من "الواد دا بتاعى" لـ"الطفلة المعجزة".. انتهاك باسم "الاستظراف".. خبراء يحللون ظاهرة استغلال الأطفال بين الشاشات والسوشيال ميديا.. الطب النفسى: هوس الأهالى بالشهرة السبب.. والقانون يضاعف عقوبة ولى ال

"ليس عدلاً أن تدفع طفلة صغيرة ثمنًا لأخطاء الكبار" بهذه العبارة اختتمت الإعلامية "إيمان الحصرى" تعليقها على الجدل المثار حول "فريدة" - 5 سنوات ونصف - المعروفة إعلاميًا باسم "الطفلة المعجزة" بعد أن أصبحت مثار سخرية على "السوشيال ميديا" إثر ظهورها فى حلقة من برنامجها "مساء DMC" باعتبارها "ثانِ أذكى طفلة على مستوى العالم" ولكنها لم تقم بأكثر من عمليات حسابية بسيطة. وجاءت السخرية من الطفلة فريدة بعد انتشار مقطع من الحلقة تسألها فيه والدتها عن بعض العمليات الحسابية البسيطة التى يمكن لأى شخص القيام بها مثل إيجاد حاصل جمع 20 + 10 ثم 25+5+9 بعد أن طلبت المذيعة أن تكون الأسئلة أكثر صعوبة. وفى تعليقها على الجدل المثار حول الطفلة اعتذرت الإعلامية عن التقصير فى "البحث والتدقيق والتأكد من شخصية الضيفة ومدى دقة روايتها وصحة الشهادات الخاصة بحصول الطفلة على جوائز محلية ودولية رشحتها لتكون ثانى أذكى طفلة على مستوى العالم"، وأضافت فى تعليقها "أكيد هناك أم مضطربة تسبب ضغط رهيب على طفلة لم تتعد 6 سنوات لتصبح معجزة وعبقرية بالعافية وتدفع بها عبر الشاشات لتقدم الوهم". وبدورها نشرت الأم مقطع فيديو تعتذر فيه عن الجزء المتداول من الحلقة وطالبت مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى بـ"مراعاة نفسية البنت اللى عمرها خمس سنين" وناشدتهم التوقف عن مشاركة هذا المقطع وأن يشاهدوا الحلقة بأكملها دون اقتطاع. الطب النفسى: الطفلة معرضة للاكتئاب أو الانعزال وعلى الرغم من مناشدة الأم واعتذارها، واعتذار الإعلامية ومطالبتها "السوشيال ميديا" بالتوقف عن الإساءة للطفلة، إلا أن صورة الطفلة لا تزال تستخدم فى "كوميك" ساخرة على "السوشيال ميديا" بالإضافة إلى استخدام تعبيراتها فى الحلقة فى "نكات"، وهى السخرية التى يقول الدكتور الدكتور إبراهيم مجدى حسين استشارى الطب النفسى لـ"انفراد" إنها تعرض الطفلة لمخاطر عدة، فمن المتوقع أن تجعلها تلجأ للانعزال الذى قد ينقلب إلى عنف وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب خاصة أنها تتعرض لضغوط نفسية شديدة من الأم. ويضيف: الطفلة يمكن أن تكون ذكية فعلاً ولكن الأسئلة التى وجهت إليها لم تكن من متخصص أو قد تكون الطفلة غير مهيأة نفسيًا للظهور إعلاميًا، كما أن المذيعة لم تجيد إدارة الحوار وتوجيه الأسئلة وشكلت ضغطًا نفسيًا على الطفلة، وفى النهاية كانت الضحية هى الطفلة التى أصبحت مثار سخرية "السوشيال ميديا"، ونحن كمجتمع نستغل السوشيال ميديا بشكل سيئ جدًا فى ترويج الشائعات والسخرية والاستخفاف بالناس و"الاستظراف". ويتابع: ما يحدث للطفلة هو خطأ الأم التى لا كانت من المفترض أن تتجه بالبنت للمشاركة فى مسابقات علمية رسمية معتمدة بدلاً من محاولة تحويلها لواحدة من المشاهير ووضعها تحت ضغط كبير، وخطأ المذيعة التى حاولت فيما بعد التنصل من المسؤولية بأن تقول تعرضنا لمكيدة والبنت غير عبقرية وتضع المزيد من الضغوط النفسية على البنت. والدة طفلتى "الواد دا بتاعى" رفعت شعار "أنا حرة أنا وبناتى" لم تكن قضية "الطفلة المعجزة" هى الواقعة الأولى لاستغلال الأطفال إعلاميًا من قبل ذويهم، وتحويلهم إلى مادة للجدل والسخرية بسبب جنون الشهرة، فقبل عدة أشهر أثير جدلاً كبيرًا بسبب مشاركة عدد من الأطفال فى أغنية "الواد دا بتاعى" التى أذيعت على بعض القنوات الفضائية وتحمل ألفاظًا خارجة. وكانت الأغنية التى أذيعت أبريل الماضى، بطولة شقيقتين فى السادسة والثامنة من العمر، وإنتاج والدتهما "ليلى الشبح" التى قالت فى تصريحات صحفية ردًا على الانتقادات التى واجهتها "أنا حرة أعمل اللى أنا عاوزاه أنا وبناتى"؛ إلا أن وائل سعد الكاتب والمذيع تقدم ببلاغ رقم 5178 لسنة 2017 ضد كل من ساهم فى صناعة