- رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق وجنرالات آخرين عارضوا أوباما فى إسقاط سوريا ومرروا معلومات استخباراتية لبشار عن المعارضة والمسلحين عبر روسيا وألمانيا وإسرائيل .
- وزير الدفاع ورئيس الاركان اختلفا مع أوباما.. فكافئا الأسد بمعلومات عن خصومه.. المخابرات العسكرية الأمريكية رسمت السيناريوهات ومررت المعلومات دون أن يعلم أحد.
- اسرائيل وألمانيا مررتا معلومات للأسد عن خصومه.. وروسيا نفذت ضربات متقنة بناء عليها
كشف التحقيق الأخير للصحفي الأمريكي ذائع الصيت سيمور هيرش، في (لندن ريفيو أوف بوكس)، مفاجآت مدوية، جرت داخل جسم الإدارة الأمريكية في السنوات التي تلت اندلاع الربيع العربي، ليرسم صورة مغايرة تماما عما نعتقده.
ففي تحقيقه المعنون بـ "جيش لجيش" الذى ينشره
انفراد كشف هيرش عبر مصادره في هيئة رئاسة الأركان وفي الاستخبارات العسكرية الأمريكية (DIA) والتابعة للبنتاجون، أن وزارة الدفاع تعاونت مع نظام الأسد بالالتفاف على رغبة أوباما وقراره الذي يمضي فيه قدمًا للإطاحة بالأسد.
وجاءت المفاجأة في أن البنتاجون لم يشارك البيت الأبيض القناعة ذاتها بخصوص سوريا، وقرر تمرير معلومات إلى الأسد عبر ثلاثة دول، كل واحدة منها تمثل مفاجأة في منطق اختيارها.
فقد تبرع رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارتن ديمبسي هو ورجاله في توصيل معلومات استخباراتية ثمينة حول تمركز المتطرفين المناهضين لحكم بشار، لكل من روسيا وألمانيا وإسرائيل!
وذهب منطق رجال الاستخبارات العسكرية، الذين عملوا بمعزل عن وكالة المخابرات المركزية التي يبدو أنها تشاطر البيت الأبيض تصوراته عن مستقبل الشرق الأوسط، ذهب منطق الاستخبارات العسكرية إلى أن تمرير المعلومات لموسكو وبرلين وتل أبيب لابد أن يجد طريقه إلى الأسد.
ورغم التوتر المعلن مع موسكو إلا أنها جديرة بالحصول على معلومات الأمريكان إذ أنها ستوصلها لحليفها الأسد. وجاء اختيار برلين لأنها تتواصل مع بشار وتمارس نفوذا عليه بصورة أو بأخرى، وسيكون دافعها- وفقا للسيناريو الامريكي- محاولة قمع الحركات المتطرفة في مهدها.
إذ أن الألمان يتخوفون على 6 ملايين مسلم يحمل الجنسية الألمانية من أن ينجرفوا لبراثن داعش وأخواتها من المنظمات الإرهابية، ومن ثم فهي تحارب الخطر في معقله، وهو ما سيدفعها لمساعدة الأسد بالمعلومات.
أما إسرائيل فإنها لا تريد أن يتمدد القلق على حدودها مع سوريا، ولا تريد متطرفين مزعجين، ومن ثم فهي مرشحة لتمرير معلومات الاستخبارات الأمريكية المسربة عمدًا كي تجد لنفسها طريقًا على مكتب الأسد وقادته العسكريين.
ولعب رجال البنتاجون هذه اللعبة واثقين أن المعلومات الثمينة ستشق طريقها بنفسها للرئيس السوري، لأن بدائله كلها أسوأ منه، ولعدم اقتناعهم أن أوباما يفكر بطريقة صحيحة، مما ساعد روسياً فى ضرب أهداف حقيقة بكفاءة عالية.
ربما يجدر بنا ربط هذا التحقيق، بالمقابلة الصحفية التي أجرتها مجلة فورين بوليسي قبل أيام مع وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هاجيل، الذي كشف أن علاقته بأوباما كانت متوترة ولم يكن يعتنق نفس وجهات نظر أوباما في التعامل مع روسيا ودول أخرى فاعلة في المشهد الدولي.
وكان هاجيل قد كشف أن تواصله مع سوزان رايس مستشارة الأمن القومي وفريق البيت الأبيض كان متوترًا، الأمر الذي حدا برئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لأن يتصدر مشهد التواصل بين البنتاجون والرئيس.
وإذا كانت العلاقة متوترة بين أوباما ووزير دفاعه، وإذا كان رئيس هيئة أركانه يعتنق شيئا غير الذي يعتنقه هو، وإذا كانت المخابرات المركزية تعمل مع توجه الرئيس، والمخابرات العسكرية تعضد من توجه وزارة الدفاع، فإن لدينا الآن تصور مبدأي عن تخبط الإدارة الأمريكية في قراراتها، وعدم تجانس القرارات ولا الأفعال الصادرة عنها في الملف السوري.