قالت مجلة فورين بوليسى، إن تنظيم داعش الإرهابى يكتسب مزيدا من الأرض فى ليبيا مستغلا الفوضى الواسعة، مما يزيد قلق الحكومات الغربية.
ومنذ الحملة الجوية التى قادها الناتو على نظام العقيد معمر القذافى قبل خمس سنوات، لم تتدخل الحكومات الغربة فى ليبيا، على الرغم من سقوطها فى حرب أهلية مدمرة وسيطرة الميليشيات المتطرفة. وتضيف المجلة أن البلاد تعود مرة أخرى لصدارة الإهتمام حيث تضع كل من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين خطط لعمل عسكرى محتمل فى ليبيا.
وتوضح أن بينما ترفف راية داع شفى سرت، فإن مسئولى الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا يدرسون خيارات عسكرية تتضمن ضربات جوية ونشر أعداد قليلة من قوات العمليات الخاصة لدعم جماعات مسلحة محلية لدحر داعش. وتشير إلى أن القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية يعملون بالفعل على الأرض من خلال إقامة اتصالات مع الجماعات المسلحة المناهضة لداعش.
وتقول فورين بوليسى إن غياب قوة محلية متماسكة يطرح عدد لا يحصى من المخاطر، لذا يحث قادة عسكريين أمريكيين القادة المحليين على إتخاذ إجراءات فورية حيال الوضع. ونقلت المجلة عن مسئول عسكرى رفيع من البنتاجون قوله: "كلما استمر الوضع الحالى كلما استطاع تنظيم داعش ترسيخ قبضته".
ويستوجب أى عمل عسكرى، الإنتظار لنتائج الجهود الدبلوماسية التى تهدف لإقناع الفصائل المتناحرة بالإتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. لكن العملية السياسية المتعثرة تستمر منذ أشهر بلا تقدم. وهناك إتهامات لقطر وتركيا بدعم الائتلاف الإسلامى وغيره من الجماعات المسلحة فى طرابلس، فى مواجهة الحكومة المتعرف بها دوليا فى طبرق. وفى المقابل فإن داعش يتوسع على الساحل.
وتشير المجلة إلى أن تنظيم داعش أستولى على مساحات من الأراضى الليبية بوتيرة مقلقة، فى الأشهر الأخيرة الماضية، إذ أن هناك إحتمال لعواقب وخيمة على شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وأوروبا. ونشط التنظيم الإرهابى أولا فى درنة، التى تمثل مرتعا للتطرف، لكنه إستغل فراغ السلطة فى البلاد ليستولى على نحو 150 ميلا من الأراضى على طول الساحل فى مدينة سرت، مسقط رأس القذافى.
وتقول المجلة أن الحكومات فى أنحاء المنطقة تشعر بقلق كبير أنه إذا إستمرت الحرب الأهلية فى ليبيا، حيث التنازع على السلطة، فإن داعش سوف يكون قادرا على التمدد فى أنحاء البلاد، إذ يمكن لمسلحى التنظيم الإرهابى الإستيلاء على موانئ البحر الأبيض المتوسط ومحطات النفط وحتى المعابر الحدودية.
وتضيف أن المنصات البحرية التى تملكها شركات النفط الأجنبية ومن بينها الإيطالية، ربما تكون تحت تهديد. وبالنسبة لجيران ليبيا، مصر والجزائر وتونس والسودان وتشاد والنيجر، فإن توسع تنظيم داعش من شأنه أن يسمح للمتطرفين بشن هجمات متكررة عبر الحدود ويذكى التطرف فى بلدانهم.
وتشير إلى أن تونس بشكل خاص عرضة لخطر داعش، لذا فإن الولايات المتحدة والمسئولين الأوروبيين حريصون على عزل تونس عن تهديدات التنظيم الإرهابى. وقد شن التنظيم هجوم على سائحين فى تونس، العام الماضى، فى محاولة لضرب صناعة السياحة فى البلاد، وفى نوفمبر أعلنت الجماعة مسئوليتها عن تفجير حافلة تقل الحرس الرئاسى التونسى مما أسفر عن مقتل 12 شخصا.
وبالنسبة لمصر، فهناك قلق بشأن الحدود المتأخمة مع ليبيا والتى تبلغ 700 ميل. وقبل عام نشر التنظيم الإرهابى فيديو يظهر عملية ذبح 20 قبطيا يعملون فى ليبيا. وتخشى الحكومة المصرية من تسلل عناصر التنظيم عبر حدودها الغربية.
وحذرت فرنسا وحكومات أوروبية أخرى، مرارا وتكرارا، من الخطر الذى تشكله الجماعات الإرهابية فى ليبيا مما يهدد الإستقرار فى شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، كما أنها تهدد بتفاقم أزمة اللاجئين التى تجتاح الجناح الجنوبى الأوروبا.