الكليب واتهمهم باستغلال الطفلتين وإفساد الذوق العام. وذكر "سعد" فى بلاغه أن الكليب يخالف ما ينص عليه الدستور المصرى الذى يكفل حماية الطفل من كل ما يسىء له ويؤثر على نشأته. طفلة "الكليب الإباحى" تثير غضب العالم العربى جدل مشابه أثير فى مارس الماضى فى العالم العربى حول مشاركة طفلة فى كليب لبنانى "فاضح" ملىء بالإيحاءات الجنسية، وعلى إثر هذا الجدل قرر وزيرا العدل والإعلام فى لبنان منع بث الفيديو، بالإضافة إلى فرض غرامة 50 مليون ليرة على أى وسيلة إعلام مرئية تتداول الفيديو وكذلك وسائل التواصل الاجتماعى. وكان الكليب بطولة عارضة الأزياء اللبنانية ميريام كلينك والمغنى جاد خليفة ويتطرق إلى تفاصيل العلاقة الزوجية، وظهرت فيه طفلة تشهد ما يحدث بين العارضة والمغنى، وهو ما حاول المغنى تبريره فيما بعد بأنه جاء للتوعية باستغلال الأطفال. أما والدة الطفلة فظهرت فى أكثر من وسيلة إعلامية وأنكرت أن يكون الكليب إباحى وقالت إنها فخورة بما فعلته ابنتها واتهمت ردود الفعل بالمبالغة. حماية المستهلك يوقف إعلان "الدندو" و"السوشيال ميديا" تواصل استغلال أطفاله وبالعودة إلى مصر مرة أخرى نتذكر الأطفال الذين شاركوا فى الإعلان الشهير بـ"إعلان الدندو" عام 2016 والذى تقدم المجلس القومى للطفولة والأمومة بشكوى لرئيس جهاز حماية المستهلك لمنع عرضه بسبب استغلاله للأطفال وعدم مراعاته حقوق الطفل. وقالت وقتها الدكتورة هالة أبو على، الأمين العام للمجلس، إن الإعلان يستغل الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة ويحتوى على حوار غير مناسب أخلاقيًا ويشجع محتواه على التحرش. وناشدت فى بيان صحفى القائمين على الإعلانات بمراعاة المسؤولية الاجتماعية تجاه الإعلانات الموجهة للأطفال أو التى تستخدمهم مع عدم استغلال برائتهم واستخدام حوارات غير مناسبة لا تليق أن تصدر عن أطفال أو يسمعونها ويشاهدونها وقد تشجعهم على تبنى سلوكيات تتعارض مع ثقافة المجتمع وقيمه. ورغم قرار جهاز حماية المستهلك بوقف الإعلان وقتها إلا أن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى أيضًا لم يتوقفوا عن استخدام صور الأطفال المشاركين فيه، ولقطات من الإعلان فى "كوميكس" ساخرة. كيف يحمى القانون المصرى الأطفال من الاستغلال؟ أما قانونيًا فيرى المحامى محمود البدوى رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وخبير حقوق وتشريعات الطفل إنه فى حالة الطفلة فريدة الأم بحكم القانون استغلت الطفلة استغلالاً صريحًا، حتى لو كانت الطفلة نابغة بالفعل ولديها قدرات خاصة. ويقول لـ"انفراد": الأم تبحث عن الشهرة من خلال البنت واستغلتها بشكل صريح وجعلتها مثار سخرية من الجميع وهو ما ينعكس سلبًا عليها، والقانون يجرم هذا الفعل ويضاعف عقوبة الاستغلال عندما يحدث من طرف أولياء الأمور أو أى شخص لديه سلطة عليه. ويضيف: لدينا فى مصر أقوى بناء حمائى للطفل ليس فقط بالقانون وإنما أيضًا بالاتفاقات الدولية التى وقعتها مصر، منها على سبيل المثال الاتفاقية الدولية لحماية الطفل CRC، ولكننا نفتقر لآليات إنفاذ القانون على أرض الواقع لأن إنفاذه يصطدم ببعض الموروثات الاجتماعية والدينية الخاطئة الراسخة لدينا. ويضيف "البدوى" إن الأهالى الذين يستغلون أطفالهم بمثل هذه الطريقة أيضًا يقعوا تحت طائلة قانون مكافحة الاتجار بالبشر 64 لسنة 2010 الذى يحمى الأطفال من كل ما هو فيه شبهة استغلال حتى لو كان استغلال فى عمل فنى، ويحمى هذا القانون الأطفال حتى من ذويهم، حيث تنص المادة الثانية من هذا القانون على أنه تشدد العقوبة إذا كان الجانى ممن له الولاية أو الوصاية على الطفل أو كان مسؤولاً عن ملاحظته أو تربيته أو ممن له سلطة عليه. ويوضح "البدوى" لـ"انفراد" أنه لا يشترط التقدم ببلاغ ضد الأب أو الأم لإنفاذ هذا القانون وإنما يمكن أن يحدث هذا من خلال ما تكشفه التحقيقات من وقائع وأحداث تكشف تورط ولى الأمر فى استغلال الطفل.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;