أصبح التنافس على الاستثمارات فى مصر كبير بين كل من الصين وروسيا، خاصة بعد إطلاق مبادرة الحزام والطريق الصينية التى تهدد مصالح روسيا فى المنطقة، ويهدف جزء منها إلى التعاون مع الاتحاد الاقتصادى الأوروبى.
ورصدت إحدى المجلات الآسيوية "ذا ديبلومات"، تنافس روسيا والصين على الاستثمار فى مصر، مشيرة إلى إعلان وزارة الصناعة والتجارة الروسية توقعها أن يصل استثمارها فى المنطقة الصناعية الروسية المصرية بقناة السويس إلى 6.9 مليارات دولار أمريكى، وإلى حصتها فى حقل غاز زهر، وتمويلها مشروع الضبعة النووى، كما تعتبر روسيا مصر بوابتها لأسواق أفريقية أخرى.
وقال جورجى كالامانوف، نائب وزير الصناعة الروسى، إن المنطقة الصناعية الروسية المصرية فى قناة السويس، حاسمة لفتح الأسواق الأفريقية للسلع الروسية، ويجب أن يكون هناك علاقات اقتصادية قوية مع مصر للانتشار فى أفريقيا، وتم تعيين مبعوث للشؤون الأفريقية، مؤكدا أن مصر بوابة أفريقيا، وبدء الاستثمارات فى مصر يفتح المجال للتصدير لكافة أنحاء أفريقيا بسهولة.
وأضافت المجلة الآسيوية، أن الصين تستهدف مصر لأن قناة السويس هى نقطة حاسمة فى طريق الحرير البحرى التابع لمبادرة الحزام والطريق التى أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينج العام الماضى، الذى تتصوره بكين تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق، كما تأمل مصر فى استثمارات من الصين أيضا خاصة بعدما كانت أول دولة أفريقية تنضم إلى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية عام 2015.
ووصفت المجلة الآسيوية، أن الموارد المالية الباهظة للصين، تجعل روسيا كالقزم فى مجال الاستثمارات، مؤكدا أن مصر تعتبر للصين شريكتها الحيوية، ومن هنا تحاول الحكومة الروسية بذل جهد كبير وصياغة سياسة تجاه مصر وأفريقيا لأن نفوذهم فى القاهرة يضمن لهم نفوذا سياسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
من الممكن أن تهدد مبادرة الحزام والطريق مصالح روسيا، وأن تنافس روسيا والصين عالميا منذ سنوات عديدة، لفرض نفوذهما فى العالم النامى بين أوآخر الخمسينات وأواسط السبعينات من القرن الماضى، موضحةً أن مبادرة الحزام والطريق تؤثر على سياسة روسيا فى الشرق الأوسط، حيث تتدخل عسكريا فى سوريا وتسعى من خلال تدخلها فى المنطقة لتأكيد وضعها عالميًا فى ظل الأزمة الأوكرانية.