على طريقة حازم أبو إسماعيل، مع أتباعه وقت اعتصامات العباسية، حيث كان يعدهم بالمجىء، ويظل ينتظرونه أيامًا وأياما، والشيخ يتحجج مرة بقدمه المكسورة، ومرة بشاحنه المفقود، لجأ ما يعرفون برموز العمل الثورى، للاختفاء أمس، رغم دعوتهم لأنصارهم بالنزول، اعتراضا على اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، والتى وافق عليها البرلمان الأربعاء الماضى.
ولجأ كل من حمدين صباحى، وخالد على، وفى ذيل القائمة حازم عبد العظيم، إلى الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعى، لإثبات حضورهم التظاهر، ربما بأضعف الإيمان، بتويتات متتالية، لا تسمن ولا تغنى من جوع، فهم يدعون أنصارهم للنزول، عبر هاشتاجات وبوستات متعاقبة، ووقت التنفيذ، هم كالسراب، كلما اقتربت منهم، لن تجدهم.
أول الداعين للتظاهر كان "عبده مشتاق" أو حازم عبد العظيم، الناشط التويترى، على حسابه، الذى كتب على تويتر قائلا: "مبروك للدولة حصارها للبلد وإجهاض التحركات الغير تقليدية"، الرجل الذى عماه كره النظام، فاختلط الأمر لديه، بكره الدولة، رغم أنه كان فى يوم من الأيام أحد المرشحين على قوائم حب مصر، إلا أن طمعه فى منصب أكبر، جعله يختار دفة الإخوان ومن على شاكلتهم.
ويحاول حازم عبد العظيم اللعب على وتر الإخوان ومرسى والشباب الاشتراكيين واليسار، حيث يظن أنه قادر على جمع الطرفين، فعاد للهجوم على الجيش المصرى، متطاولا عليه بهتافات، كرهها المصريون من كرههم للأشخاص المرددين لها. وتعد محاولات حازم عبد العظيم، نابعة من ثأر مع الدولة، ربما لعدم وضوح موقفها فى قضية علاقاته بإسرائيل، وفى المرة الثانية، لعدم حصوله على منصب كبير فى دولة 30 يونيو.
واستمر حازم عبد العظيم طوال الأيام الماضية، فى محاولات للتحريض وتأليب الشباب، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، فظلت مهاتراته تستمر وتستمر على موقع التواصل الإجتماعى، دون نتيجة تعكس نشاطه التويترى، ومن وراء الكيبورد ظل حازم يشرح أفكاره، الفكرة تلو الأخرى، وكلها تدل على شخصية اقتربت من العدم، فى محاولة منه بأن يقول أنه موجود، ولم يكفيه تويتر وفيس بوك، فذهب للجزيرة وقنوات الإخوان يرجوهم ويتوسل إليهم، بأن يجرى مداخلة، يغازلهم فيها، ويتبرأ من مواقفه، إلا أن شباب الإخوان فى تعليقاتهم، نبذوه، وظل الرجل فى عقدته يحاول أن يجد له مكانا جديدا.
فى جهة أخرى يقف حمدين صباحى، صاحب التصريحات الناصرية الضخمة، يحاول دائما تصدر مشهد الزعامة، وعبر قطاع من الشباب المتحمس، يقف صباحى، فى محاولة منه لأن يدفعوا به لصدارة المشهد، إلا أن محاولاته لا تخرج إلا فى تصريحات وهتافات ضد الدولة والرئيس السيسى فقط.
ويلعب حمدين صباحى، على كتلة اليسار والشباب الناصرى، وأعضاء التيار الشعبى وحزب الكرامة، الذين لا يمثلون كتلة عددية، تساعده فى تحقيق أهدافه. ويريد حمدين صباحى، بتحركاته الأخيرة، أن يثبت موقفا، يساعده فى أحلامه الرئاسية، رغم تصريحه قبل ذلك بعدم ترشحه مرة أخرى، إلا أنه تقريبا لا يستطيع العيش بدون أن يطلق عليه أتباعه "الزعيم".
ربما كان حمدين وحازم، تواجدا عن طريق السوشيال ميديا، إلا أن المحامى خالد على، اختفى تماما، فلم يظهر ولو بتعليق واحد على صفحته الشخصية فى الفيس بوك أو تويتر، وظل صامتا، ربما كان يبحث عن مخرجا، بعد علمه بأن الشوارع خالية من المتظاهرين، وأن دعوته لن يكون لها الصدى الذى يرجوه، فهو هكذا يبحث دائما عما يشعره بالشهرة والمجد.