الإبل ضحايا الأزمة الخليجية.. نفوق مئات الجمال ورؤوس الأغنام على الحدود بين السعودية وقطر.. تليجراف: الإبل تدر الكثير من الأموال.. والخليجيون يحترمونها كجزء من تقاليدهم البدوية

سلطت صحيفة "التليجراف" البريطانية الضوء على ضحايا غير متوقعين للأزمة الخليجية الدائرة رحاها فى المنطقة بسبب رفض دول الرباعى العربى لإرهاب قطر، وقالت إن مئات الجمال العالقة بين الحدود السعودية القطرية نفقت فى الطريق لعدم وجود ما يكفى من المياه والغذاء. وأضافت الصحيفة أن بعض الجمال تركت لكى تموت على جانبى الطريق بعدما أمهلت السعودية مُلاكهم ساعة واحدة حتى يتركوا مزارعهم، موضحة أن هؤلاء الملاك كان لديهم أكثر من 15 ألف جمل و10 آلاف رأس من الأغنام. وأوضحت "التليجراف" أنه تم طرد أكثر من 9 آلاف جمل فى 36 ساعة فقط، مشيرة إلى أن مساحة قطر الصغيرة- التى تبلغ 4400 ميل مربع فقط- كانت تدفعها لاستخدام المساحات الواسعة من الأراضى السعودية -830 ألف ميل مربع- القريبة من حدودها لرعى حيواناتها. ونقلت عن حسين المرى، أحد ملاك الجمال قوله "عدت من السعودية، ورأيت بنفسى أكثر من 100 جمل نافق على الطريق كما رأيت مئات من الجمال والأغنام التائهة". بينما قال مزارع آخر، لم يرغب فى الكشف عن هويته، "فقدت 50 رأسا من الأغنام وخمسة جمال وهناك 10 آخرين مفقودين، ولا أعرف عنها أى شىء". وأظهرت لقطات فيديو كيف تجمعت قطعان الجمال فى حظائر كبيرة، فى الوقت الذى لم تسمح فيه ساعات فتح الحدود القليلة والمقيدة سوى بعبور المئات فقط يومياً، مضيفة أن العديد من تلك الحيوانات ماتت بسبب العطش والجروح التى لم تعالج. ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع الإمارة وأغلقوا المجالات الجوية والبرية والبحرية معها على خلفية دعم الأخيرة للإرهاب. وإثر هذا الخلاف، طلبت السعودية من جميع القطريين مغادرة البلاد، بمن فيهم من مزارعين رُحل وحيواناتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة البيئة القطرية أنقذت العديد من الحيوانات من جانبها من الحدود ووفرت مأوى لأكثر من 8 ألاف جمل كما وفرت مياه وغذاء. وقال المسئولون إن فرقا متخصصة من خبراء الحيوان والأطباء البيطريين تم تعيينهم للمزارعين. وتدر تربية الجمال الكثير من الأموال فى قطر، لاسيما وإن سباق الجمال لا يزال أمرا شائعا وله شعبية كبيرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يزال هناك ما يقرب من 150 ألف جمل قطرى فى السعودية، وليس من الواضح متى أو إذا كان سيتم طردهم. ويربى مئات القطريين الإبل فى مناطق صحراوية بشرق المملكة العربية السعودية خلال شهور الشتاء لتدريبها وإعدادها للسباقات ومسابقات الجمال وهى تقاليد ينظر لها باعتبارها رابطا مهما لماض بدوى عفا عليه الزمن. وتباع الإبل التى تفوز بجوائز فى مزادات بمئات الآلاف من الدولارات. ونشرت صحف قطرية بعد اندلاع الأزمة صورا لعمال آسيويين وهم يرعون الإبل الواهنة على الجانب السعودى من الحدود الأمر الذى أثار حالة من الغضب. وأرسلت الحكومة القطرية قافلة تضم حاويات مياه وشاحنات تحمل العشب على الحدود لإنعاش الإبل التى عبرت الحدود. وقبل اكتشاف احتياطات هائلة من الغاز الطبيعى قبالة ساحل قطر كان البدو يجوبون الصحراء ويعتمدون على لحم الإبل وحليبها للعيش.