منوفية يا دولة.. معلمو مدرسة كفر البتانون هزموا نقص الميزانية وتحولوا لصنايعية لتطويرها.. المدير بقى عامل بناء والمدرسين يحملون الرمل والسيراميك على الأعناق.. والمعلمات يشاركن بالطعام من المنازل

حياة بسيطة اعتادوا عليها فى إحدى القرى الريفية بمحافظة المنوفية فمدرسة واحدة هى سبيلهم الوحيد لتعليم أبنائهم بمرحلتى التعليم الابتدائى والإعدادى، وزادت محبة تلك المدرسة بعمل أبناء القرية بها فأصبحت شعاع الضوء الذى ينير عليهم الحياة، لتبقى صامدة على مدار قرابة 17 عاماً، ترك الزمن فيهم بصمته عليها. وتحرك الجميع لمواجهة ما خلفه الزمن على المدرسة من المدير للغفير كما يقول المثل الشعبى الشهير، وتحول المعلمون إلى صنايعية متخلين عن المظهر الأنيق للمعلم ويقررون الانتصار لأبنائهم ونبراس العلم الوحيد ببلدتهم، فتجد المدير مرتدياً جلبابه وكاشفاً عن ذراعيه فى حركة احترافية لتوصيل الرمل إلى البنا، ويبهرك معلم الرياضيات بملابسه الملطخة بالأسمنت ومخلفات مواد البناء، وتقف طويلاً أمام مدرس اللغة العربية والسيراميك على عنقه . كل ذلك من أجل تطوير مدرسة كفر البتانون الابتدائية والإعدادية المشتركة أو كما يطلق البعض عليها مدرسة كفر البتانون للتعليم الأساسى، مواجهين نقص الميزانية المخصصة للمدرسة من وزارة التربية والتعليم بخير نموذج من العمل التطوعى الشامل لجميع أهل البلدة فالعمال متطوعين والمعلمين عاونوهم وتحولوا لـ" صنايعية " أما أئمة المساجد فكان لهم دور فى تشجيع أهل القرية على التبرع من أجل شراء لوازم البناء، وكذلك المعلمات خصصن يوم لكل معلمة تعد فيه الطعام للعمال فى منزلها وتحضره لهم . ومن جانبه يقول رمضان عطية السنباوى معلم اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية بمدرسة كفر البتانون الابتدائية والإعدادية المشتركة، إن الفكرة بدأت من تخصيص مساحة 300 متر من فناء المدرسة كان قد تم إهمالهم وتحولوا إلى مقلب قمامة فيما بعد وفكرنا فى استغلال تلك المساحة وتطويرها بمجرد الخروج من شهر رمضان الكريم وبدء الأجازة الصيفية . ويضيف معلم اللغة العربية، قائلاً وبالفعل تحمسنا جداً بمجرد أن ناقشت الأمر مع المهندس محمد عبد الجابر زيدان الذى شجعنا بأن تكفل ببعض المصاريف المادية التى فتحت أممنا باباً لتطوير باقى أجزاء المدرسة، معتمدين على الجهود الذاتية من أهل البلدة، ولتوفير النفقات كنا نعمل كمدرسين بأيدينا فمن يتمكن من البناء تطوع وبنى سور الحديقة ومنصة للإذاعة المدرسية ومن لديه صنعة أعادها للنور من جديد . ويتابع المعلم، الأمر الذى دفع جمعية تنمية المجتمع للمساهمة فى التطوير وتوفير النفقات هى الأخرى، ولم يتوقف المعلمون على هذا الأمر بل جمعنا من كل معلمة 50 جنيهاً تم خصمها من مكافأة العام الدراسى حيث لم تشاركن فى الأعمال إلا أنهن شاركن فيما هو أكثر حيث تكفلت كل معلمة بإعداد الطعام لمدة يوم للمشاركين فى أعمال التطوير . وببدء العمل الخيرى أخذ الحماس أهل القرية والمعلمين فقرروا تطوير المدرسة بالكامل بتجديد 32 شباك من الألوميتال وإحاطتهم بالحديد ليكونوا أكثر أماناً للتلاميذ بالمرحلة الابتدائية، وتعلية الأسوار بالحديد بعد أن ارتفعت الأرض بفعل عوامل الزمن وأصبح من السهل تسلقها وسرقة الأجهزة التى بالمدرسة بعد رفض هيئة الأبنية التعليمية تعليتها، وتركيب سيراميك للمصاطب، فيما تولى محمد مصيلحى دياب مسئولية تطوير الفناء الذى تبلغ مساحته 700 متر ليصبح مثل ملاعب التنس . وبالحديث عن دور أهل القرية يقول رمضان السنباوى، إن العاملين بالألوميتال تطوعوا بأجرهن لتطوير المدرسة وهم مجدى الطبل ومجدى النجار وعلاء عبد الصادق الأزرق، وسيد حلمى حبيب وعصام الأسرج وصلاح الأسرج، بينما لعب المهندس عبد الرسول ضيف دوراً كبيراً فى المشاركة فى الماديات وخاصة فيما يتعلق بالتشجير، وحسن الميهى، وكان للشيخ مجدى صلاح دوراً كبيراً فى التوعية والتحفيز، الامر الذى دفع عدد من شباب البلدة للتطوع فى العمل على تطوير المدرسة منهم فايز شعبان إسماعيل، وعاطف مرعى، وتامر عمار، وصلاح ضيف، وخيرى عبد الله، ومحمد عسكر . ويواصل معلم اللغة العربية حديثه، أما المعلمين فى المدرسة والعمال فكانت لمشاركتهم لمسة بداية من مدير المدرسة أحمد نور الله الرجل الذى حرص على ارتداء الجلباب وشمر أكمامه لحمل مواد البناء وتوصيلها إلى العمال، وكذلك ياسر عمرة معلم الرياضيات، وسيد خليفة معلم الرياضيات، وأحمد الشناوى الأخصائى الاجتماعى وسامى الأسرج، مدرس التربية الرياضية، وسامى زيدان الإدارى بالمدرسة والذى قام بأعمال البناء بنفسه، وعادل نصر الله وكيل شئون الطلبة، وعبد العاطى خليل إدارى، وصلاح حبيب فنى وسائل .