"تحالف الشر"، هذا ما يمكن أن نطلقه على التحالف الإيرانى التركى القطرى، الذى أراد أن يصبح شوكة فى حلق الدول العربية، والذى ظهر بشكل جلى بعد الإجراءات التصعيدية ضد إمارة الإرهاب ضد الدوحة فى 5 يونيو الماضى، ليظهر هذا التحالف لحماية عرش تميم ولضمان استمرار سياسة قطر المعادية للمنطقة كما هى.
التحالف الذى نشأ بقوة مع بداية الشهر الماضى، كان لكل دولة فيه مصلحة من إنشائه، وإن اختلفت تلك الأهداف من دولة لأخرى ولكنها تصب فى النهاية إلى الإضرار بالمنطقة العربية تماما، فتواجد جيش إيرانى تركى داخل الدوحة لحماية تميم، ليس إجراء تعنى به الدولتين خاطر العائلة القطرية، ولكن من ورائه أهداف أخرى.
إيران
لعل "الدولة الفارسية"، هى أكثر المستفيدين من "تحالف الشر"، فطهران التى سعت بشتى الطرق خلال الفترة الماضية لتنفيذ مطامعها التوسعية، والتدخل فى شئون الخليج، وحاولت استغلال أزمة اليمن كى يكون لها يد فى المنطقة العربية، ولكنها فشلت بعدما تشكل التحالف العربى لمواجهة الحوثيين المدعومين بشكل مباشر من إيران، رأت إيران الأزمة القطرية فرصة سانحة لها من أجل أن يكون لها موضع قدم فى منطقة الخليج، ومحاولة استفزاز المملكة العربية السعودية، وهذا ما سمحت به قطر لإيران، ففتح الأمير القطرى، الدوحة على مصرعيها للحرس الثورى الإيرانى، واتصالات متبادلة بين تميم بن حمد وروحانى للتأكيد على توثيق علاقة بين البلدين.
إيران تسعى من خلال قطر لأن تتدخل بشكل مباشر فى المنطقة الرعبية، خاصة عندما نعلم أن الدوحة تستعين بمستشارين إيرانيين لبحث سبل الخروج من أزمتها مع الدول العربية، وهو ما سيدفع إيران إن أجلا أو عاجلا أن تتحكم بشكل مباشر فى القرار القطرى.
تركيا
لأنقرة وبالتحديد رجب طيب أردوغان، أهداف تختلف عن إيران، لعل أبرزها، هو محاولة تصدير أردوغان أزمته الداخلية مع المعارضة التركية خارجيا، بجانب محاولة الاستفادة من الجانب القطرى بوجود قاعدة عسكرية تركية تضمن تدفق الأموال لتركيا، وتواجد أفراد من الجيش التركى لحماية تميم مما يمكنها من تحريك الدوحة ضد المنطقة العربية، خاصة عندما نعلم أيضا أن قطر أصبحت ثكنة عسكرية للجنود الأتراك وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام عديدة خلال الأيام الماضية.
سببا آخر يدفع تركيا إلى المشاركة فى هذا التحالف، وهو الخوف من تكرار سيناريو قطر معها من جانب الدول العربية، فمعظم الأسباب التى دفعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطع العلاقات مع قطر تتوافر فى أنقرة من دعم وإيواء عناصر إرهابية، واستضافة قنوات تحرض ضد الدول العربية، وسياسة خارجية تتسبب إحداث أضرار لدول المنطقة، جميعها تتبناها تركيا مثل قطر، وهو ما دعا أنقرة لتقديم كل الدعم لتميم من أجل محاولة إنقاذه حتى لا تسقط قطر وبالتالى تسقط من بعدها تركيا.
قطر
الدوحة التى أصبحت مسرحا لهذا التحالف الثلاثى، فالعائلة القطرية تستفيد من تحالف الشر فى حمايتها من تزايد المعارضة ضدها، وحماية عرش تميم بعدما تم فضح تمويله للإرهاب أمام العالم، فالاستعانة بأفراد من الحرس الثورى الإيرانى والجيش التركى لحماية تنظيم "حمدين"، وتوفير أماكن لإقامتهم ومعيشتهم داخل أراضى الدوحة هو محاولة لحماية تميم بن حمد من الإطاحة به من كرسى الحكم.