وداعا أستاذ الصحافة فى مصر.. بهذه الكلمات ودع نواب مجلس النواب الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذى وافته المنية اليوم، الأربعاء، عن عمر يناهز 92 عامًا بعد صراع مع المرض، بتأكيدهم أنه قامة إعلامية كبيرة لن تتكرر، وكان أولهم النائب السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب.
وتابع الشريف: "مصر فقدت كاتباً عظيما كان له دوراً مهماً فى مراحل تاريخية متعددة"، مشيراً إلى أنه التقى شخصياً مع "هيكل" عدة مرات خلال بعض اللقاءات وتبادلا أطراف الحديث حيث كان البعد الوطنى فيها هو المحور الأساسى.
وأضاف الشريف، أتذكر مقالات هيكل التى يكتبها لتحمل رسائل متعددة عظيمة المعانى، غزيرة المضمون، وتابع: "لقد أدى دوره الوطنى على أكمل وجه".
وأعرب الشريف عن خالص تعازيه لأسرة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل والجماعة الصحفية، فى فقيدها داعياً أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته.
ونعى النائب أسامة هيكل، نائب رئيس ائتلاف دعم مصر، برحيل هيكل، فقدت مصر أحد الرموز السياسية والإعلامية المهمة فى تاريخها، فهو علامة مميزة فى التاريخ المصرى الحديث.
وقال هيكل فى تصريحه أن الراحل الكبير يتميز بقدرة خاصة جدا على جمع المعلومات والوثائق، وعقد التحليل العلمى الدقيق وبحكم خبراته الطويلة كان لديه قدرة غير عادية على توقع المستقبل، وتابع قائلا: "تعاملت مع الفقيد عن قرب وبخاصة فى الفترات التى توليت فيها منصب وزير الإعلام وكان لا يبخل بنصح أو إرشاد".
وأوضح نائب رئيس ائتلاف دعم مصر: "إن الراحل كثيرا ما تحدث عبر السنوات الماضية عن انزعاجه من غياب المعلومة لدى الإعلام المصرى، قائلا: "ورغم كبر سنه إلا أن الراحل الكبير ظل محتفظا بشباب قلمه حتى آخر عمره وهى قدرة لا تتوافر فى الكثيرين".
وشدد وزير الإعلام الأسبق، أن الراحل كان يتميز بمكانه دولية فى الخارج، حيث أن كثيرا فى لقاءاته مع الشخصيات الدولية كان يلتفتوا إلى تشابه الأسماء ومدى القرابة بينه وبين الراحل، وكان آخرهم "يفيجينى بيرما كوف"، مستشار الأمن القومى الروسى، الذى رحل مؤخرا، إلا أن وزير الإعلام كان يجيب بأن التشابه مقتصر على الاسم فقط وليس هناك صلة قرابة.
وقال مصطفى بكرى، الكاتب الصحفى، وعضو مجلس النواب، إن مصر فقدت قيمة وطنية ومهنية كبيرة لن تعوض، فالكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل هو إنسان وطنى بمعنى الكلمة، وله مقولته المشهورة بعد عزل الرئيس الراحل محمد أنور السادات له: "لا أعلم لنفسى قطرا ولا وطنا خارج مصر".
وأضاف بكرى أن خسارة هيكل لن تعوض ولا تقدر، فهو الذى كان يمضى يحذر من المؤامرات ضد الأمة، وأول من حذر مصر من الإخوان، وسيظل التاريخ يخلد اسمه وإسهاماته للوطن.
بدوره قال محمود الصعيدى، عضو مجلس النواب، إن محمد حسنين هيكل قيمة كبيرة لا يمكن أن ينسى أى شخص إسهاماته فى كشف الحقائق وتحذير المصريين من المخاطر، التى واجهت البلاد خلال الفترة الماضية.
وقال الإعلامى أحمد بدوى عضو مجلس النواب، إنه تم الاتفاق مع الإعلاميين والصحافيين من البرلمانيين على تشكيل وفد برلمانى للمشاركة فى عزاء الفقيد وفى مقدمتهم النائب مصطفى بكرى، والنائب معتز الشاذلى، والنائب مرتضى العربى، لافتاً إلى أنه سيتوجه أيضاً للمشاركة فى تشيع جنازة بعد صلاة العصر من مسجد الحسين.
وأضاف بدوى، أن الجماعة الصحفية فقدت قامة وقيمه كبيرة، لافتاً إلى أنه التقى شخصياً مع الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل وتبادلا أطراف الحديث، وقد أعرب الأخير فى حوار جانبى عن استياءه مما وصفه بـ"صحافة التهويل"، وعدم التزام البعض بميثاق الشرف الصحفى.
وأضاف الصعيدى أن تاريخ هيكل يشهد له الجميع، وأجيال الصحافة المتعاقبة ستظل تتعلم منه، موضحا أن هيكل أول من حظر من مخاطر حكم الإخوان وساهم بشكل كبير فى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الجماعة.
نعى الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار عميدا الدبلوماسية والصحافة المصرية رحيل هيكل، مؤكدا أنه كان قامة تفتخر به الدولة المصرية.
وأضاف أبوالعلا فى بيان صحفى له اليوم، الأربعاء، أننا فقدنا رمز مثلت مصر فى كافة المحافل الدولية، وأثرت الحياة السياسية والصحفية والفكرية، مشيرا إلى أنه كان له دور بالغ فى خدمة الدولة المصرية فى فترات عصيبة كفيلة بان تخلد ذكراهما بعد سنوات طويلة من العطاء.