قال رئيس الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، إن وكالات الأمن الحكومية فى الولايات المتحدة ربما تستخدم أدوات تكنولوجية جديدة على الإنترنت للتجسس على الأجهزة الذكية للمواطنين وتوسيع مجال وقدرات المراقبة لديهم.
جاءت تعليقات كلابر خلال استعراضه تقريرا عن تقييم التهديدات التى تواجهها الولايات المتحدة، أمام مجلس الشيوخ، الثلاثاء، مشيرا إلى أن مجموعة من التهديدات الأمنية الداخلية والسيبرانية تلاحق الولايات المتحدة.
التجسس على أجهزة المواطنين
وأوضح كلابر أن الأجهزة الذكية الموصلة بالإنترنت مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وكذلك التليفزيونات الذكية والسيارات التى تعمل بأنظمة ذكية، وغيرها من الأجهزة المنزلية التى تعتمد على الاتصال بالإنترنت يمكن أن تهدد خصوصية البيانات وسلامتها أو استمرار تقديم الخدمات.
وأضاف أن فى المستقبل قد تستخدم أجهزة المخابرات ما يسمى بـ"Internet of Things"، لتحديد ومراقبة ورصد وتتبع مكان أو استهداف والوصول إلى شبكات وبيانات اعتماد المستخدمين.
ويقول موقع "ذا نيكست ويب"، الأمريكى، إن هذه الفكرة ليست جديدة، فعدد كبير من الأجهزة المنزلية التى تتصل بالإنترنت ليست مؤمنة بشكل سليم ويمكن أن تكون هدفا لهجمات إلكترونية تسمح للقراصنة أو الوكالات الحكومية الوصول إلى معلومات حول حياة الأشخاص وأنشطتهم اليومية.
وهناك محرك بحثى يدعى "شودان" يسمح للآخرين بالتسلل إلى داخل منازل المواطنين والأحياء عبر الكاميرات غير المؤمنة. وأضاف الموقع أن تهديدات الأمن الإلكترونى تصدرت قائمة المخابرات لـ"التهديدات العالمية" ضد أمريكا، والتى تشمل الإرهاب، ومكافحة التجسس، وأسلحة الدمار الشامل والجريمة المنظمة.
وأوضح أن تنظيم داعش أيضا تصدر تقييمات التهديدات، ولكن كانت هناك مخاوف كبيرة متعلقة بـ"متشددى الداخل"، الذين يفرضون تهديدا أكبر على الأمن القومى أكثر من داعش أو القاعدة.
وفى إطار متصل دعا السيناتور الجمهورى الرفيع، جون ماكين، الولايات المتحدة لإصدار تشريع ضد تكنولوجيا التشفير، قائلا إن استخدامها من قبل الإرهابيين أمر غير مقبول.
السماح للحكومة بفك تشفير الرسائل
وأضاف ماكين، المرشح الجمهورى الأسبق للانتخابات الرئاسية ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، فى مقال بموقع شبكة بلومبرج الإخبارية، أن التهديد الذى يشكله الوضع الحالى غير مقبول. مشيرا إلى استغلال تنظيم داعش التكنولوجيا لتحقيق غاياته فى التوسع.
تسمح تقنية التشفير للمستخدمين بحماية رسائلهم بطريقة لا يمكن فك شفرتها من دون كلمة السر الصحيحة أو المفتاح، حتى من قبل المكلفين بإنفاذ القانون أو الشركة التى طرحت التكنولوجيا.
وتم استخدام هذه التقنية طيلة سنوات، لكنها توسعت فى المنتجات التكنولوجيا مثل "أى فون" بعد كشف الموظف السابق بوكالة الأمن القومى إدوارد سنودن عن تجسس الوكالة على المواطنين.
التكنولوجيا ساعدت الإرهابيين
وقال جون ماكين إنه ينبغى على الكونجرس النظر فى تشريع يتطلب من شركات الاتصالات الأمريكية تبنى بديلا تكنولوجيا يسمح لهم بالامتثال لطلبات مشروعة للوصول إلى محتوى ما، وأضاف "أمننا يواجه التهديد من قبل التكنولوجيا التى تضع معلومات حساسة وهامة خارج قدرة منفذى القانون عن الوصول لها".
وحذر أن التكنولوجيا المتطورة التى تساعد الإرهابيين مثل تنظيم داعش لا تضر فقط بأمننا القومى، لكنها فى نهاية المطاف نموذج غير حكيم من الأعمال.