تأكيدا لعلاقتها المشبوهة مع الكيان الصهيونى، ورضوخا لمطالبها وكسبا لودها، المستمر منذ عام 1995 عقب إنقلاب الأمير القطرى الأب حمد بن خليفة، على والده واستيلاه على السلطة، فضحت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الثلاثاء، رضوخ الدوحة لتل أبيب والاستجابة لمطالبها بإبعاد عناصر حركة حماس المختبئين داخل أراضيها.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تتهم القيادى الفلسطينى بأنه خطط لعملية اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين فى الضفة الغربية فى صيف عام 2014، مضيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية أكدت طرده من قطر مؤخرا.
وفى السياق نفسه، أكدت مصادر فلسطينية، أن قطر التى تواجه مقاطعة فى الوقت الحالى من قبل السعودية وأربع دول عربية أخرى، طلبت من عدة مسئولين فى حركة حماس مغادرة البلاد والرحيل إلى لبنان وتركيا وماليزيا، وعارضت تلك المصادر نفى حماس بأن الدوحة طلبت منها رحيل عناصرها من أراضيها، وهو الطلب، الذى كشفته قناة الميادين اللبنانية بداية الأسبوع الجارى.
وكانت قدر قررت كل من السعودية، البحرين، الإمارات، ومصر قطع العلاقات مع قطر وطردها من التحالف العربى الذى يقاتل فى اليمن، بعد تورطها فى دعم إيران والإرهاب، كما انضمت اليمن إلى المقاطعة العربية للدوحة.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن قائمة المسئولين فى حماس الذين طلبت منهم قطر المغادرة، والذى ورد أنه تم اكتشافها خلال التحقيق مع أسرى أمنيين فلسطينيين فى إسرائيل، شملت صالح العارورى، الذى ورد أنه قائد الحركة العسكرى فى الضفة الغربية ومؤسس فرع الضفة الغربية للجناح العسكرى لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيليى "كول تساهال" أيضا طرد العارورى من قطر وأنه يتواجد حاليا فى ماليزيا بعد طرده، مشيرة إلى أنه قد حكم عليه عدة أحكاما بالسجن فى إسرائيل، وتم اطلاق سراحه فى شهر مارس 2010، ضمن المفاوضات لإطلاق سراح الجندى الأسير الذى أسرته حماس عام 2006 جلعاد شاليط.
فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن العارورى كان بالإتفاق الذى أدى إلى اطلاق سراح اكثر من 1000 أسير فلسطينى من السجون الإسرائيلية مقابل اطلاق سراح شاليط.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الاستخباراتية الإسرائيلية، تتهم العارورى بالتخطيط لعملية اختطاف وقتل ثلاثة شباب اسرائيليين فى شهر يونيو 2014.
وتلت علمية الإختطاف حملة إسرائيلية واسعة ضد عناصر حركة حماس فى الضفة الغربية ردت عليها الحركة بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، ثم تطور الأمر لحرب شاملة بين حماس والدولة العبرية خلال صيف 2014.
وأكدت يديعوت، أنه بالإضافة إلى العارورى، تم طرد موسى دودين، الذى اطلق سراحه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة شاليط، من قطر، ولم تكشف التقرير البلد الذى توجه اليها.
ولفتت وسائل الإعلام العبرية، إلى أن مسئولين قطريين اعتذروا على اضطرارهم طرد المسؤولين فى حماس، ولكنهم قالوا إن الخطوة ناتجة عن "ضغوطات خارجية" على الدوحة، بدون توفير تفاصيل، موضحة أن تلك الضغوط كانت من جانب تل أبيب.
وكانت قد نشبت أزمة طاحنة بين قطر والدول المجاورة لها فى الخليج، بسبب تقرير فى وكالة الأنباء القطرية الرسمية فى شهر مايو الماضى، شمل اعترافات من الأمير الحاكم تميم بن حمد بعلاقته القوية مع كلا من إيران واسرائيل ووجه انتقادات لاذعة للسعودية.
ومع تصعيد الأزمة، حجب جيران قطر الخليجيون وسائل الإعلام القطرية، من ضمنها قناة الجزيرة، وقالوا أنهم سوف يسحبون طواقمهم الدبلوماسية من الدولة الغنية بالنفط التى سوف تستضيف مونديال عام 2022، والذى فيه قاعدة عسكرية أمريكية كبرى.
ولفت الإعلام العبرى، إلى أن قطر الداعمة الكبرى لحركة حماس والتى يسكن فيها قادة فى الحركة، بالإضافة إلى كونها شريكة إيران فى حقل غاز طبيعى كبير فى البحر يوجه لها دائما الإنتقادات من قبل جيرانها السنيين بسبب دعمها للتطرف بالمنطقة، كما تعتبر الدول السنية الخليجية، بقيادة السعودية، إيران الشيعية كالعدو الأساسى وتهديد كبير على الإستقرار الإقليمى، كما يبدوا باستمرار قلقهم من "الإخوان" الإرهابية.
وقالت السعودية إنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية بسبب دعم قطر عدة مجموعات ارهابية وطائفية تهدف لزعزعة المنطقة، بما يشمل الإخوان والقاعدة وتنظيم داعش ومجموعة مدعومة من قبل إيران.