تعددت الأدوات والموت واحد، بهذه العبارة يمكن وصف ما آلت إليه أوضاع الأجهزة الأمنية الفرنسية منذ ولاية الرئيس السابق فرانسوا هولاند، وصولاً إلى ولاية الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون الذى لم يتم حتى الآن الـ100 يوم الأولى فى السلطة، والذى عجز شأنه شأن سلفه عن وضع حدًا للهجمات التى ينفذها ذئاب تنظيم داعش المنفردة التى تمكنت خلال الأشهر القليلة الماضية من التسلل إلى دول القارة العجوز.
فبخلاف حادث الدهس الذى وقع صباح اليوم الأربعاء بجوار مقر المخابرات فى العاصمة الفرنسية باريس، والذى أسفر عن إصابة 6 أفراد أمن بينهم اثنين فى حالة خطرة، تعانى فرنسا منذ أكثر من عامين من هجمات إرهابية مكثفة، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين من المدنيين وأفراد الأمن ورجال الشرطة أيضًا.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، نفذ حادث الدهس الذى وقع اليوم مجهول يستقل سيارة من طراز بى إم دبليو، ليصيب 6 جنود من المشاركين فى عملية سانتينال لمكافحة الإرهاب.
وخرج عمدة الضاحية الهادئة التى استيقظت على دماء الجنود، ليكشف أن الحادث وقع عن عمد وليس من محل صدفة، وأن التحقيقات الأولية فى الحادث والتى كشفت عنها جهات مكافحة الإرهاب هى أن عملية الدهس استهدفت جنود خلال خروجهم من كتيبتهم وفى طريقهم لقضاء عطلة، كما أن مكان الكتيبة قريب للغاية من مقر الاستخبارات العامة الفرنسية وهو مبنى فى غاية الأهمية ومن أبرز الأمكان الحيوية فى البلاد.
ومن فترة ليست ببعيدة اعتقلت قوات الشرطة المكلفة بتأمين برج إيفل شخص موريتانى الجنسية، واتضح مؤخرًا أنه مختل عقليا ولكنه معتنق الفكر الداعشى المتطرف، وتم وضعه فى أحد دور الرعاية والأمراض النفسية، وذلك بعدما أعلن نيته فى التعدى على أحد الجنود وطعنه مستخدمًا سلاحًا أبيضًا وكان يهتف "الله أكبر".
وأثناء استجواب الشرطة له قال المتهم، إنه كان يريد تنفيذ هجوم على جندى، وإنه على اتصال بعضو فى تنظيم داعش شجعه على ذلك.
وأشار مصدر أمنى بقطاع مكافحة الإرهاب الذى يتولى القضية، إلى أن المشتبه فيه أدين فى ديسمبر الماضى بسبب أفعال إرهابية وتوجيه تهديدات بالقتل، وصدر ضده حكمًا بالسجن لمدة 4 أشهر مع إيقاف التنفيذ.
وفى الربع الأول من العام الجارى هاجم رجل دورية عسكرية بالسكين بالقرب من متحف اللوفر فى باريس، هاتفًا: "الله أكبر"، قبل أن يصاب بجروح خطيرة عندما أطلق جندى النار عليه، فى اعتداء وصفه رئيس الوزراء الفرنسى بالـ"إرهابى".
وأصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة فى الرأس، بينما أصيب المهاجم "فى البطن"، حسبما أوضح قائد شرطة باريس ميشال كادو الذى، أنه تم التحقق من محتوى حقيبتين كانتا بحوزته، وتبين انهما لا تحتويان على متفجرات.
ومع الاستهداف الواضح للشرطة الفرنسية، خرج رجال الشرطة فى مطلع العام إلى الشارع للتظاهر احتجاجا على تصاعد "الكراهية" ضدهم، وتجمعوا فى ساحة الجمهورية فى باريس وأمام مراكز الشرطة فى أكثر من ستين مدينة، كما تحدث حينها مسئولى الكثير من النقابات، عن المشاكل التى يلاقونها فى السهر على الأمن أثناء التظاهرات وتأمين الأماكن العامة.
واشتكت نقابات الشرطة فى مناسبات عدة من مجموعات من المشاغبين التى تتسلل إلى المظاهرات وتزرع الفوضى، وقام أفرادها فى مظاهرات مختلفة بمواجهة الشرطة أو بعمليات تخريب كحرق سيارات وغيرها.