لحظات رعب عاشها ركاب القطار 993 المميز القادم من الأقصر والمتجة للقاهرة، والذى انقلب عند مزلقان مدينة ناصر شمال محافظة بنى سويف، قصص مختلفة رواها الركاب المصابون، بينهم من كان ذاهبا إلى عمله والبعض لأداء واجب التجنيد، وآخر لشراء مستلزمات مختلفة.
فى البداية، يقول سعيد أحمد من مركز أبوتشت، إن القطار خرج من محطة بنى سويف بسرعة فائقة، وفوجئنا بارتطام كبير، وحدث هياج بين الركاب، وبعضهم قفز من القطار خشية اشتعاله.
وأضاف سعيد، "الناس اتقلبت على بعضها وناس وقعت كتير، سمعنا صوت فرملة كبيرة، وعرفنا بعدها أن القطار كان داخل التخزين، بس تخزين إزاى وهو داخل بالسرعة دى".
وأشار سعيد إلى أنه لم يدر بأى شىء إلا بعد وصوله مستشفى ناصر المركزى، وتابع "إحنا ملناش تمن فى البلد دى، القطارات متهالكة وغير آدمية، وبنتسرق فيها، لكن كمان نموت بسبب خطأ هيتوه بعد كده بين المسئولين وهيشيلها موظف غلبان".
فيما قال محمود سعيد، إنه كان ذاهبا من أسيوط للقاهرة، للاتفاق على شراء أدوات مدرسية، لمكتبته الكبرى بمركز ديروط، وكان معه مبلغ 10 آلاف جنيه، مشيراً إلى أنه يحمد الله أن المبلغ المالى ما زال متواجدا فى جيبه.
وأضاف "محمود" أنا رحت المحطة عشان أركب القطار المكيف، لكن ملقتش حجز كالعادة، وفى الوقت ده جه القطار المميز، وركبنا فيه، والقطار كان ماشى بسرعة فائقة، حتى بعد خروجه من محطة بنى سويف، القطار لم يخفض السرعة وفوجئنا أنه دخل فى تحويلة التخزين، ولم تهدأ السرعة حتى شعرنا بالارتطام.
وقال أحمد محمود محمد، أحد ركاب القطار، إنه كان يستقل العربة السابعة من القطار، والذى استقله من أسيوط، حيث فوجئوا باهتزاز فى القطار قبل سماعهم صوتا مرتفعا، وتبين له من بعدها أن القطار اصطدم بحجر كبير بجانب المزلقان، مشيراً إلى أنه مجند فى القوات المسلحة وعائد إلى وحدته العسكرية فى السويس وهو دائما ما يركب هذا القطار.
متابعاً "مكنتش هلحق القطار، دخلت المحطة والقطار بيتحرك من على الرصيف، بعدها قولت يعوض ربنا مش هلحق القطار لكنى فوجئت بتهدئة القطار مرة أخرى، وتمكنت من القفز فى العربة السابعة.
وأضاف أحمد ربيع عبدالله "أنا راكب من سوهاج، وبعد بنى سويف سمعنا صوت جامد، الناس افتكرت إن فيه قنبلة، ولما نزلنا لقينا أول عربية والجرار خارج القضبان، مشيراً إلى أنه كان ذاهبا إلى القاهرة ، لزيارة عمته المريضة، فهو طالب بمعهد خدمة اجتماعية، واستغل فرصة إجازة نصف العام لزيارة عمته.
وقال محمد أحمد 56 سنة، من المنيا، أحد ركاب القطار، إن القطار عقب خروجه من محطة محافظة بنى سويف كان يسير بسرعة فائقة، وفوجئنا بحدوث ارتطام شديد وفوجئنا بعده بانقلاب الجرار والعربة الأولى من القطار.
وأضاف محمود حسين، 27 سنة، من المنيا عامل فى مزرعة بالشرقية وأحد ركاب القطار، أن سرعة القطار أدت إلى خروج الجرار والعربة الأولى وارتطامهما بصخرة كبيرة قبل اصتدامه بمسجد ناصر المتواجد على حافة القضبان .
وتابع "محمود" أن لقمة العيش هى اللى دفعته إنه يترك والدته المريضة ووالده المسن، ليعمل بألف جنيه فى الشهر فى إحدى المزارع بمدينة الزقازيق، متابعاً "والدتى قالتلى بلاش تسافر الليلة خليك معانا للصبح، كانت حاسة إن فيه حاجة هتحصل بس الحمد لله، كلمت عمى وبلغته يروح يعرفهم إنى تمام، وأنا هرجع البلد تانى.
وقال وليد محمد من أهالى مدينة ناصر، إن العناية الإلهية أنقذت ركاب القطار القادم من القاهرة، والذى مر منه آخر عربة أثناء خروج جرار القطار المقابل من القضبان.
وأضاف "وليد" أنه سمع فى الثانية من فجر اليوم صوت ارتطام كبير، توقعنا أنه انفجار قنبلة كبيرة، إلا أننا هرولنا إلى محطة القطار فوجدنا جرار القطار والعربة الأولى خارج القضبان، مشيرا إلى أن بقية عربات القطار كانت تتواجد على خط التخزين.
وأكد "وليدط أن العناية الإلهية أنقذت ركاب القطار بعدما ارتطم الجرار بالكتلة الخرسانية المتواجدة فى خط التخزين، ولولها لكسر القطار مسجد المحطة وخرج إلى ترعة الإبراهيمية ووقع ضحايا لا تحصى.
فيما قال محمود محمد صاحب منزل على شريط السكك الحديدية فى المنطقة التى حدث بها الارتطام، إنه شاهد سائق القطار عقب خروج الجرار أعلى الكتلة الخرسانية متواجداً فى مكانه ولم يترك القطار ويقفز مثلما قال بعض الناس، وأشاد محمود بسائق القطار الذى ظل على الفرامل حتى بعد خروجه أعلى الكتلة الخرسانية.
وأضاف "محمود" أن سيارات الإسعاف أتت فى خلال دقائق محدودة، وساعدها وقتها رجال وأهالى المدينة الذين هرولوا لانقاذ ركاب القطار، مشيراً إلى انة شاهد ركاب يخرجون من ترعة الإبراهيمية وملابسهم مليئة بالمياه بعدما ألقوا بأنفسم من القطار .
مضيفاً أنه شاهد التدافع بين الركاب على شريط السكك الحديدية، عقب نزولهم من القطار، ما أدى إلى سقوط بعضهم على القضبان وحدوث إصابات.