أصبح التدخل التركى على الأراضى السورية قاب قوسين أو أدنى من حدوث تصعيد كبير فى المنطقة خلال الفترة المقبلة، فى خطوة اعتبرها البعض أن سعى الرئيس التركى لتحقيق حلم "الخلافة" يجعله يفعل أى شىء، خاصة فى ظل إعلان روسى بالرد الحاسم، وتأكيد وزارة الخارجية السورية أن عددا من العربات المدرعة التركية توغلت داخل أراضيها، ومواصلة تركيا القصف المدفعى لمواقع الأكراد شمالى سوريا.
وحذر سياسيون من تطور خطير ستشهده المنطقة حال حدوث تدخل برى من القوات التركية على الأراضى السورية، مشيرين إلى أن رجب طيب أردوغان سيدفع ضريبة القرارات التى يتخذها بشأن روسيا، موضحين أن أنقرة أبعد ما تكون عن الحرب على الإرهاب.
من جانبه، قال الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن دخول قوات سعودية وتركية للأراضى السورية هو تطور خطير جدا فى المنطقة، ويمهد لحرب إقليمية داخل سوريا خلال الفترة المقبلة.
وأكد إدريس فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن تركيا أبعد ما تكون من الحرب على الإرهاب، والهدف من دخولها فى الأراضى الروسية هو محاربة الأكراد حتى لا يدعمون حزب الكردستانى التركى، موضحا أن مشاركة تركيا السعودية فى محاربتها للإرهاب هو تصفية حسابات فقط.
وأشار رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أنه لا يحق لأى دولة سواء عربية أو أجنبية التدخل فى الأراضى العربية لتقرير مصير شعب، ولكن ينبغى لهذا الشعب هو من يقرر مصيره ويختار قياداته، موضحا أن هذا التدخل السعودى التركى سيمهد لإيران كى تدخل بشكل مباشر فى أزمة اليمن، زيادة قواتها فى سوريا، إلى جانب تصعيد روسى وهو ما سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة.
وفى السياق ذاته، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التدخل التركى فى سوريا هو محاولة من أنقرة لقلب المنضدة على المنطقة وإجهاض ما تم الاتفاق عليه اجتماع جنيف، ووقف إطلاق النار على الأراضى السورية.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ما تقوم به تركيا على الأراضى السورية هى خطوات محفوفة بالمخاطر ولن تنقلب على منطقة الشرق الأوسط فقط بل على أنقرة بشكل خاص، وسيدفع أردوغان ضريبة ما يفعله.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السعودية لم تعلن عن حجم القوات التى ستدخل بها سوريا، معتبرا أن التنسيق التركى السعودى سيواجه صعوبات على الأرض.
وأضاف أن مشاركة مصر فى مناورات "رعد الشمال" السعودية التى تعد الأكبر فى تاريخ الشرق الأوسط وتبدأ خلال ساعات، ليس معناه أن مصر ستشارك بقوات فى سوريا.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الرئيس السيسى بعث برسالة مباشرة خلال كلمته بالبرلمان، أن مصر مع تسويات سياسية فى ليبيا واليمن وسوريا.
**