بعدما أعلن إخوان الأردن بداية الأسبوع الحالى، الانفصال بشكل رسمى عن جماعة الإخوان الأم فى مصر، أصبح هناك تساؤلا حول ما إذا كانت هناك فروع أخرى مؤهلة للانفصال فى ظل استمرار نهج الجماعة فى التصعيد، وهو ما تسبب فى التحاق عدد كبير من أعضاءها للتنظيمات التكفيرية، حيث تسببت سياسة الجماعة بمصر فى إلحاق الأذى لعدد من فروعها.
ويعد فرعى الإخوان فى تونس واليمن هما الفرعين المؤهلين لإعلان الانفصال بشكل رسمى من الجماعة، خاصة أن مواقف هذين الفرعين اختلفت بشكل كبير عن الجماعة الأم بمصر، وبعض قياداتها شن هجوما عنيفا على قيادات التنظيم الدولى ولعل أبرزهم عبد الفتاح مرور نائب رئيس حركة النهضة التونسية.
وتوقع إسلاميون أن تعلن فروع للإخوان فى الخارج الانفصال عن التنظيم الدولى، خاصة أن هذا التنظيم لم يعد بقوته القديمة التى كانت موجودة، لاسيما فى ظل الأزمة الداخلية العنيفة التى تشهدها الجماعة.
وتوقع طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تسير حركة النهضة التونسية على ضرب قيادات إخوان الأردن، وتنفصل تماما عن التنظيم الدولى للإخوان، موضحًا أن حركة النهضة وإخوان تونس أكثر استنارة من إخوان مصر، وبات واضحاً أن كيان ما يسمى التنظيم الدولى أصبح يشكل عبئاً كبيراً على فروع التنظيم فى كثير من الأقطار، ولن تقبل الدول التى بها وجود شرعى لتنظيم الإخوان بارتباط فصيل سياسى بتنظيم فوق قطرى بالمخالفة لدساتير و قوانين هذه الدول.
وأضاف البشبيشى فى تصريح لـ"انفراد" أن نشوة الإخوان وشعورها بالتمكين بعد ما يسمى الربيع العربى بدأ يذهب و جاء وقت إعادة الحسابات، وهو يتم الآن بصورة أو بأخرى، و ما حدث من إخوان الأردن وتلميحات إخوان تونس يدل على ذلك.
من جانبه، أكد خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن عدد كبير من فروع جماعة الإخوان فى الخارج ستعلن انفصالها عن التنظيم الدولى للجماعة إذا لم تقدم جماعة الإخوان فى مصر على تغيير نهجها ووقف التصعيد، مضيفا أن انفصال إخوان الأردن عن الجماعة بمصر ليس سابقة من نوعها فقد سبقهم فى ذلك إخوان الكويت والبحرين.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن إخوان تونس مؤهلون للانفصال عن التنظيم الدولى، خاصة أن حركة النهضة لها خط مختلف تماماً مع إخوان مصر، والشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس حزب النهضة وضح ذلك عدة مرات وأغلب الأجنحة فى حزب النهضة تختلف مع الغنوشى فى ميلة لإخوان مصر.
وفى السياق ذاته، أكد صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن انفصال فرع إخوان الأردن عن إخوان مصر يؤكد أن أسطورة الإخوان قد انتهت وأن الجماعة انفرط عقدها سواء على مستوى الداخل أو مستوى الخارج، متوقعاً أن هناك مجموعات من الإخوان فى القريب العاجل تتبرأ من الجماعة وما نتج عن تصرفها مثل إخوان اليمن، وإخوان تونس.
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية، لـ"انفراد"، "لا نتعجب من انفصال إخوان الأردن عن التنظيم الدولى، فعندما يضرب الفشل جماعة فأنه يقضى على تاريخها وماضيها وحاضرها".