يدور فى الآونة الأخيرة نقاشا حول استخدام الهواتف الذكية وما شابهها فى التجسس على المواطنين فى الدول الغربية وفى العالم كله، وأثار هذا النقاش جدلا حول ما يمثله من اختراق للخصوصية، الأمر الذى وضع شركات تكنولوجية كبرى مثل فيسبوك وتويتر وغيرها فى موقف حرج لدورها فى مثل هذه الانتهاكات.
إلا أن الأمر لا يقتصرعلى الهواتف الذكية أو التابلت فقط، فهناك أجهزة لم يكن من الممكن أن نتصور من قبل إمكانية استخدامها فى التجسس واختراق الخصوصية..
وفى كلمة ألقاها مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكى جيمس كلابر أمام مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضى، قال ولأول مرة إن الأجهزة المنزلية المرتبطة بالإنترنت مثل الثلاجات الذكية والمصابيح الكهربائية وحتى "التروموستات" يمكن أن تستخدم كأدوات للمراقبة.
وأشار"كلاير"، إلى أن ما يسمى بـ "انترنت الأشياء" أى جعلها متصلة بشبكة الإنترنت، ربما يبشر بعصر جديد من المراقبة، ويسمح لوكالات الاستخبارات بتعقب الأشخاص رقميا، بعيدا عن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر.
وأضاف أن وكالات الاستخبارات يمكن أن تستخدم فى المستقبل انترنت الأشياء أو Internet of things، للتحديد والمراقبة والرصد والتتبع، والاستهداف للتجنيد أو الدخول إلى شبكات أو بيانات المستخدمين.
وقالت مجلة نيوزويك الامريكية، إن مصنعى الأجهزة الذكية التى تتصل بالانترنت يواجهون انتقادات بسبب ضعف إمكانيات منتجاتهم فى حماية الخصوصية، حيث قال بعض خبراء الأمن الإلكترونى إن الكثير يتعاملون مع الأمن كفكرة لاحقة.
و كشفت تقارير صحفية أمريكية عن استخدام الكاميرات المثبتة بأسرة الأطفال الرضع فى التجسس، وقالت مجلة "نيوزويك" فى تقرير لها فى أواخر الشهر الماضى إن "كارى جيلبيرت" بينما كانت تغسل الأطباق فى مطبخها سمعت صوتا غريبا فى غرفة نوم طفلتها الرضيعة، وعندما اتجهت للغرفة مع زوجها سمعت الصوت الغريب يتحدث مع ابنتها لكن لم يكن أحد هناك، وكان الصوت قادم من الكاميرا المثبتة بسرير الطفلة لتمكن أبويها من مراقبتها.
وتمت القرصنة على هذه الكاميرا، وبعدها تزايدت التقارير التى رصدت انتشار حوادث مماثلة، ومؤخرا، أتاح محرك بحث "شودان" الذى تم تأسسيه عام 2009 إمكانية مشاهدة الأطفال النائمين من خلال أجهزة مراقبة الأطفال، الضعيفة من الناحية الأمنية، وقد أدى هذا إلى تحقيق من قبل منظمات المستهلكين الأمريكيين مع أربعة من الشركات المنتجة لاحهزة المونيتور الخاصة بالأطفال والتى تعتقد أنها تنازلت عن ضرورات حماية الأطفال.
وقالت جولى مينين، مدير التحقيقات فى قسم شئون المستهلك بنيويورك، إنه فى السنوات الأخيرة، أصبحت القرصنة على أجهزة مراقبة الأطفال مشكلة مقلقة بشكل متزايد، بينها حادث سمع فيه الأبوان شخصا ما يغنى لطفلهما ويقوم بضوضاء توحى بأفعال جنسية عبر المونيتور.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الجانب الجنسى لمثل هذه النوعية من حوادث القرصنة يمثل مبعث قلق خطير، وأعربت عن أملها فى أن يجبر التحقيق الشركات على المحاسبة إذا كان هناك خداع فى زعمها بأن تلك الأجهزة تبقى الأطفال فى مأمن.