لا يمكن لأى مراقب أو منصف أن يتجاهل ما يجرى فى المنطقة والعالم وهو يتعامل مع قضايا الداخل، بالطبع ليس هذا نوع من الاعتذار أو التبرير لكن الطبيعى لدى أى دولة أنها تتعامل مع ما يواجهها من تحديات من خلال رؤية شاملة تأخذ فى الاعتبار توازنات القوة الإقليمية والدولية وما يمكن أن يكون من بين مواجهات التكتيك والاستراتيجية. العالم كله وليس مصر وحدها يواجه تحديات وتحولات اقتصادية سوف تؤثر على مجريات الأحداث، وهناك تداخلات بين تفاصيل الداخل والخارج بشكل من الصعب فصله أثناء النظر للأوضاع الجيوسياسية الدائرة.
وتبين خرائط الصراع أن هناك تحركات على الأرض ربما تشمل صراعات جديدة مع ما يدور فى المنطقة، هناك تحركات نحو تحريك القضية السورية بعد شهور من التدخل الروسى بما يعنيه هذا من احتمالات للصدام وتوترات وتفاهمات تحكمها توازنات القوة. تقف روسيا وأمريكا وأوروبا بشكل من الصعب القول إنها كلها تتجه وجهة واحدة، فالكل يتحدث عن التنظيمات الإرهابية المسلحة، لكن داعش تبدو طرفا محتملا للضربات لكنها أيضا ضمن سياقات تتداخل مع قوى أخرى.
أما عن انخفاض سعر النفط وتأثيره على دول المنطقة والأوضاع الاقتصادية للدول النفطية فهى أمر حاكم فى نطاقات مختلفة، فالتأثير على الدول غير النفطية فيه جزء إيجابى يستفيد من انخفاض أسعار الطاقة، وجزء آخر بتراجع الاستثمارات عالميا وبالتالى إقليميا ومحليا. وكل هذا يؤثر بالضرورة فى اقتصادات المنطقة والعالم ويمثل فى جزء منه أحد تأثيرات الصراعات الدائرة فى سوريا والعراق وعودة إيران. ناهيك عن تأثير ذلك على روسيا كدولة منتجة للنفط بما للتأثير من امتدادات فى الصراع.
كل التفاصيل تبدأ وتنتهى بالشرق الأوسط الذى يدفع ثمنا لتحولات تبدو أحيانا داخل نطاقات التأثير والتأثر. ومع كل هذا يبدو من المهم وضع القضايا المختلفة فى الاعتبار أثناء التعامل مع القضية المحلية، ونرى من خلال هذا من دون تهوين أو تهويل أن مصر تبدو داخل هذه النقاط الملتهبة فى وضع مستقر نسبيا على العكس مما تعانى منه الدول والأنظمة التى تعوم كلها على بحر من التوترات. ويعرف المراقب المحترف كيف أن استمرار الخطوات الخدمية والاتجاه للسيطرة على الأسعار والقرارات الاقتصادية والمصرفية، كلها تبدو جزءا من سياسة تقلل من تأثيرات التفاعلات المستمرة على الأرض وفى السياسات الإقليمية والدولية.
لأن ما يجرى على الأرض يكشف عن حجم الصمود المصرى وسط عواصف تهب من اتجاهات مختلفة، ومصر تواجه كل هذا بدرجة من القوة، وليس كل ما يجرى معلوما للجميع، وربما على من يستسهلون إصدار الأحكام، والكلام المجانى أن يعودوا لتأمل الخرائط الإقليمية والدولية، ليعرفوا أن بعضا مما يجرى ليس مجرد مصادفات، وإنما بعضه تحركات مقصودة، تعنى أهمية الانتباه والتعامل بقوة وحذر لكل ما يدور.
ابن الدولة يكتب: ديمقراطية الحقوق والواجبات.. عندما يعارض المسؤول السابق ما كان يصمت عنه ويؤيده وهو فى منصبه.. نحن أمام ازدواجية تفقد هؤلاء مصداقيتهم.. الأمر كله بناء متشابك يجمع بين الفكرة والتنفيذ
ابن الدولة يكتب: أشخاص أم سياسات؟.. الحوار مطلوب بعيداً عن الضجيج الفارغ.. البعض يرى مشكلاتنا أننا لم ”نستوزر فلان وعلان".. والمدهش أن كل هؤلاء تولوا مناصب تنفيذية ولم يفعلوا أكثر مما فعله غيرهم
ابن الدولة يكتب: المسئول السابق مشتاق غاضب حالى.. يصبح المسئول فاشلاً فى منصبه وإذا خرج وترك السلطة فهو خبير يعرف كل شىء.. البعض يصر على لعب دور المعارض بلا مبرر