يعد اتحاد الناشرين العرب من أهم الأعمال النقابية فى العالم العربى، يضم مجموعة كبيرة من الناشرين الذين يحملون على عاتقهم عددًا من المشكلات أبرزها أزمة صناعة النشر فى الوطن العربى بعد تأزمها فى الفترة الأخيرة، والبحث عن حلول للمشكلات من أولويات برنامج رئيس الاتحاد الجديد الناشر محمد رشاد، بعد انتخابه يوم 31 يناير 2016.
وتأسس اتحاد الناشرين العرب فى مؤتمر عام للناشرين عقد فى بيروت بتاريخ 12 أبريل 1995، ويتكون من اتحادات النشر العربية، التى يمثلها فى مجلس إدارة الاتحاد عضو لكل منها، ومن أعضاء الجمعية العمومية التى تنتخب عددًا مساويًا لممثلى الدول فى مجلس إدارة الاتحاد.
يبلغ عدد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الحالى 25 عضوًا، ثلاثة عشر يمثلون اتحادات النشر العربية، و12 تم انتخابهم فى الجمعية العمومية خلال المؤتمر العام الذى عقد فى القاهرة، ويمارس الاتحاد أعماله من خلال لجان متخصصة عبر مقر الأمانة العامة فى بيروت، ومكتب الرئاسة فى القاهرة.
يعتبر اتحاد الناشرين العرب منظمة إقليمية مستقلة تمثل الناشرين العرب لدى الجهات الرسمية العربية والدولية، ولدى الاتحادات والروابط المهنية النظيرة له، ولدى مؤسسات المجتمع المدنى كل التى تهتم بالثقافة والدفاع عن حق التعبير والنشر والقراءة.
وتتضمن أهداف الاتحاد العمل على رفع مستوى مهنة النشر، ووضع ميثاق شرف يلتزم به الناشرون العرب، يشمل كل القواعد والنظم الكفيلة بترسيخ مفاهيمها وزيادة احترامها، ودعم رسالتها الثقافية والعلمية والاقتصادية، توسيع مجالات التعاون والعمل المشترك، وتوطيد العلاقات بين الناشرين العرب واتحاداتهم بما يعود بالخير على الثقافة العربية ومهنة النشر، وتيسير الفرص والإمكانات التى تؤدى إلى ترويج الكتاب وتنمية الوعى الثقافى فى الداخل والخارج، وعقد كل ما يلزم من مؤتمرات وإقامة ندوات ودورات تدريبية.
كذلك يهدف الاتحاد إلى توطيد الصلة بالمنظمات والاتحادات الإقليمية والدولية فى مجال مهنة النشر وصناعة الكتاب والملكية الفكرية، الحرص على القيم الأساسية للثقافة والحضارة العربية وحمايتها من جميع محاولات الدس والتضليل والاختراق، العمل على رعاية حقوق الناشرين وحماية مصالحهم الأدبية وحقهم فى حرية النشر، واتخاذ كافة الإجراءات الأدبية والقانونية الكفيلة بذلك، والتصدى بكل قوة لمكافحة عمليات الاعتداء على حقوق الملكية الأدبية والفكرية، والعمل على زيادة الوعى فى ضمير المجتمعات العربية بأهمية احترام حقوق الملكية وتجريم الاعتداء عليها، العمل مع الجامعة العربية، والمؤسسات الرسمية المعنية على توحيد القوانين والأنظمة المتعلقة بحقوق التأليف، ونشر الكتاب العربى وتداوله، فى جميع البلدان العربية، ترقية صناعة الكتاب، ورفع مستواه وبيان المواصفات الضرورية للكتاب الأمثل من حيث المضمون وأساليب الفهرسة من جهة، ومن حيث الإخراج والتصميم والطباعة والتجليد من جهة أخرى، وتقديم الجوائز للمبدعين.
