يبدو أن مشروع المدينة الصناعية للجلود "الروبيكى" بمدينة بدر يمثل عقدة لحكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والحكومات السابقة، ففى الوقت الذى وجه فيه رئيس الوزراء بضرورة الانتهاء من تحديد الإجراءات التنفيذية التى ستُتخذ لنقل مدابغ الجلود من منطقة سور مجرى العيون إلى الروبيكى فى أقرب وقت ممكن، ووضع مخطط شامل لتطوير منطقة السور وتحويلها إلى منطقة تراث حضارى، أعلن محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود، عدم وجود خطة زمنية بموعد تسليم مدينة الروبيكى لأصحاب المدابغ.
وقال رئيس غرفة الدباغة، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن الغرفة تقدمت بـ12 طلباً للمهندس طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، لتحقيق طلبات أعضاء الجمعية لضمان نقل آمن للمدابغ، إلا أنه خلال الوقت الحالى لم نتلق رداً من قبل وزارة الصناعة والتجارة الخارجية.
وأكد "حربى" أن جميع أصحاب المدابغ ضد النقل العشوائى، الذى سيؤدى فى النهاية إلى انهيار صناعة الدباغة.
وأشار رئيس غرفة الدباغة إلى أن أبرز المطالب تتلخص فى توفير مساكن العاملين، حيث كان ضمن المشروع إنشاء 1000 وحدة سكنية بمدينة الروبيكى، واستكمال استمارات الرغبات لأصحاب المدابغ الذين لم يتمكنوا من ملء الاستمارات، وتدقيق الاستثمارات التى تم ملؤها بناءً على الأرقام الحديثة والدقيقة لكل مدبغة، وإخطار هيئة التنمية الصناعية لإبلاغ شاغلى الوحدات بالمساحة الفعلية التى يشغلونها بمنطقة مصر القديمة.
كما طالب باستكمال التجهيزات الداخلية للوحدات بمنطقة الروبيكى، من حيث توصيل كهرباء والصرف الصحى والأرضيات، واستكمال وإنشاء الخدمات اللازمة للمجتمع الصناعى الجديد من حيث شبكة الموصلات والمدارس والمستشفيات ونقطة شرطة ومحطة مطافى وأفرع البنوك، ومساعدة أصحاب الوحدات بالحصول على قروض ميسرة للمساعدة فى عملية النقل بفوائد بسيطة، وأن يكون خلال 18 شهراً من وقت استلام الوحدة بمدينة الجلود بالروبيكى، بالإضافة إلى تلبية رغبات أصحاب الوحدات بالمساحات الإضافية المطلوبة، وفقاً لخطة التطوير المستقبلية لكل وحدة، على أن يكون ملاصقة للوحدة المخصصة.
كما طالب بتجهيز المدبغة قبل النقل، حتى تستطيع المدابغ الصغيرة إتمام عملية الإنتاج، وأن تكون باقى الوحدات الإنتاجية فى الروبيكى أسطح الوحدات "الأسقف" خرسانية أو بنظام الساندوتش تحتوى على مواد عازلة للحرارة بين طبقتى الصاج، بالإضافة إلى إعادة تقيم سعر المتر للوحدة بمنطقة مصر القديمة وقت النقل طبقا للأسعار السائدة بنفس المنطقة.
وأشار "حربى" إلى أن حجم الصادرات المصرية من الجلود يصل إلى 1.5 مليار جنيه سنويا، مؤكداً أنه سيصل إلى 6 مليارات جنيه، بحسب الدرسات، فور بدء تشغيل الروبيكى.
وكان المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، شدد على ضرورة الانتهاء من تحديد الإجراءات التنفيذية التى ستُتخذ لنقل مدابغ الجلود من منطقة سور مجرى العيون إلى الروبيكى بمدينة بدر فى أقرب وقت ممكن، كما وجه بوضع مخطط شامل ومتكامل لتطوير منطقة السور وتحويلها إلى منطقة تراث حضارى.
وأكد "إسماعيل" أن الهدف من تطوير المنطقة هو إعادة الوجه التاريخى لمناطق التراث، وذلك فى إطار اهتمام لحكومة بإعادة المظهر الحضارى للقاهرة، حيث سيتم تنفيذ عملية تطوير عمرانى شامل بالمنطقة وتنسيق المنطقة المحيطة بالسور، كما سيتم العمل على إحياء كافة العناصر التاريخية له، خاصة منطقة السواقى وتحويلها إلى متحف للهندسة المائية، وترميم السور وإعادته لطبيعته، وكذلك وضع التصور اللازم لاستغلال المنطقة بالكامل سياحياً من خلال تأسيس نمط عمرانى اقتصادى يعمل على تنمية مجالات ثقافية واجتماعية جديدة، بالإضافة إلى تطوير وتحديث صناعة دباغة الجلود من خلال نقلها إلى منطقة الروبيكى، والتى توفر العديد من المزايا للعاملين بتلك الصناعة، كما تتيح العديد من التسهيلات فى مجال الإسكان للعاملين بها.