أفلام العيد تصحح أوضاع السينما المصرية بعد 25 يناير.. 92 مليون جنيه حصيلة إيرادات الموسم فى أقل من شهر.. "هروب اضطرارى" يتصدر بـ 45 مليوناً.. تامر حسنى يحتل المركز الثانى.. و"عنتر" هنيدى يحقق 7 ملايين

قبل 25 يناير بسنوات قليلة كان السوق السينمائى فى مصر مرتبكا، ولم تعد السينما تدر دخلا كافيا وقّل تدرجيا حجم معدل الإنتاج.. المنتجون والموزعون يرون أن الصناعة تنهار.. تارة يعانون من أجور النجوم الباهظة وقلة إيرادات أفلامهم، وأخرى من قرصنة الأفلام وعرضها على الفضائيات المشبوهة، ما نتج عنه خسارة فادحة فى إيرادات دور العرض السينمائية، واستمر الوضع حتى تاريخ 25 يناير 2011 واهتز السوق بأكمله. بعد 25 يناير، زادت الحالة التشاؤمية عند المنتجين والموزعين، بل إن بعضهم اختفى من المشهد تماما، وجلس لمطالعة حال السينما من بعيد.. فى ذلك الوقت كانت هناك أشياء بدأت تتغير ليس فقط على الساحة السياسية والاجتماعية، بل أيضا فى الذوق الجماهيرى الذى رفض الكوميديا والرومانسية وبات يفضل أفلام "البلطجة" والتى تعتمد على "السنجة والرقصة" كما تم توصيفها، ونجحت أفلام "عبده موتة" و"قلب الأسد" للفنان محمد رمضان، ولمع نجمه، وفيلم "القشاش" للفنان محمد فراج و"سالم أبو أخته" للفنان محمد رجب، فى دور العرض السينمائى، وتحققت النجومية لمحمد رمضان، وأيضا محمد فراج الذى بدأ مشواره الفعلى فى تلك المرحلة. على الجانب الآخر كانت هناك محاولات لتجارب سينمائية مهمة صنعها بعض المخرجين المنتمين لجيل الوسط فى السينما المصرية، للحفاظ على هويتها، لكن التجارب لم تلق نجاحات كأفلام "البلطجة"، ومنها "فتاة المصنع" و"قبل زحمة الصيف" إخراج محمد خان، و"قدرات غير عادية" إخراج داود عبد السيد، و"قبل الموقعة" و"الماء والخضرة والوجه الحسن" للمخرج يسرى نصر الله، رغم مغازلة صناعها للجمهور تارة بـ"قبلة" وأخرى بـ "مايوه" وأحيانًا بـ"حضن"، وانتشرت فى السنوات الـ 7 الأخيرة أفلام ربما لا يكون لها علاقة بالسينما منها "الدنيا مقلوبة" و"عزازيل" و"المواطن برص" و"تفاحة حواء" و"سبوبة" و"ظرف صحى" وغيرها. واستمر الوضع، أحيانا تربح بعض الأفلام وتحقق إيرادا كبيرا مثل "الفيل الأزرق" لكريم عبد العزيز، و"الجزيرة 2" لأحمد السقا، و"جحيم فى الهند" لمحمد إمام، و"الحرب العالمية الثالثة" للثلاثى أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد، وأخرى تحقق أربحا متوسطة أقل من 30 مليون مثل "أهواك" لتامر حسنى، و"زنقة ستات" لحسن الرداد"، وجميع تجارب أفلام المقاولات باءت بالفشل. فى عام 2016 بدأ التحول تدريجيا فى الذوق الجماهيرى، بنجاح أفلام "جحيم فى الهند" لمحمد إمام وتسجيله رقم قياسى فى تاريخ السينما 35 مليونا، وفيلم "لف ودوران" لأحمد حلمى بتحقيقه 42 مليونا، وبدأ الجمهور يذهب للأفلام الكوميدى والأفلام الجادة أيضا مع مطلع عام 2017، حيث نجح فيلم "مولانا" للنجم عمرو سعد والكاتب الكبير إبراهيم عيسى والمخرج مجدى أحمد على، فى تحقيق ربح كبير. ورغم كل النجاحات التى حققها أحمد حلمى ومحمد إمام وآخرين فى المواسم السابقة، إلا أن موسم عيد الفطر هذا العام، هو الأهم والأقوى، حيث أعاد الانتعاشة الحقيقية للسينما المصرية وكسر 7 سنوات عجاف، ومنحها قبلة حياة من جديد، حيث بلغ محصلة أفلام الموسم الـ 5 "هروب اضطرارى" للنجم أحمد السقا، و"عنترة ابن ابن ابن ابن شداد" للنجم محمد هنيدى، و"تصبح على خير" للنجم تامر حسنى، و"جواب اعتقال" للفنان محمد رمضان و"الأصليين" للنجمة منة شلبى وخالد الصاوى وماجد الكدوانى، 92 مليون جنيه وما زالت الأرقام فى تزايد مستمر. وبدأت بشائر النجاح تهلّ منذ اليوم الأول للموسم، باكتساح فيلم "هروب اضطرارى" للنجم أحمد السقا والمخرج أحمد خالد موسى، إيرادات الموسم، وتحقيقه أرقام عالية لم يحققها فيلما قبله، إذ كان يتخطى الربح اليومى له حاجز الـ 5 ملايين جنيه، حتى وصل ربحه فى أقل من شهر 45 مليون جنيه، ما أحدث نهضة حقيقية للصناعة، وأثنى الجمهور والنقاد على منتج العمل محمد السبكى الذى صنع فيلما ضم عددا مميزا من النجوم بجانب بطل العمل أحمد السقا، على رأسهم فتحى عبد الوهاب، أمير كرارة، غادة عادل، وساهم الفيلم فى تشجيع عدد من المهتمين بالسينما للعودة مرة أخرى للإنتاج، وبعث روح الأمل للسينمائيين الجادين. ونجح النجم تامر حسنى فى تحقيق إيرادات عالية بفيلمه "تصبح على خير"، حيث بلغ إيراد الفيلم 19 مليون جنيه، فى السينمات المصرية فقط، وما زال العمل يحقق إيرادا يوميا جيدا، بخلاف إيراداته فى شباك تذاكر السينمات العربية، حيث قام تامر حسنى بعمل جولات مكوكية فى أكثر من بلد عربى وحقق نجاحا واسعا هناك منها لبنان والأردن. وحقق فيلم "جواب اعتقال" للفنان محمد رمضان، إيرادا بلغ 14 مليون جنيه، ونال بطل العمل إشادات نقدية على محتوى الفيلم والقضية التى يناقشها، وما زال العمل يحقق ربحا يوميا معقولا بشباك التذاكر، وسجل النجم الكوميدى محمد هنيدى رقما جيدا فى الموسم بفيلمه "عنترة ابن ابن ابن ابن شداد" إخراج شريف إسماعيل، حيث حقق فى السينمات المصرية إيراد بلغ 7 ملايين، كما حقق الفيلم ربحا كبيرا فى دور العرض العربية. وارتفع إيراد فيلم "الأصليين" للنجمة منة شلبى وخالد الصاوى وماجد الكدوانى، إخراج مروان حامد، تدريجيا وبلغ إجمالى إيراده 7 ملايين و300 ألف جنيه، وتعد إيرادات موسم عيد الفطر الحالى هى الأكثر ربحا منذ من 7 سنوات عجاف.