويجب أن يتم انتقاء معلمى الدين بعناية شديدة، وقدمنا طلبًا إلى مجلس الوزراء لتعيين 6 آلاف إمام بالوزارة، ونأمل أن يكون ذلك فى شهر يوليو المقبل.

كيف تعملون على تحصين الشباب فى مواجهة الفكر المتطرف؟ - نعمل فى المرحلة المقبلة على تحصين الشباب والمجتمع ككل، بدءًا من الطفل من خلال الكتاتيب، وهى مكاتب التحفيظ العصرية، لأنها واحدة من المشكلات التى نواجهها، وهى سيطرة الفكر المتطرف على عقول بعض الناس، وضمن الوسائل التى يستخدمونها لدعم التطرف التجنيد المبكر للأطفال من خلال كتاتيب تحفيظ القرآن، وقبل أن تغلقها يجب أن تجد البديل الأفضل، حيث اتخذت هذه الجماعات استراتيجية التجنيد المبكر من خلال الحضانات والكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن، وذلك تحت إغراءات نفسية ومادية وتربوية، وحتى نسحب البساط من تحت أيديهم يجب أن نفعل ذلك فى الحضانات والكتاتيب ومكاتب التحفيظ، حيث لمست الأمر داخليًا وخارجيًا عندما زارنى رئيس المجلس الإسلامى بالنمسا، وقال إنه كان يعمل محاميًا، ولم يهتم بالشأن الإسلامى إلا بعد أن وجه نجله لحفظ القرآن بأحد المراكز الإسلامية، وكان صهره يقوم بمصاحبة الطفل وهو مسيحى، ووالدة الطفلة مسيحية، ووجد معلمه يقول له لا تهنئ النصارى بعيدهم، فكيف لا يهنئ والدته وجده الذى يساعده فى حفظ القرآن، فأى منطق يقبل أن يهنئ الابن المسلم أمه المسيحية.

سنسعى لمواجهة مثل هذه الأفكار بتعيين خريجى كلية القرآن الكريم، وخريجى معاهد محفظى القرآن، والدعاة المؤهلين كمحفظين فى الكتاتيب العصرية التى تعلم الأساسيات والقيم الأخلاقية والوطنية فى المسجد، أو فى البيت، أو فى أى مكان معدّ جيدًا، وأنا خاطبت وزير الاتصالات لتصميم «تابلت» لتحفيظ القرآن مع دعم وزارة التضامن من خلال مساعدة الفقراء من المحفظين والتلاميذ، لكون الجامعات كانت تستغل فقرهم لتجنيدهم بالمال.

«الأوقاف» فى الفترة الأخيرة بدأت تفصح عن توجه نحو التدريب، فهل تقدم جديدًا فى هذا الجانب؟ - نعم أكاديمية التدريب التى أطلقناها مؤخرًا، حيث افتتحناها بما يزيد على 60 داعية حاصلين على الدكتوراة والماجستير فى اللغات الأجنبية، ويتقنون الخطابة بها، ونعدهم للعمل فى الداخل والخارج من خلال نخبة من علماء الدين والعلوم الأخرى للانطلاق نحو العالم، ونعد لإطلاق تقنية «فيديو كونفرانس» للتدريب عن بُعد، والتدريب وتغير الفكر والثقافة عملية تراكمية، ونحن نسابق الزمن فى ذلك.

ونطلق دورات متوازية خلال أيام بالصعيد والقاهرة وبحرى وجوار القاهرة، وتدريب المفتشين وأئمة اللغات، فالتدريب ليس قضية عشوائية أو سد خانة، بل قضية ذات أهمية من خلال اختيار المدرب والمتدرب والمنهج جيدًا، وليست القضية فى الجانب المالى بل مناقشة فكر وتغيره، ونحن بدأنا بـ5 مراكز ثقافية، ونستهدف 27 مركز ثقافة إسلامية، ونضيف 3 مراكز لتثقيف النساء والتدريس لهن بسوهاج والقاهرة والدقهلية على مدى عامين، أو عدة دورات، ويمكن لهم العمل بالأوقاف بعد توفير الثقافة للجميع، ونسعى لتدريب الدعاة فى الخارج فى تونس والأردن والنمسا والعراق.

كما ننتهز انعقاد مجلس أمناء الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان إبريل المقبل لعقد مؤتمر عالمى لمواجهة الإرهاب، ولما لذلك من دور كبير فى مواجهة التطرف فى وسط آسيا ونشر الوسطية، ما دفع دولًا أخرى لإنشاء جامعات مناظرة، منها جامعة مصرية للثقافة الإسلامية بالنمسا، مع تدريب أئمتهم ومدهم بالكتب.

وندرس إنشاء جامعات مصرية إسلامية فى العديد من دول العالم، ولا ننسق من دون مساندة الخارجية، ونأمل أن تقوم جامعة الدول العربية بدور إسلامى وتنسيق بين وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية العربية فى مواجهة الإرهاب، كما أننا نعمل مع الجميع، وسنسمح لكل من يصلح للإمامة من العاملين بالأوقاف بأن يتحول إلى إمام، كما أننا نواجه قضايانا بشجاعة، حيث سنعقد مؤتمرًا نهاية مايو المقبل عن تطوير المؤسسات الدينية فى العالمين العربى والإسلامى، فمع التطوير نأمل فى تنسيق أكبر فيهما، ويقود ذلك الأزهر، كما ينبغى أن تحتضن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامية، ورابطة الجامعات الإسلامية ذلك التطوير ومواجهة الإرهاب، لأننا نطلق جهودًا فردية وثنائية وليست جماعية.






























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;