كذلك يهدف الاتحاد إلى تذليل الصعاب التى تواجه الكتاب العربى وتحد من تداوله بين الأقطار العربية، والعمل على إعفاء الكتاب من قيود الرقابة والتصدير، والرسوم الجمركية وغيرها، وتخفيض أجور نقله بالبريد والشحن الجوى، تشجيع الناس على القراءة، وإشاعة روح المطالعة والإقبال على الكتاب، بوصفه حاجة ثقافية ضرورية، تكثيف برامج التعريف بالكتاب بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وتدعيم دوريات التعريف بالكتب وتشجيعها، وإصدار مجلة لمتابعة نشاطات النشر وترشيدها، تكوين إدارة متخصصة لتسجيل الكتب (Bibliography) تقوم بتقديم المعلومات اللازمة عن حركة الكتاب، وتاريخ صدوره، وملكية حقوق تأليفه وعدد نسخه المتداولة، كخطوة مهمة فى حفظ الإبداع، ومنع الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية.
هذا بالإضافة إلى العمل على استصدار قوانين رادعة لحماية حقوق الملكية الفكرية وحقوق المبدعين، من المؤلفين والناشرين العرب، وحث الدول العربية على الانضمام إلى الاتفاقيات العربية والدولية المتعلقة بحماية هذه الحقوق، وتقديم المشورة القانونية للأعضاء، التواصل مع جميع الأطراف المعنية بصناعة الكتابة ومهنة النشر بجميع مراحلها من أجل حل المشكلات التى تواجه عملية النشر والناشرين، العمل على توثيق عرى التعاون بين المؤلف والناشر بما يضمن حقوق الطرفين، وإيجاد صيغ قانونية لعقود نموذجية، تحفظ هذه الحقوق وتصونها، وتدعم الثقة الضرورية بين المؤلفين والناشرين، تنسيق دورات المعارض العربية للكتاب، والعمل على تنظيم مواعيدها وتحسين شروط مشاركة الناشرين فيها، وتوفير الاحترام والتسهيلات والخدمات اللازمة لهم، كى يتمكنوا من أداء دورهم الأساسى فى إنجاح هذه المعارض، واغتنام فرصة لقاء الناشرين فيها لإقامة الندوات الخاصة بمعالجة مشكلات النشر على هامش المعارض، وذلك بالتعاون مع منظميها، توفير فرص المشاركة الجماعية والحضور العربى فى معارض الكتاب الدولية، وتمثيل الناشرين العرب فى جميع الملتقيات الدولية الخاصة بشؤون النشر، لتأكيد وجود الكتاب العربى والناشر العربى على الصعيد العالمى، وضع الأسس الكفيلة بتنشيط وتيسير سبل توزيع الكتاب العربى، توفير قاعدة بيانات عن الإصدارات والموزعين والمكتبات والمعارض، وجعلها متاحة للأعضاء، وكذلك عن أعمال الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وحقوق الإبداع، بعد التحقق من صحة البيانات وتوثيقها
أما عن شروط العضوية بالاتحاد فتأتى على النحو التالى "يشترط فى الاتحاد المحلى الذى يتقدم بطلب انضمامه إلى اتحاد الناشرين العرب، أن يكون مشكلاً حسب نظام معترف به فى بلده، وغير متعارض مع أهداف اتحاد الناشرين العرب، وأن يتابع جمع وتسديد اشتراكات أعضائه فى اتحاد الناشرين العرب، وأن يتعهد بالالتزام بنظام الاتحاد وقراراته، أن يكون عضواً فى اتحاده المحلى وأن يوقّع على ميثاق الشرف ويتعهد بالالتزام به ويكون حسن السيرة والسمعة المهنية بين زملائه محلياً وعربياً، كما يشترط لقبول عضوية الناشر إذا كان من دولة لم يتكون اتحادها المحلى أن تتم تزكيته من قبل اثنين من أعضاء مجلس الإدارة، وأن يكون الناشر مستمراً فى ممارسة المهنة.
وعقد الاتحاد مجموعة كان أخرها اتفاقية تعاون استراتيجى بين اتحاد الناشرين العرب ومجموعة الناشرين الصينيين تنص على تبادل الزيارات بين أعضاء الطرفين ومشاركة مجموعة الناشرين الصينيين فى أغلب المعارض العربية ودعوة ممثلين لاتحاد الناشرين العرب كل عام لزيارة معرض بكين، والتباحث فى اقامة مشروع تبادل ترجمة ونشر صينى عربى وعربى صينى، وكذلك بحث إمكانية تأسيس دور نشر صينية فى الدول العربية وفتح مكتبات لبيع الكتاب الصين.