رحل الدبلوماسى الإنسان وفاة بطرس غالى بعد صراع مع المرض عن عمر 94 عاما أشهرت أمريكا الفيتو ضده عقابا على ادانته إسرائيل فى مذبحة قانا وتأسيس"القومى لحقوق الإنسان" أبرز انجازاته

قبل نحو ساعة من الآن غيب الموت رجل تآمرت عليه فى يوم من الأيام القوى الدولية الكبرى لأنه صمم على أن يقول الحق ولا شئ سواه حتى لو كلفه الأمر الإطاحة به من منصبه الرفيع.. هكذا يمكن تلخيص قصة بطرس غالى الذى توفى اليوم مع البيت الزجاجى المسمى بالأمم المتحدة.

النقاط المضيئة فى مسيرة بطرس غالى كثيرة لكن يبقى أكثرها اشراقا هو موقفه من مذبحة قانا فى لبنان عام 1996 والذى حدث لمن لا يتذكر أن القوات الإسرائيلية احتلت مدينة "قانا" اللبنانية وأعملت فيها آلة القتل فهرب المواطنون للاحتماء بقوات اليونيفل الدولية لكن إسرائيل أصرت على استهدافهم حتى وهم فى حماية القوات الدولية لحفظ السلام وهو ما أسفر فى نهاية المطاف عن استشهاد 106 مواطنين اللبنانيين.

أرادت إسرائيل أن تمحو آثار المذبحة وتوقعت أن ممارسة الضغوط الأمريكية على بطرس غالى كفيلة بأن تنهى نتائج التحقيقات التى تجريها الأمم المتحدة إلى لا شئ باعتبار أن منصب غالى سيتم وضعه فى كفة ونتائج التقرير فى الكفة المقابلة لكن غالى اختار أن ينطق التقرير بالحق، مهما كلفه الأمر، فأكد التقرير الذى باشره الجنرال فرانك فان كابين، المستشار العسكرى فى الأمم المتحدة ورفعه إلى غالى، على "استحالة أن يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل فى قانا نتيجة خطأ تقنى أو إجرائى فادح".

فى نفس العام كان من المقرر أن يتم التجديد لبطرس غالى لفترة ثانية فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، كما هو الحال مع جميع من تولوا المنصب لكن أمريكا وللمرة الأولى أشهرت الفيتو فى وجهه اعتراضا على بقائه فى الأمم المتحدة او بالأحرى انتقاما من موقفه فى "قانا".

بعد الخروج من الأمم المتحدة بنحو 10 سنوات كان بطرس غالى فى ندوة بنقابة الصحفيين كان يشغل وقتها منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى تم استحداثه عام 2003، ويومها تحدث غالى بابتسامة عريضة تعلو وجهه عن السنوات الـ5 التى قضاها فى ذلك البيت الزجاجى،قائلا :"ليس لدى أى شعور بالمرارة يكفى أننى فعلت ما يمليه على ضميرى".

السيرة الذاتية لبطرس غالى تشير إلى أنه ولد فى 14 نوفمبر 1922 لعائلة قبطية مصرية وأم أرمينية، وهو حفيد بطرس نيروز غالى رئيس وزراء مصر فى أوائل القرن العشرين الذى اغتاله إبراهيم الوردانى، وهو أيضاً عم يوسف بطرس غالى وزير المالية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك.

التحق بطرس بطرس غالى بكلية الحقوق جامعة القاهرة لدراسة القانون وحصل على ليسانس الحقوق فى سنة 1946، وفى سنة 1947 م حصل على دبلومة فى القانون العام من جامعة باريس، وفى سنة 1949 حصل على الدكتوراة أيضا من جامعة باريس، هذه المؤهلات العلمية والأكاديمية أهلته أن يفهم اتجاهات السياسة الدولية.

وفى عام 1968 حصل الراحل عن عالمنا على الدكتوراه الشرفية أو الفخرية من جامعة السويد، وقد قام الدكتور بطرس بطرس غالى بتدريس القانون الدولى فى جامعة القاهرة ابتداء من سنة 1949 حتى 1977، وكان أيضا رئيس قسم العلوم السياسية.

وامتدت خبراته ومهارته كأستاذ جامعى فى الكتابة فكان مسئول عن إيجاد العلاقة بين القانون الدولى والقانون المصرى والعلوم السياسية، وكتب فى جريدة الأهرام الأقتصادى، وكان هو رئيس تحرير العلوم الرئيسية وهى تصدر عن جريدة الأهرام، وكتب أيضا فى مجلة "السياسة الدولية" وهى مجلة شهرية (للسياسة العالمية) وكان رئيس تحريرها أيضا، كما كتب العديد من المقالات فى الجرائد العربية والعالمية .

وفى سنة 1977 وحتى عام 1991 عُين وزير الدولة للشئون الخارجية فى هذا الوقت صاحب الرئيس محمد أنور السادات فى رحلته إلى إسرائيل، وقد ساهم فى التفاوض على إقامة علاقة سلام بين مصر إسرائيل التى نتجت عنها معاهدة كامب دايفد للسلام.

واختير غالى عام 1989 ليكون رئيس وفد الصداقة بين مصر وروسيا، وفى مايو 1991 عُين وزير دولة للعلاقات الخارجية والهجرة، وفى 2 ديسمبر من العام ذاته انتخب ليكون سكرتير عام الأمم المتحدة، وفى 17 ديسمبر أرسل غالى استقالاته من جميع وظائفة فى مصر.

كان الدكتور غالى باحثا بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا (1954-1955) ومديرا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى للقانون الدولى (1964-1964)، وأستاذا زائرا بكلية الحقوق فى جامعة باريس (1967-1968)، كما كان رئيسا للجمعية المصرية للقانون الدولى منذ عام 1965 ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية (الأهرام) منذ عام 1975، وعضو مجلس الأمناء الإدارى لأكاديمية لاهاى للقانون الدولى منذ عام 1978 وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978 ، وعضوا مشاركا فى معهد الشؤون الدولية (روما) منذ عام 1979.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;