أثارت دعوة الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، لمناظرة كل من الكاتب سيد القمنى، والكاتبة فاطمة ناعوت، حدة الخلاف بين المثقفين والدعاة السلفيين التى تتجدد مرة أخرى، حيث أعلنت "ناعوت" عن لجوئها إلى القضاء المصرى ضد من وصفتهم بالجاهلون.
وانتقد محمود لطفى عامر، الداعية السلفى ما صدر من تصريحات لسيد القمنى، وفاطمة ناعوت خلال الفترة الأخيرة، قائلا: "كلام هؤلاء يزيد من الإلحاد والإرهاب لأنهما يشككان فى مصادر الدين الإسلامى".
وأضاف "عامر": "يقولان تصريحات عجيبة كما أن سيد القمنى يهاجم مؤسسة الأزهر والتى تعتبر أحد مؤسسات الدولة".
فيما علقت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت على تصريحات الداعية السلفى، الذى وصف أحاديثها بأنها تُزيد من حالات الإلحاد والإرهاب قائلة: "انتظرنى بساحة القضاء" واصفه بأن ما يحدث جاوز المدى
وأضاف ناعوت فى تصريح خاص لـ"انفراد" قائلة: "لقد انتويت بعد الحكم الصادر بحقى بأن أرد على كل من يتهمنى بالكفر ويتفوه عنى بكلمة برفع دعوى قضائية ضده، موضحة أن ترفع المثقفون والمستنيرون عن الصغائر وكلامهم إعمالا بكتاب الله، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا" أمد هؤلاء بالقوة وهم خاوون.
وأشارت الكاتبة الصحفية أن حالة التفتيش والمزايدة على عقائد الآخرين التى يمارسها الدعاة لها أبعادها النفسية، موضحه أنها حالة تشبه "التطهر الأرسطى" كاللص الذى يود أن يرى كل من حوله لصوص، وكالمرأة العاهرة التى تريد أن ترى كل النساء داعرات.
وأكدت ناعوت، على أن المؤمن الحقيقى لا يهتم بإيمان الآخرين، فكل ما يشغله ويقلقه هو علاقته مع الله، موضحة أن المؤمن فى حاله عشق مع الله ولا يهتم بشئون الآخرين كما يفعل الدعاة.
وتابعت سأرفع دعوة قضائية اتهم هذا العامر بالتحريض على القتل، مشيرًا إلى أن تصريحاته كلامه ينطوى على تحريض بالقتل.
وبدوره علق الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على الخلاف الدائر بين السلفيون وشخصيات ليبرالية، قائلا: "سواء السلفيين أو سيد القمنى وفاطمة ناعوت وإسلام بحيرى من حقهم أن يتكلموا فى بعض القضايا الخاصة بالدين شريطة أن يكون حديثهم فى هذه القضايا قائم على علم" مضيفاً: "التخصص هو سمة العصر كما أن مؤسسة الأزهر الشريف ذات رصيد دينى يجعلها مرجعية وسطية للعلوم الشرعية فإذا كان لدى هؤلاء رأى يدلون به دون الإساءة للأزهر".
وعن دعوة شخصيات سلفية لفاطمة ناعوت وسيد القمنى لمناظرات علنية، قال "الجندى" لـ"انفراد": "نأمل أن تكون المناظرة بين متخصصين ولا يتم الترويج لرأى محدد لأن هؤلاء بعضهم قليل العلم وليسوا متخصصين" مضيفاً: "فاطمة ناعوت وسيد القمنى والشخصيات الليبرالية يتصورون أنفسهم يملكون أدوات العصر المطورة بينما السلفيين يمارسون نوعين من الاحتكار ويعثرون على الناس دينهم".
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية: "فكر فاطمة ناعوت وغيرها من المتأثرين بالليبرالية، والفكر الليبرالى منه ما يتوافق مع الشرعية الإسلامية ومنه ما يتعارض لذلك يجب أن تكون المناظرات الخاصة بأمور الدين يجب أن تكون مع متخصصين".
وانتقد "الجندى" التيارات السلفية، قائلا: "السلفيون يؤمنون بالرأى الأحادى الذى يعتمد على المتون والصياغات فى ظاهرها فقط، دون مراعاة المقاصد الشرعية المبطنة بالمعنى، مما يخلف فهما خاطئا للنص مما يثير مشكلات كثيرة"، معلنا استعداده لمناظرة كل من التيارات السلفية وفاطمة ناعوت وسيد القمنى".
فيما كشفت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، بأنها ستتقدم بمقترح على مجلس النواب لتعديل قانون ازدراء الأديان موضحة أنه لا يصح اقتناص المتشككين وسجنهم.
وأوضحت نصير لـ"انفراد" أن بعض الفتاوى والغلظة فى الخطاب الدينى تسببت فى نفور الشباب من الدين الإسلامى، مشيرة إلى أنها سبق وأن دعت مؤسسات الدولة بضرورة إقامة محاضرات مفتوحة يحضرها أهل الاختصاص للمناقشة بشكل مستنير وإن لا يكون عليها تضييق.
وبسؤالها عن رأيها فى اتهام الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى، الكاتب سيد القمنى، والكاتبة فاطمة ناعوت بالكفر والإلحاد ، قالت فاقد الشىء لا يعطيه أين انت من سماحة الإسلام وعظمة هذا الدين.